ماجدة فتحي.. امرأة ذات طابع خاص اعتقلت سياسيا علي مدار 22 شهرا ذاقت مرارة الحبس والاضطهاد ونالت شرف المقاومة ورغم ذلك قررت أن تستمر من خلال عملها كمحامية في مناصرة المظلومين والمقهورين ممن داس عليهم قطار الصعيد والخصخصة وتيار الفساد لتقف بجوار فلاحي سراندو بهوت وتدافع عن أهالي الدويقة ليتم اختيارها مؤخرا في يوم المرأة العالمي كنموذج مشرف للمرأة المصرية. وهي زوجة وأم لبنتين الأولي شروق الخطيب مصممة جرافيك والثانية نوران بالصف الرابع بإحدي الجامعات وتعمل في مجال تصميم الإعلانات، بدأت فتحي نشاطها السياسي في كلية الحقوق جامعة القاهرة وانضمت إلي أسبوع الجامعات ومارست من خلاله العديد من الأنشطة، كما انضمت إلي نادي الفكر الاشتراكي وشاركت في مظاهرات عام 1977 وتعد من أول المواقف السياسية في حياتها، لتدخل عالم المعتقلات من أوسع أبوابه لتقضي 14 شهرا في معتقل القلعة وبعد خروجها بشهر واحد أعيد اعتقالها مرة أخري لمدة ثمانية أشهر أخري، في كل مرة كان يوجه لها اتهامات جديدة، من بينها الانضمام إلي أحد تنظيمات العمال وآخر بتهمة الانضمام لتنظيم 8 يناير، ورغم عدم انضمامها فعليا لأي تنظيم ، لأنها وجدت في حرية التعبير عن الرأي ومناهضة اتفاقية كامب ديفيد والكشف عن الفساد هو الحل الأمثل للتغيير وليس الانضمام لتنظيمات لتتحول شخصية الفتاة ذات الثمانية عشر عاما تحولا جذريا بعد أن ذاقت مرارة الاعتقال والاتهام دون أي ذنب اقترفته سوي أنها تعشق الحرية، وتدافع عن حقوق البسطاء والمقهورين في هذا الوطن. وعقب مقتل الرئيس أنور السادات 1981 أصبحت ماجدة فتحي مطاردة من الأمن الذي حاول القبض عليها أكثر من مرة، مما دفعها في إحدي المرات للقفز من شرفة منزل أسرتها في الحلمية الجديدة، ومن شرفة لأخري حتي اصيبت في قدميها وبمجرد أن وصلت إلي الشارع مشيت إلي مدينة نصر علي قدميها وعاشت لفترة وجيزة لدي أحد أقاربها وعملت في إحدي دور رعاية الأطفال المعاقين ذهنيا لتنفق علي نفسها. وخلال تلك الفترة انقطعت عن مواصلة دراستها فلم تكن تتردد علي الكلية كباقي زميلاتها، إلا أنها لم تنقطع عن دراستها، وتمكنت من الحصول علي الليسانس من الخارج وذلك لتفادي أجهزة الأمن التي ظلت تطاردها طيلة الوقت. وعندما تخرجت من كلية الحقوق واصلت طريقها في النضال دفاعا عن المقهورين من خلال اشتغالها بالمحاماة لتصبح واحدة من أهم المدافعين عن حقوق الفلاحين والعمال والصحفيين، كما شاركت ضمن فريق الدفاع في محاكمات الشيوعيين أمام المحاكم العسكرية، في منتصف الثمانينيات وكذا شاركت ضمن فريق الدفاع عن عمال السكة الحديد في الثمانينيات. كما شاركت في الدفاع عن ضحايا قطار الصعيد 2002، ولم تكن فتحي بعيدة عن معترك الحياة السياسية، شاركت في المظاهرات المناهضة للاحتلال الأمريكي للعراق ومظاهرات مناهضة التوريث والتضامن مع عمال المحلة وغيرها دفاعا عن حقوقهم المشروعة، فلم تنس حتي اليوم أيام الاعتقال وهي تردد في معتقل القلعة قصائد الشاعر التركي والمناضل اليساري ناظم حكمت، وخاصة تلك الأشعار التي كانت تتنسم من خلالها عبق الحرية.