· اكتشفت الفضيحة بالصدفة فعندما قاضيت روتانا بسبب بثها إحدي أغنيات شركتي أخرجت عقدها مع التليفزيون المصري · لست شريكا في روتانا ومسئولو التليفزيون يستطيعون استرداد التراث الغنائي إذا أرادوا والطرق القانونية كثيرة لاتزال توابع فضيحة بيع تراثنا الغنائي لشركة روتانا بواسطة مسئولي الإذاعة في التليفزيون تتوالي وهي الفضيحة التي كشفها محسن جابر صاحب شركة مزيكا بعد مقاضاته شركة روتانا لإذاعتها إحدي اغنيات شركته فاضطرت الشركة السعودية إلي أظهار عقد سري تم توقيعه في عهد ممدوح البلتاجي وزير الإعلام السابق عام 2004 وحصلت بمقتضاه روتانا علي حق امتلاك 1000 ساعة من التراث الغنائي المصري لعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وهي الواقعة التي تحقق فيها النيابة العامة ويتوقع أن تجر مجموعة كبيرة من مسئولي التليفزيون ممن ابرموا الصفقة حسبما أكد لنا محسن جابر الذي وصف من تورطوا في الصفقة بالخونة مطالبا بمحاكمتهم سألناه في بداية الحوار: ماهي البنود التي تراها مخالفة في العقد المبرم بين اتحاد الاذاعة والتليفزيون وروتانا؟ - العقد احتوي علي ثلاث مخالفات أو سقطات لاتحاد الإذاعة والتليفزيون أولا أنه عقد بيع قطعي رغم أن المتعارف عليه في الوسط الموسيقي أن العقود هي عقود استغلال لمدة محددة، أما هذا العقد فهو بيع قطعي مما أثار علامات استفهام لأنه بيع لاعمال وصلت 1000 ساعة فاذا قسمنا ال1000 ساعة هذه علي عدد الأيام سيظهر لنا اننا نمتلك أكثر من 55 يوماً عبارة عن أغان وهي كمية كفيلة لانشاء قناة فضائية غنائية كاملة لن تشاهد أي أغنية إلا بعد 55 يوما إذا ما تم بثها بالتتابع. ماذا عن فروق أسعار البيع؟ - هذه هي المخالفة الثانية التي اكتشفتها الرقابة الإدارية وإن كنت غير مختص بهذه النقطة إلا أن هناك مخالفة واضحة في فروق أسعار البيع. تردد أنك من اكتشف كارثة العقد المبرم بين روتانا واتحاد الإذاعة والتليفزيون؟ - الصدفة وحدها هي التي قادتني لكشف هذا العقد الفضيحة وذلك عن طريق قسم المتابعة بشركة مزيكا التي أديرها حيث يتابع ويشاهد هذا القسم كل المحطات والإذاعات ليعرف إذا ما كان هناك أي سطو علي الاغاني التي تملكها شركتنا أم لا وسجل القسم اغاني أذاعتها شاشة قناة روتانا طرب فسجلها علي الفور وارسلها إلي الشئون القانوني بالشركة متضمنة اغاني لام كلثوم وعبدالحليم حافظ تملكها مزيكا لاننا نمتلك شركات صوت الفن وقررنا اتخاذ إجراءات حماية برفع دعوي علي قناة روتانا وكانت المفاجأة عندما قدمت روتانا العقد المبرم بينها وبين التليفزيون واكتشفنا بعد ست سنوات أن هناك عقدا سريا بين الطرفين دون سبب واضح ولعل السبب في تأخر الجهات الرقابية في كشف الواقعة هو أن التليفزيون لم يعلن عن الصفقة لسبب لايعلمه إلا مسئولو التليفزيون أنفسهم. هل تضمنت ال1000 ساعة المباعة أي اغان تمتلكها شركة مزيكا؟ - لانعرف بالضبط عما إذا كان هناك أغانِ تخصنا أم لا لذلك طالبنا بوضع تفاصيل ال1000 ساعة لتأكد أن هذه الساعات بها الأغاني الخاصة بنا أم لا وهنا سنلقي المسئولية علي التليفزيون وطلبنا بالفعل من القاضي أن يعطينا تصريحاً باستخراج نسخة للعقد من القطاع الاقتصادي بالتليفزيون وهو محضر تسليم الاشرطة لنعرف مضمون ال1000 ساعة. لماذا دافعت نادية صبحي عن قناة روتانا حتي قبل أن تنطق الجهات الرقابية والنيابية برأيها في القضية؟ - نادية صبحي قالت إنها مسئولة مسئولية كاملة علي العقد وأنها لم ترجع للشئون القانونية ولا للمسئولين الاعلي منها في التليفزيون لتعرض عليهم العقد بدعوي أنه اختصاصها كما وقعت في سقطة أخري عندما قالت إن هذه الأغاني راكدة وتأكلها الفئران فوجدت من يأخذ بيدها. ألم تعلم نادية أن جزءاً من هذه الأغاني مباع بالفعل؟ - هذا موضوع ستكشفه التحقيقات خاصة أننا طلبنا كشفاً بتفاصيل ال1000 ساعة وإذا اتضح لنا أن التليفزيون هو من باع الأغاني وسلمها ل روتانا سندخله في الدعوي . هل من حق التليفزيون بيع هذه الأغاني؟ - هذه مسألة حاسمة فإذا أراد التليفزيون أن يبيع أي أغان عليه أن يعود لعقود الملكية ليعرف إذا ما كان يمتلك هذه الأغاني أم لا فالتليفزيون لايملك أغاني عبدالحليم أو أم كلثوم ومع ذلك باعها للوليد بثمن بخس. هل تري هناك تواطؤ بين الوليد وأحد مسئولي التليفزيون؟ - أري هناك سقطات من مسئولي التليفزيون أما الكارثة فهي أنهم لا يعرفون قيمة هذا التراث فيبيعونه بهذا السعر البخس الادهي من ذلك انني سمعت من احد مسئولي التليفزيون أنهم سيعقدون اجتماعا مع مسئولي روتانا للوصول إلي ترضية وسعر مناسب لهذه الصفقة وهذه كارثة إذ كيف يفكرون بهذه الطريقة! هل يمكن للتليفزيون أن يلغي عقده مع روتانا؟ - بالطبع يستطيع لان القانون اشترط عدة شروط معينة لعقود المصنفات الفنية دون غيرها حيث حدد المشرع شروطا في المادة 149 من القانون 28 لسنة 82 التي تنص علي أنه يشترط لصحة التعاقد أن يكون مكتوبا ومحدداً كل حق علي حده بمعني تحديد سبب التعاقد إن كان للبث الفضائي أم للكاسيت وأن يوضع فيه مداه سواء أكان داخل مصر أو خارجها والغرض منه ومدته بينما العقد المبرم بين روتانا والتليفزيون خال من كل هذه الشروط خاصة المدة المحددة مما يجعل من السهل إرسال أي محام من اتحاد الإذاعة والتليفزيون بطلب لابطال العقد ولن يستغرق ذلك سوي جلسة أو جلستين ثم إن هناك بنوداً غريبة في العقد مثل أنه لاتوجد شركة تسمي قناة روتانا الفضائية وهو الاسم الموجود في افتتاحية العقد فالاسم الصحيح هو شركة روتانا للصوتيات والمرئيات كان من المفترض علي الشئون القانونية بالتليفزيون أن تطلب منه سجله التجاري حيث كان سيتأكد من اسم الشركة بل الادهي من ذلك أن الإذاعة والتليفزيون باعت حفلات أم كلثوم وهي لاتمتلكها حيث اننا نمتلك عقدا بين الإذاعة والتليفزيون وأم كلثوم اتفقوا فيه علي البث دون البيع مقابل أجر مادي تحصل عليه كوكب الشرق مقابل كل مرة يتم فيها بث أغانيها إلا أن التليفزيون باع ما لايملك بدعوي أنها إذاعة تتبع الحكومة ولن يقاضيها أحد ولم نكن نمانع من عرضها في التليفزيون المصري بعد أن قمنا باهدائها لهم من منطلق اننا كمصريين جميعا أننا نفاجأ بقيام مسئولي التليفزيون ببيع الاغاني المهداة له وأنا أتسائل لماذا يقوم التليفزيون بالبيع؟ فالقضية لابد وأن ينظر لها علي أنها قضية أمن قومي مثل أزمة مياه النيل فالتراث غير قابل للبيع والتاريخ غير قابل للبيع وأنا أشعر بالخيانة من مسئولي التليفزيون الذين باعوا هذا التراث. هناك اقاويل تتردد بأن التراث المصري سيتم نقله إلي اسرائيل خاصة أن شريك الوليد شخص اسرائيلي يدعي مردوخ؟ - هذا أمر وارد بشدة خاصة أنه في العصور الجديدة ليس من المهم أن تشعر بأن الصفقة كلها تم نقلها إلي إسرائيل كبيعة وانما يقومون بتركيب «الطرابيش» بلغة رجال الأعمال بمعني أن يبيع لك جزءاً من شركته وبالتالي ما يؤول لهذه الشركة فأنت شريك فيه وهذا ما حدث مع هذه الصفقة وجميع رجال الأعمال ليس لديهم شفقة لأنهم يحسبونها بالورقة والقلم. تردد أنك شريك الوليد في شركة روتانا؟ - هذا غير صحيح والشراكة كانت قديمة عندما كانت هناك شركة تسمي فنون وكانت تضم صفوة المجتمع من رجال الأعمال وكنا نعتقد انها ستنطلق دون تعثر حيث كانت تحوي الموسيقي والسينما والنشر وكنت مسئولاً عن الموسيقي أما السينما فكانت مسئوية اسعاد يونس والنشر كان مسئولية ابراهيم المعلم وتعثرت الشركة في 2004 بعد أن حاول بعض الشركاء اقتناصها باختلاق هذا التعثر وهنا ظهر الوليد بن طلال واشتراها. تردد أن الوزير السابق ممدوح البلتاجي هو المسئول عن الصفقة لانها تمت في عهده ولم يعترض عليها؟ - اعتقد أن الوزير لم يكن يعلم وإن كان اطلع علي قيمة الصفقة فقط مما يعني أن الإذاعة والتليفزيون في حاجة إلي ضوابط. هل تعتقد أن الصفقة تمت برشوة بعض المسئولين بالتليفزيون؟ - الحقيقة أن روتانا متغلغلة داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون بشكل يثير الريبة والشك خاصة أنها وضعت يدها علي المحتوي الغنائي والسينمائي وبالتالي كل مسئولي التليفزيون يتوددون للوليد خوفا من ايقاف الافلام التي يملكها.