· 3رؤساء وزراء طالبوا بالإفراج عن عزام مقابل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين · يتجاهله الجميع الآن في إسرائيل ويعيش لأشهر طويلة دون عمل بعد إطلاق سراحه من السجون المصرية بأربع سنوات، عاد الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام إلي مقدمة المشهد بكتاب عنوانه: "هل أنت عميل للموساد؟"، كشف فيه تفاصيل جديدة، حيث زعم محاولة المخابرات المصرية تجنيده لحسابها أثناء وجوده في السجن، وروي في حوار نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" الثلاثاء الماضي، تفاصيل لقاء تم بين مجموعة من ضباط النخبة في الجيش الإسرائيلي ورجل الأعمال الإسرائيلي "بلاطو شارون" لتمويل عملية عسكرية جريئة تهدف إلي تهريب عزام من السجن، ولكن العملية لم تنفذ لعدم الحصول علي إذن بذلك. وقال عزام - حسب موقع "ماكو" الإسرائيلي - إن هناك مواطنا إسرائيليا مسجونا في مصر منذ تسع سنوات بتهمة التجسس، مؤكدا أنه موجود في الزنزانة نفسها التي قضي فيها فترة سجنه في ليمان طرة. وذكر الكاتب جلعاد شلمور أن هذا المواطن الإسرئيلي يدعي عودة سليمان ترابين، قائلا إنه ذهب إلي إسرائيل في التسعينيات وكان عمره وقتها لا يتجاوز عشر سنوات، وذلك بصحبة أسرته التي غادرت صحراء سيناء إلي إسرائيل، وأقام في مدينة "رهط"، وكان دائم التردد علي العريش لزيارة أخته التي فضلت البقاء هناك مع زوجها، وفي إحدي زيارات عودة تم القبض عليه ومحاكمته بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، وقضت المحكمة بسجنه 15 سنة، لكن السلطات المصرية لم تعلن خبر اعتقاله إلا بعد اختفائه بأربع سنوات. وأشار عزام عزام في كتابه إلي سبب تكتم إسرائيل نبأ القبض علي عودة وسجنه، قائلا إن عنصرا من السفارة الإسرائيلية أخبره بأن ذلك هدفه عدم تعطيل محاولات إطلاق سراحه. ووجه عزام نصائحة للجاسوس الإسرائيلي عودة قائلا: يجب أن يقيم علاقة طيبة مع السجناء حتي تكون علاقته طيبة بالعالم الخارجي. يذكر أن عزام كان قد أوفد إلي مصر عام 1996 بتكليف من إدارة مصنع "تيفرون" للنسيج، وتم اعتقاله بتهمة التخابر مع إسرائيل، وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 15 سنة قضي منها 8 سنوات في سجن ليمان طرة. وقد أسند عزام مهمة تحرير الكتاب إلي الأديب دودو أورين، وأصدرته دار نشر روبي أسا، ويتحدث عزام في كتابه عن التعذيب الذي تعرض له في السجن ومحاولة انتحاره بعد القبض عليه. وأفرد فصلا كبيرا للجهود التي بذلتها إسرائيل للإفراج عنه، قائلا إن ثلاثة رؤساء وزراء هم نتنياهو وباراك وشارون، طالبوا بالإفراج عنه مقابل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وتحدث في فصل آخر من كتابه عن المعاناة التي يعيشها في إسرائيل منذ خروجه من السجن، قائلا إن الرجل الذي رفع علم إسرائيل وتغني بنشيدها الوطني فور وصوله إلي أرضها وأصبح رمزا محفورا في ذاكرة كل مواطن إسرائيلي، يتجاهله الجميع الآن، ويعيش لأشهر طويلة دون عمل. ورغم أن الكتاب يحمل عنوان "هل أنت عميل للموساد؟"، وهو السؤال الذي شغل الرأي العام الإسرائيلي طوال فترة سجنه، إلا أن عزام لم يقدم إجابة صريحة في كتابه، وترك الإجابة علي السؤال للقارئ نفسه! وعن السبب وراء إصداره الكتاب، قال عزام إنه لا يسعي وراء الربح، ولكنه شعر بأنه من الضروري أن يروي حكايته الشخصية، مؤكدا أنه يوجه رسالة من خلال كتابه لكل مواطن إسرائيلي مفادها أنه بمقدوره أن يكون مطمئنا وواثقا بأن إسرائيل ستهتم به وتنقذه من الضائقة التي يواجهها! وأضاف: أعتقد أن والدي جلعاد شاليط قد يجدان العزاء في هذا الكتاب، فرغم التعذيب والمعاملة الوحشية والعزلة وحالة عدم اليقين أثناء فترة سجني، لم أفقد الأمل وكنت واثقا في أسرتي ودولتي.