بإجماع سائقي التاكسي في مصر، جاءت بيجو بارس االإيرانية دون مستوي التوقعات حتي أنه يمكن القول بكل ثقة أنها الأسوأ بين السيارات التي يشملها المشروع علي الرغم من أنها الأعلي سعراً بين تلك السيارات. فالواضح أن وكيل بيجو في مصر استغل الإسم الفرنسي العريق ليطرح سيارة دون مستوي التوقعات. فمركز التنمية والتجارة - وجيه أباظه يصرعلي جودة صناعة السيارات الإيرانية ليس لشئ سوي أنه وكيل لبعض أسوأ ما أفرزته تلك الصناعة، كما أنه مسئول عن تسويق تلك الكوارث المتحركة علي أربع عجلات، وطبعاً علي رأسها كارثة اسمها "بارس" تبدو كنسخة مشوهة من موديل 405 القديم قام الإيرانيون بتضييع مواطن الجمال فيها متوهمين أنهم بذلك ساهموا في تطوير موديل جديد والواقع أن ما حدث لم يكن سوي تشويه للموديل قام به "مركز الأبحاث والتخريب" التابع لشركة إيران خودرو. موديل "بارس" الذي يقدمه وكيل بيجو في مصر علي أن الحل الأمثل والبديل المنطقي للباحثين عن سيارة عائلية لم يحقق أي نجاح يذكر منذ إطلاقه. والطريف أن الشركة عالجت ضعف الإقبال علي الموديل بالإعلان عن تجميعه محليا الأمر الذي فاقم من مشاكل وكيل بيجو الذي يعاني من ضعف الإقبال علي موديلات بيجو الفرنسية لفي مصر بسبب الأسعار المبالغ فيها لتلك الموديلات. فبدلاً من أن يتجه الوكيل غربا إلي بيجو الفرنسية لتجميع أحد موديلات الشركة وخفض سعرها أمام المنافسين ، إتجه الوكيل شرقا للحصول علي حق تجميع موديل منتهي الصلاحية وقد توقف إنتاجه في فرنسا فعليا منذ عشر سنوات أو أكثر. وفي واقع الأمر يعكس ذلك أمرين أولهما هو المكانة المتواضعة التي يحظي بها الوكيل لدي الشركة الأم والأمر الثاني هو إستخفاف هذا الوكيل بالمصريين بشكل يفوق كل حد. فالمكانة المتواضعة نعلمها من تصريحات مسئولي شركة أيران خودرو الأيرانية والتي أعلنت من قبل أن موديل "بارس" سيتم تجميعه في مصر والسنغال وهي البلد الوحيد الذي يتم فيها تجميع هذا الموديل. إذن الأمر يختلف كليا عما يدعيه الوكيل بأن الموديل يحظي بإقبال كبير خاصة وأن أرقام مبيعاته في مصر لا تزال متواضعة رغم إقحام الموديل في مشروع إحلال التاكسي. ولا يبدو الأمر غريبا، "فبراعة" المصممين الأيرانيين لم تتمكن من سترعورات التصميم الخارجي الذي يبدو عتيقا لا يتلائم علي الإطلاق مع تصميمات سيارات بيجو الأخري وهي التغييرات الهزيلة التي أعتمد عليها الوكيل في محاولة يائسة لإقناع الجميع بأن "بارس" موديل جديد وهو في واقع الأمر ليس سوي نسخة مشوهة من موديل 405 القديم. شرب البعض المقبل وقاموا بحجز السيارات التي تأخر تسليمها كثيرا وهو ما أجبر الشركة علي إقامة حفل تسليم للحاجزين. ولا تزال مبيعات الموديل أقل من المتوقع بل يسعي كثير ممن قامولا بشراء السيارة إلي التخلص منها وهو ما يبدو واضحا من خلال السيارات المستعملة في الصحف والمجلات وعلي مواقع شبكة الإنترنت. ولد موديل "بارس" ميتا في مصر فمحركه الذي تبلغ سعته 1760 سي سي لا تتجاوز قوته مائة حصان وهو أمر يشير إلي أن المحرك ينتمي لجيل قديم يرجع إلي القرن الماضي بدليل أن قوة غالبية المحركات