للنجوم في مختلف مجالات المجتمع قوة تأثير لا يستهان بها ، تكون قوة التأثير تلك مباشرة في بعض الأحيان و غير مباشرة في أحيان أخري و يفسر ذلك إستعانة الشركات بنجوم الرياضة و الموسيقي والسينما للدعاية لمنتج معين. ولا تنفق تلك الشركات الملايين مقابل ظهور هؤلاء النجوم في إعلانات دعائية هباءا فهي تعلم جيدا أن ظهور النجم في الإعلان كفيل في معظم الأحوال بإنتشار كبير للمنتج. ينطبق ذلك علي كافة الأنشطة التجارية ومنها بطبيعة الحال صناعة السيارات التي لم تكن بعيدة عن الإستعانة بالنجوم من عقود طويلة ربما كان أشهرها ما قدمه المغني الأمريكي الشهير فرانك سيناترا لكاديلاك من خدمات ساعدتها في مرحلة معينة علي الإفلات من شبح الإفلاس حتي أن كاديلاك قامت بنشر نعي ضخم له في معظم الصحف الأمريكية الكبيرة عند وفاته إعترافا بما قدمه من خدمات للشركة لم يكن باعثها بالنسبة لسيناترا ماديا بل لأنه كان أحد عشاق كاديلاك. لم يختلف الأمر كثيرا عما كان يحدث في الماضي فلا يزال للنجوم قوة التأثير علي المستهلكين و لهذا تحرص الكثير من شركات السيارات علي الدخول في عقود مع هؤلاء النجوم للدعاية لموديلات تلك الشركات و تصل قيمة تلك العقود في بعض الأحيان إلي أرقام فلكية وفقا لقيمة النجم و مدي شهرته و الأمثلة علي ذلك عديدة فمنذ أربعة أعوام إستعانت فورد بالنجمة الأسترالية الشهيرة كيلي مينوج للدعاية لموديل ستريت كا مقابل رعاية جولتها الأوروبية التي شملت 39 حفلة و لم تفصح فورد حينها عن تكاليف رعاية تلك الجولة التي قال البعض انها بلغت ملايين الدولارات مقابل ظهور السيارة الصغيرة علي المسرح خلال حفلات مينوج . نجحت محاولة فورد بشكل غير مسبوق من خلال صور دعائية إلتقطت لمينوج مع السيارة حيث إحتلت تلك الصور الصفحات الأولي للصحف الأوروبية وانهالت طلبات الشراء علي الشركة بشكل لم يكن من السهل حدوثه لو لم ترتبط السيارة بكيلي مينوج. وعندما تزوجت المغنية الأمريكية مادونا المتوجة ملكة لموسيقي البوب من المخرج البريطاني جاي ريتشي قامت لاند روفر بإرسال مجموعة من سيارات رينج روفر لموقع حفل الزفاف لتوصيل المدعوين وكان الهدف من تلك الخطوة ظهور سيارات الشركة و هي تقل عشرات المشاهير من المدعوين في الصحف والمجلات. وكان لمادونا و زوجها تجربة أخري ولكنها تلك المرة مع بي إم دابليو التي أدركت أهمية النجم في تسويق المنتج فطرحت مجموعة من الأفلام القصيرة المليئة بمشاهد المطاردات علي موقع خاص لتلك الأفلام علي شبكة الإنترنت وكانت مادونا بطلة إحدي تلك الأفلام . كانت بي إم دابليو حينها تبحث عن وسيلة جديدة للدعاية تلائم طبيعة عملائها بعد أن أظهرت دراسات الشركة أن 85 % من عملائها هم من مستخدمي الشبكة العنكبوتية. كانت النتيجة فوق مستوي التوقعات حيث زار الموقع 12 مليونا من مستخدمي الإنترنت قضي كل منهم ما لا يقل عن 6 دقائق داخل الموقع وبالطبع أثارت مشاهد المطاردات خيال بضعة ملايين ممن شاهدوا الأفلام القصيرة و ربطت الكثير منهم بسيارات الشركة. الواقع هو أن المجال لا يتسع لسرد ربط السيارات بالنجوم و لكن سنكتفي بسرد موجز لأشهر تلك الحالات ومنها حالة المغنية والممثلة الأمريكية الشهيرة جينفر لوبيز التي سبق لمديري أعمالها