يبدو مؤلما الحال الغريب الذي وصل إليه مركز التنمية والتجارة وكيل بيجو في مصر وهو الحال الذي صار لا يسر عدو ولا حبيب. والأكثر إيلاماً هو الضرر الذي لحق بسمعة سيارة أسطورية تسمي بيجو في مصر صارت اليوم هي الأسوأ دون منازع بين سيارات الأجرة والملاكي علي حد سواء. العجيب أن تلك السيارة التي بنت لها اسماً لا يزال الجميع يتذكره ويشيد به حتي اليوم متمثلاَ في موديلي بيجو 404 و504 وكلاهما ظل منذ عقود ولا يزال مثالاً لقوة التحمل والكفاءة صارت اليوم خياراً يخشاه الجميع، بل صار البعض يفضل أسماء أقل شهرة عن بيجو تحاشياً لعيوب عديدة باتت اليوم تقترن بإسم موديل بارس الإيراني. فعندما فكرت الشركة في العودة مرة أخري لتجميع سيارات بيجو في مصر اختارت الموديل الخطأ واتجهت الوجهة الخطأ. توقع مسئولو الشركة إقبالاً كبيراً من عشاق بيجو في مصر وحدث ذلك بالفعل في بداية الأمر حيث اعتمدت الشركة علي سمعة موديلاتها القديمة وظن الناس أن بيجو قد عادت بقوة ولكن كانت الصدمة قاسية بعد أن تبين للجميع وبالدليل العملي أن "بارس" لا تبدو وكأنها تمت بصلة من قريب أو بعيد إلي بيجو التي عرفها المصريين سواء أيام الراحل وجيه اباظه أو ما قبل ذلك. وربما الأغرب هو أن السيارة لا تمت بصلة لموديل 405 الذي تعد السيارة الإيرانية تطويراً له، وربما في ذلك تأكيد علي أن الذنب لم يكن ذنب الهيئة العربية للتصنيع التي تتولي تجميع تلك السيارة محلياً بل هو خطأ الشركة الإيرانية التي قامت بتعديلات قد تبدو غير مناسبة علي الموديل وكانت النتيجة عيوب بدا الجميع يلمس وجودها. فسائقو التاكسي الذين فضلوا موديل بارس كسيارة أجرة ضمن مشروع التاكسي الجديد كبديل عصري لموديل 504 صدموا مما اكتشفوه بعد أسابيع قليلة من استلام السيارة، ليتبين لهم أن خيارهم كان كارثياً. فسائق الأجرة لا يحتمل الذهاب إلي مركز الخدمة بشكل متواصل وإضاعة أيام لصيانة السيارة في الوقت الذي يسعي فيه لسداد أقساط سيارته. والمؤسف أن مراكز الخدمة لم تقم بإصلاح تلك العيوب بشكل جذري بل اكتفت بمجرد مسكنات كإصلاح العفشة علي وجه التحديد بصورة لا تضمن للسيارة العمل بكفاءة سوي لأيام قليلة ليعود بعدها العيب إلي الظهور وبشكل أسوأ. والبعض الأخر شكا من التكييف الذي لا يعمل بكفاءة طول الوقت بعد أن ظهرت عيوب في عدة سيارات لم تحرك الشركة ساكناً لحلها. ربما الطريف هو أن الجميع يعلم سبب عدم قيام الشركة بإصلاح عيوب العفشة بشكل تام وهو أن ذلك يتطلب تغييرها تماماً الأمر الذي سيكلف الشركة الكثير. وبما أن غالبية السيارات التي باعتها الشركة لا تزال في مرحلة الضمان، رأت قيادات الشركة أن تقوم بتلك المسكنات لحين انتهاء الضمان وحينها ستطلب من السائقين تغيير العفشة علي نفقتهم الخاصة. يبدو ذلك جزاءاً مؤسفاً لبعض من فضلوا بيجو عن أسماء أخري تبين أنها أفضل من حيث الجودة وخدمات ما بعد البيع، فتبين لهم أنهم اشتروا اسما لا وجه للمقارنة بين ماضيه وحاضره