التي تقل من حيث السعة عن محرك موديل بارس تفوقه من حيث القوة. في بعض دول الإتحاد السوفييتي السابق يتم تسويق هذا الموديل الذي حقق فشلا ذريعا نظرا لأنه لم يكن أفضل حالا من الموديلات المحلية هناك. ولكن في مصر يسعي البعض للترويج لهذا الموديل الذي يتأخر عن موديلات السوق المحلي لسنوات. وبالتأكد كان الأحري بمركز التنمية والتجارة وكيل بيجو في مصر السعي لتجميع موديل محترم بدلا من السعي لتجميع مخلفات القرن العشرين والتي ينقصها الكثير من معايير السلامة والأداء الجيد. وتكفي نظرة سريعة للفارق الشاسع بين موديلي بارس و407 ليدرك القارئ مدي الفجوة الشاسعة بين القديم والجديد. بقي أن نلفت الإنتباه إلي أن الرقم المستهدف لإنتاج موديل بارس في مصر كان حوالي 1500 سيارة خلال العام الأول وهو رقم يزيد كثيرا عما أنتج فعليا من الموديل. وقال مسئولو الشركة الإيرانية أن العدد سيزيد إلي 5 آلاف سيارة سنويا في وقت لاحق وهو رقم لن يتحقق أبدا لهذا الموديل البدائي، وتحقق صحة ما ذكرناه بعد الفشل الذريع الذي تحقق لبيجو الأيرانية في مشروع إحلال التاكسي بعد أن فشلت كسيارة ملاكي. جاءت المشاركة في المشروع بنتائج كارثية علي الموديل بعد أن شكا أصحاب سيارات التاكسي الجديدة ممن دفعهم حظهم العاثر إلي اختيار بيجو من عيوب متعددة في الموديل منها تلك الأصوات الغربية التي تنبعث من مقدمة السيارة عند السرعات العالية فضلا عن تجهيزات السلامة الهزيلة، ولكن الأسوأ هو العيب الذي تعاني منه عفشة النسخ التي تم تسليمها حيث تعاني عفشة السيارة الجديدة من عيوب خاصة الجانب الأيمن منها وهو ما أكده أحد مالكي السيارات التاكسي الجديدة الذي أكد لبورصة السيارات أنه توجه لمركز الخدمة أربع مرات رغم أن استلامه لسيارته الجديدة لم يمر عليه شهر. والأغرب هو تأكيده بأنه عندما توجه لمركز الخدمة وجد كثير من السيارات الجديدة تعاني من نفس المشكلة التي لم يتمكن مسئولو مركز الخدمة من حلها بشكل جذري بل أكتفوا بإعادة ضبط العفشة لتعود السيارة للعمل مرة أخري بشكل طبيعي ولكن لساعات قليلة فقط يعود بعدها العيب للظهور. قيادات الشركة تهربت من السائقين الذي حاولوا لقائهم لسماع شكواهم، وهو ما أكد لدي الجميع أن هناك نية لعدم تغيير عفشة السيارة خاصة وأنها لا تزال في الضمان وبالتالي سيكون التغيير علي حساب الوكيل. ولهذا السبب تماطل الشركة في أيجاد حل جذري للمشكلة بتغيير العفشة، فهي تعيد ضبطها حتي تنتهي فترة الضمان وعندها ستقوم بتغييرها علي حساب صاحب السيارة. وليت العيوب تنحصر عند هذا الحد حيث ذكر سائقون آخرون استلموا نسخا من سيارة بيجو الإيرانية مؤخرا أن عيوبا أخري بدأت في الظهور منها ماستر الفرامل وتيل الفرامل وبعض أجزاء التكييف فضلا عن الصوت المزعج للسيارة رغم محركها الفرنسي والذي يعد الحسنة الوحيدة في الموديل. غالبية السائقين أجمعوا علي أن إختيارهم لسيارات بيجو الأيرانية كان غلطة كبيرة وقال البعض أنه كان الأفضل لهم إختيار أي من سيارات لادا أو هيونداي أو أسبيرانزا أو شيفروليه التي لم يشكو أحدا من وجود عيوب فيها حتي اليوم.