الإتفاق مع جاجوار علي أن تستخدم لوبيز سيارات الشركة في تنقلاتها. و نظرا للشعبية الطاغية للوبيز ساعد ظهورها داخل سيارات جاجوار علي زيادة مبيعات الشركة في الولاياتالمتحدة. أما عارضة الأزياء الشهيرة كلوديا شيفر فظهرت من قبل شبه عارية في إعلان لجاجوار ودافعت عن ظهورها في هذا الإعلان وإن كان إرتباطها بتلك الماركة العريقة لم يؤد إلي زيادة مبيعات الشركة . مجموعة دايملر كرايسلر سابقاً لم تكن بعيدة عن هذا المجال ، فمنذ عامين تقريبا أعلنت الشركة عن توقيع عقد مع المغنية الكندية الشهيرة سيلين ديون وشمل العقد علي حفلات لعمال المجموعة و رعايتها لجولة غنائية لديون و لكن لسوء الحظ جاء ذلك في وقت كانت فيه شعبية سيلين ديون قد بدأت في التراجع وبالتالي لم تستفد منه الشركة كثيرا. وبعدها دخلت المجموعة في تعاون مع المغنية الأمريكية كريستينا أجيليرا للترويج لموديل مرسيدس-بنز الفئة A مقابل رعاية المجموعة لجولة غنائية لأجيليرا و كان الأمر مفيدا للموديل الذي سعت مرسيدس-بنز لمحو الصورة السيئة التي ترسبت لدي الجميع نتيجة العيوب الخاصة بالسلامة التي ظهرت فيه كما أن إرتباط الموديل بنجمة شابة ساعد علي رواجه بين شريحة إستهدفها الموديل. محاولة أخري سعت مجموعة كرايسلر من خلالها إلي الإشارة إلي ماضيها العريق من خلال إعلان نشرته مجلات السيارات علي عدة صفحات منذ سنين بعنوان "أي نوع من الناس يقود سيارات كرايسلر" أشارت فيه إلي بعض مالكي سيارات الشركة من النجوم عبر تاريخها ومنهم الممثل الأمريكي هامفري بوجارت الذي إمتلك سيارة من موديل كرايسلر 6 وجيمس دين الذي أمتلك كرايسلر إمبريال موديل 1954 ومارلين مونرو التي إمتلكت كرايسلر إمبريال ذات السقف المتحرك موديل 1961 و أيرنست همنجواي الذي إمتلك كرايسلر دارت 1957 وكانت تلك الحملة الدعائية ناجحة إلي حد بعيد حيث ساهمت في إعادة تعريف الأوروبيين بلمحة بسيطة عن تاريخ الشركة و صورتها بأنها إحد ي شركات السيارات المفضلة من قبل المشاهير. ولا يختلف الأمر في الولاياتالمتحدة ففي البلد التي يباع كل شئ فيها و يشتري يعد ربط النجوم بسيارات شركة معينة جزءا أصيلا من عملية الدعاية وأشهر الأمثلة علي ذلك إرتباط الممثل الشهير أرنولد شوارزينجر بسيارات هامر التي جاءت إنعكاسا لشخصيته حيث تجسد تلك السيارة القوة و هي نفسها طبيعة الشخصيات التي كان يجسدها شوارزينجر في أفلامه. وقبل أن يصبح حاكما لولاية كاليفورنيا ظهر الممثل الشهير في الكثير من المناسبات الدعائية لسيارات هامر و لكنه بعد توليه منصب حاكم كاليفورنيا واجه موقفا صعبا لما هو معروف عن تلك الولاية دون باقي الولاياتالأمريكية من تشريعات تكافح التلوث البيئي الناجم عن السيارات بالإضافة لكثرة الجماعات المعادية لمركبات الدفع الرباعي المتهمة بتلويث البيئة وإستهلاك الكثير من الوقود. وربما لهذا قلل شوار ينجر من ظهوره بسيارات هامر خلال تنقلاته و ظهرت له بعض الصور و هو يقود دراجات بخارية ربما كيل يثير حفيظة سكان الولاية. من النجوم الأخرين الذين ارتبطوا بسيارات هامر هو ريكي سامبورا عازف الجيتار في فريق بون جوفي الشهير الذي أسهم ظهوره مع هامر H2 في تمتع السيارة بشعبية طاغية بين عشاق موسيقي الروك في الولاياتالمتحدة.