يوما بعد يوم .. ينتقل إسم بيجو من سيئ إلي أسوأ بفضل وكيلها في مصر مركز التجارة والتنمية وجيه أباظه حيث يبدو للعيان وكأن الوكيل إحترف الفشل من خلال موديلات أعادت بيجو إلي الوراء وقللت من شأن تلك الماركة العريقة التي عرفها المصريون منذ أكثر من ثمانين عاما. وطوال تلك العقود الثمانية الماضية، لم تشهد بيجو مثل هذا التراجع في مصر بالقدرالذي تشهده اليوم. فبخلاف تقديم الموديلات متأخرا بعد تقديمها في أنحاء العالم، لم يحسن الوكيل إختيار موديلاته فموديل 207 الذي تقدمه الشركة يدخل عامه الرابع في أوروبا ولا يبدو مختلفا كثيرا عن موديل 206 أما موديل 308 الذي قدمته الشركة فيبدو شبيها إلي حد بعيد بموديل 307 . والأخبار السيئة التي يتكتم وكلاء بيجو في مصر عليها هو ظهور عيوب فنية في الموديل تتعلق بالدوائر الكهربية للسيارة وبالإضاءة الداخلية حيث تؤدي زيادة سخونة تلك المكونات إلي تعطيل الكثير من وظائف السيارة. بالطبع لم يعلن مركز التنمية والتجارة وكيل بيجو في مصر عن تلك العيوب والسبب واضح وهو الكسب المادي من وراء العملاء عن طريق مراكز الخدمة دون أن يتحمل الوكيل الأعباء المادية المترتبة علي تلك العيوب كما هو متبع في مختلف أنحاء العالم. وتقول بعض المصادر الأوروبية أن ماسحات الزجاج الأمامي في الموديل لا تعمل بكفاءة هي الأخري وقد تم إستدعاء 4800 نسخة من الموديل في أوروبا منها أكثر من 1500 نسخة في فرنسا وحدها خلال النصف الثاني من العام الماضي. وتم إرسال خطابات بهذا الشأن من موزعي الشركة للعملاء لإصلاح تلك العيوب مجانا، أما في مصر فلم يذكر الوكيل أي شئ عن تلك العيوب. مشكلة أخري تواجه السيارة وهي نفس المشكلة التي أدعي مسئولو الشركة أنها كانت سببا في عدم تقديم موديل 107 الصغير بالسوق المحلي وتتمثل في إعتماد السيارة كليا علي نظم إلكترونية معقدة لا تتلائم مع ظروف التشغيل في مصر وبالتالي ستزيد أعطال السيارة وبالطبع سيعني ذلك المزيد من زيارات العملاء لمراكز الخدمة ودفع المزيد من الأموال مقابل إصلاح عيوب لا دخل للعميل فيها. يبدو هذا الإتجاه الذي ينتهجه وكلاء بيجو في مصر والمتمثل في إختيار الردئ سعيا للربح الكبير في الإتجاه شرقا إلي أيران بدلا من الإتجاه غربا إلي فرنسا والقنوع بدور التابع لدولة مشكوك في جودة منتجاتها، فلم نسمع يوما ما أن سيارات بيجو الأيرانية تم تصديرها إلي أي من بلدان العالم خاصة مع التعديلات "الغريبة" التي أدخلتها الشركة الأيرانية علي السيارة والتي قد تهدد سلامة السائق والركاب. ونعني بذلك موديل "بارس" الذي يقدمه وكيل بيجو في مصر وهو موديل منتهي الصلاحية توقف إنتاجه منذ سنوات طويلة وأقتصر اليوم إنتاجه علي مصر والسنغال وحتي مع هذا الموديل العقيم، لم تتمكن الشركة من الوفاء بألتزاماتها في الموعد المحدد حتي شك البعض في نوايا الشركة وأعتقدوا أن في الأمر خدعة إلي أن نظم وكيل بيجو مؤتمرا صحفيا كبيرا لتسليم بضع عشرات من الحاجزين لسياراتهم التي سرعان ما بدأت الأعطال تظهر فيه إلي أن أنتهي الأمر بفشل ذريع دفع بالشركة إلي عرض الموديل ضمن مشروع إحلال التاكسي لتصادف السيارة فشلا أخر بعد الشكاوي العديدة من السائقين بما يحدث لسياراتهم التي يفترض أنها جديدة كليا ووجد هؤلاء السائقون أن إختيارهم للإسم كان خطأ فادح وقعوا فيه، حيث تسببت بارس في تعطيل مصالحهم بسبب كثرة التردد علي مراكز الخدمة لإصلاح عيوب العفشة التي سرعان ما تعود للظهور بعد أيام قليلة من إصلاحها. بل يؤكد مالكو السيارة الجديدة أن قائمة العيوب طويلة وأن الضمان الذي تقدمه الشركة ما هو إلا خدعة، فعند التصليح لا يتم تغيير قطعة الغيار المعيبه بل يتم تصليحها لتعمل بشكل مؤقت ليعود العيب إلي الظهور مرة أخري بعد فترة وجيزة ولا تهدف الشركة من وراء ذلك إلا لكسب الوقت لحين إنتهاء مدة الضمان وفي تلك الحالة سيكون التصليح علي حساب مالك السيارة. فالأمر في النهاية يبدو كخداع للمستهلك تسهم فيه الدعايات المضللة للشركة وغالبا ما يدفع الضحايا الثمن غاليا بعد إختيارهم لسيارات بيجو، رغم أن تلك السيارات هي الأكبر من حيث مبلغ القسط الشهري ولكنها الأدني من حيث الجودة والقدرة علي العمل بكفاءة. في الواقع تبدو سوابق وكيل بيجو في مصر كثيرة وتعكس مدي التناقض الرهيب بين حالة وكيل بيجو اليوم وما كان عليه الحال أيام الراحل وجيه أباظه رحمه الله، فقد كان الرجل مؤمنا بأن تقديم أفضل خدمة وأجود منتج لكسب ثقة الناس وهو ما تحقق له بالفعل، أما أبناء وجيه أباظه، ففعلوا العكس تماما علي أعتبار أن الربح الأكبر لن يأت إلا بالمنتج الردئ والخدمة السيئة.