صوتها هو الخلفية لمسار حياتي كلها في أفراحي تجده قادماً من بعيد يساندني رافعة قامتي و في أحزاني تنفرد بي لا تسمح بوجود ثالث بيننا و لا تتركني إلا باكية ، أحياناً أتجنب اللجوء إليها هروباً لكني أكتشف أنها مثل الأكسجين في الهواء إذا ابتعدت عنها تصيبني الأكسدة و الخمول صوتها هو الخلفية لمسار حياتي كلها في أفراحي تجده قادماً من بعيد يساندني رافعة قامتي و في أحزاني تنفرد بي لا تسمح بوجود ثالث بيننا و لا تتركني إلا باكية ، أحياناً أتجنب اللجوء إليها هروباً لكني أكتشف أنها مثل الأكسجين في الهواء إذا ابتعدت عنها تصيبني الأكسدة و الخمول ، منذ الطفولة كانت تهمس طيري يا طيارة طيري يا ورق و خيطان بدي إرجع بنت صغيرة علي سطح الجيران و ينساني الزمان علي سطح الجيران !! يالها من كلمات و أداء سبقت به جارة القمر الزمن ، وبعد سنوات أختلي بنفسي لتهمس في أذني بنفس الكلمات ! أعدتني لأيام قادمة إختلف الواقع من حولي و تغير بينما معاني كلماتها و صوتها لم تصبهما شائبة ،حين يؤرقني اشتياقي لعزيز تهمس كصوتٍ يمكث عند القمر "سلملي عليه قِلو إني بسلم عليه بوِّسلي عينيه قِلو إني ببوِّس عينيه " تحمل البساطة في كلماتها بينما صوتها سفيراً للرومانسية و العلاقات الإنسانية التي ضاعت معالمها حين استطاعوا تحت أي مسمي أن يوقفوا صوت فيروز عن الغناء ! لا أظن أن شدوها علي مدي سنين عمرها كان يساويه مقابل سوي شعور محبيها الطاغي بالسعادة و سمو الروح ، لا أصدق أن خلافاً علي أموال مهما كانت قيمتها و حجمها يدعو الرحبانية إلي الإساءة بهذه الدرجة الجارحة لسيدة أعطت دون توقف ، ساهمت في وضع أسس راقية للفن العربي ، علمتنا فيروز أن للغناء أصول، فهي نموذج للمرأة العربية شامخة المظهر والجوهر، لم نشاهدها يوماً في لقطة مسرحية أو غنائية مبتذلة بل دائماً ما كانت في حالة إبداع إستفاد منه الرحابنة و محبوها أيضاً ، بل أنني أعتبر فيروز وشريكيها في الإبداع عاصي و منصور الرحباني باقة واحدة فاض رحيقها علي العالم كله لا يمكن فصلهم الآن و تقسيمهم إلي أشخاص مستقلين ، مهما كانت الخلافات المالية وبنود العقود ليس من المنطق وضع هذه الأسماء التي تعد علامة بارزة في تاريخ الإبداع و الثقافة العربية في طرقات المحاكم ، نحن جميعا نحترم القضاء و نحتكم إليه لكن هناك أصولا و تقاليد ليس من الصواب الإبتعاد عنها خاصةً في حالات لا شك أنها جزء لا يتجزأ من التاريخ ، ثم أني أتساءل لو لم تغني فيروز منْ يغني إذن ؟!! أدعو كل محبي الفنانة القديرة من حكماء البلاد العربية إذ أن فيروز ليست لبنانية فحسب بل هي عربية و قضيتها قومية إلي إجتماع يبتعد عن سياسة البلدان لكنه يحافظ علي التراث العربي وقيمة فنانة ساهمت في صنع الفن العربي و تشكيل مشاعرنا جميعاً ، هنالك أناس من العيب التقليل من شأنهم و الإساءة إلي أسمائهم مع تقدم العمر، هؤلاء علينا رفعهم علي الأعناق نشكرهم نحترمهم إجلالاً و تقديراً ، أدعو أيضاً عاشقي صوتها مثلي أن يحملوا الشموع في ميادين مصر و العالم علي صوت أغانيها نعلن أنها في القلوب باقية رمزاً للغناء العربي و المشاعر الإنسانية. حنان خواسك