لا أخفي عليك عزيزي القارئ ذلك الشتات الذهني الذي أصابني لحال البلد المتردي والخوف من المجهول، لا أستطيع أن أسطر أحلامي أمامه، أخبار تفصح عن تأخر حالة الرئيس مبارك الصحية تذكرت معها والدي رحمه الله، ذكريات مؤلمة بغيضة فقدته معها، اعتدت الاعتماد علي نفسي في كل شئ بينما وجوده كان صمام أمان لم أفكر لحظة أنه سيرحل ويتركني لمواجهة المجهول الصعب، تري لورحل الرئيس ماذا ينتظر أبناؤه في هذا البلد الأمين؟ ولم يعد أحد عليه أمينا ! العالم من حولنا يصعد القمر ذهاباً وإياباً ونحن لا زلنا نتطاحن ليس خدمة للآخرين بل أخذ قطعة أكبر من الكعكة، جرائم وزير الإسكان السابق يعلن أن بيع الأراضي المصرية بسعر بخس تم في حضور رئيس الوزراء ! ونفس الوزارة هي التي أهدت رجل أعمال فندقاً وجزيرة بجنيهات زهيدة ! ونواب الشعب يسرقون أموال علاج الغلابة، في حين أن المنافس علي الرئاسة يعلن أن ليس لديه برنامجاً ولا يملك تصوراً لتطوير التعليم أوالصحة أكد لي شعوراً سابقاً أنه أتي ليصعد بشباب مصر نحوالهاوية، وفي اللحظة التي يتعانق فيها قطب حزب كبير نقرأ عن استعداد أحدهما للانفراد والانفصال، يصفع الضباط المحامين، والمحامون يصفعون رجال القضاء، وكبار رجال الشرطة يشاركون في اختطاف مواطنين مسالمين تحت تهديد السلاح ! وبين الفقراء أشهد امرأة شابة تطعن زوجها بسكين لأنه يمكث في بيته أربعة أيام وآخر يقتل طفليه الرضيعين ! "غابة" الحياة في مصر أصبحت غابة القوي فيها يسحق الضعيف لم تعد الأخلاق والعرف والقوانين هي المعايير الحاكمة، بلد مشتت يعيش سكانه في قلق دائم من المجهول، أصبح الكبار بركة والصغار بلا ضابط أورابط أوثوابت تحكم العلاقة فيما بينهم والبعض يعمل في صمت فقد الأمل في كل شئ، كثرت أعداد الجياع وكثر المفسدون، ومنْ هم بين الكبار والصغار يحزمون أمتعتهم يخشون إطلاق نفير الخطر، نصف أقدامهم في مكاتبهم والنصف الثاني علي سلم الطائرة، شعور طاغ بالضياع يصيب الشباب والكبار، يصفني المقربون أني مصابة بالذهول والصدمة ولا أعارضهم ربما هي حالة من الصمت العميق أتأمل معها حال منْ حولي ومعها كثيرمن الصدمات، ليت الشعب المصري يتنبه إلي الأزمة القادمة يتماسك يستعد لمرحلة خطر بكل المقاييس، ألا يدعوني كل ما يحدث حولي إلي لحظات صمت وتساؤل: تُري ماذا ينتظر هذا البلد الأمين؟ حنان خواسك