اتجهت الفضائيات والقنوات الأرضية للاعتماد علي الفنانين والصحفيين ولاعبي الكرة أصحاب النجومية الجاهزة, لتقديم برامج علي الشاشة, معتمدين علي أسمائهم في نجاح البرامج, وهو الأمر الذي أدي إلي عدم تفريخ صفوف جديدة من المذيعين, ورغم ان وظيفة الاعلام صناعة نجوم المجتمع فإنه اصبح يتجه الي نجوم تيك أواي بدلا من بذل مجهود لصناعتها. تقول دينا رامز رئيسة قناة نايل لايف هناك محاولات طوال الوقت لصناعة نجوم من مقدمي البرامج, وبالفعل ظهر عدد كبير من شالوجوه الشابة, استطاعت أن تثبت نفسها لدي المشاهد, ومازالنا ندرب عددا آخر وسيصبحون نجوم برامج قريبا. وتضيف ان شباب المذيعين لايسند لهم تقديم البرامج الكبيرة, مثل التوك شو وهو أمر متبع في كل العالم, لأن المنطق التجاري طغي علي صناعة الاعلام, بما فيها قناة لايف وهو منطق اللي تكسب به تلعب به ومثال لذلك برنامج من قلب مصر للميس الحديدي, يرعاه أربعة رعاة, في الوقت الذي كان لدي برنامج آخر به إعلان واحد فقط, إذن الإعلامي له دور كبير في التسويق. وتؤكد دينا أن مفهوم التليفزيون الخدمي قد انتهي, والقنوات المتخصصة مشروع يهدف للربح, ولست ملتزمة بتشغيل كل المذيعين في القناة, علي الرغم من التزامي الأدبي تجاههم, إلا أن هذا الالتزام لايلزمني في حقيقة الأمر أن يعملوا جميعا, حيث إنني في طريقي لأن أكون شركة متخصصة هادفة للربح, وهو الأمر المتعارف عليه في العالم كله وتؤكد دينا أنها ضد تعيين المذيعين ولايمكن ان تكون مهنة حكومية, لأنه من الأفضل الاستعانة بأشخاص لتقديم البرامج وبأجر متفق عليه, حتي إن برنامجي سينما كافيه الذي أقدمه علي القناة الأولي ليس خدمة عامة للتليفزيون ولكنه بعقد, والوزير أنس الفقي هو الذي دعم ذلك حيث أننا لسنا في زمن الموظفين, لأن الموظف يكسر ظهري بمرتبات دون أي خدمات بالإضافة الي أننا في زمن التخصص بمعني أن يكون طبيبا أو محاميا أو صحفيا بجانب أن يكون مذيعا وناجحا جدا. وتضيف دينا أن الفضائيات أصبحت كثيرة جدا والشخص الذي ينجح وسط هذا الزحام أن يكون قد قام بمجهود كبير جدا, وفي اغلب الظن يكون هؤلاء الأشخاص أسماء كبيرة لأنهم لايستطيعون التضحية بأسمائهم. ويشير وليد حسني رئيس قناة موردن سبورت والمدير الفني للقناة الي ظهور عدد كبير من الفضائيات, ساعد علي ان يكون هناك صفوف جديدة من المخرجين والمذيعين, في كل قناة لتلبية احتياجاتها, وفي كل قناة اسماء كبيرة تلعب بهم كورقه رابحة. ويؤكد حسني ان الجمهور لايشعر بين ليلة وضحاها بالوجوه الجديدة, لأنه لا وجه مقارنة بين هذه الوجوه وأسماء لها تاريخ أكثر من30 عاما, والمذيعون الجدد امامهم وقت ومجهود طويل حتي يصبحوا نجوما, كما في السينما يجب أن يكون هناك النجم الأول بجانب الصف الثاني والثالث. ويضيف أن فكرة البرنامج هي التي تجذب الجمهور وليس النجم أو المخرج وحده, وهناك الكثير من البرامج سقطت وكان يقدمها نجوم بسبب ضعف أفكارها, كما أن نجاح القنوات يقاس بأفكار برامجها وكيفية التناول وليس بمذيعيها, بالإضافة الي أن جميع القنوات لاتستطيع أن تسير بنجوم كبار فقط لأنه يجب ضخ دماء جديدة طوال الوقت حتي تستطيع الاستمرار والتواصل. ويؤكد دكتور محمد خضر مدير البرامج بقنوات دريم ان المشكلة تكمن في نوعية البرامج الكبيرة, مثل التوك شو والمنوعات التي تحتاج الي أسماء كبيرة في تقديمها, وبسبب المردود المالي والإعلاني, من هذه البرامج, وهذا العائد لايأتي إلا من خلال أسماء معروفة لسهولة التسويق, وهذا لايمنع من تفريغ وجوه وضخ دماء جديدة للقناة حيث إن هناك أنواع برامج تحتاج الي شباب لتقديمها وليس إلي نجوم كبار. واشار خضر الي أن الجانب التسويقي في بعض الأحيان يحتاج الي الاستعانة بنجوم, لتغطية التكاليف المدفوعة للبرانامج, بالإضافة الي أن هناك برامج لاتحتاج إلي مذيع ولكن تحتاج الي رؤية وتحليل وبالتالي تلجأ القنوات الي بعض الشخصيات العامة لتقديم برامج متخصصة في مجالاتهم حتي تصل المعلومة صحيحة للجمهور. وعلي جانب آخر يقول دكتور صفوت العالم خبير الإعلام: ظاهرة الاعتماد علي الفنانين ولاعبي الكرة ليس وليد اليوم فهي منتشرة خلال السنوات الماضية, وللأسف الشديد أن التصور بأن التطوير قائم علي الاستعانة بفنانين ورياضيين لن يطور شيئا ولم ينتج شيء لعدة أسباب: أولا: لأن النجاح في هذه الحالات يعد طفرات, وفي الغالب تكون برامج منوعات ومسابقات في الوقت الذي كان يجب اختيار كوادر صغيرة وتدريبها حتي يصحبوا أعمدة للقنوات خلال السنوات القادمة, لان النجم يعتبرها سبوبة وفي النهاية لا يستمر فيها. ثانيا: اختيار شخصيات غير مدربة يخلق ثغرات في الإعلام, فمثلا لاعب الكرة عقله في قدمه وبالتالي تظهر شخصيات توظف الشاشة توظيف معيبا وتخلق نوعا من الحب والعداوة, ونفس الشيء للفنان صلاحيته في تقديم البرامج طارئة. ثالثا: استقطاب النجوم في الفن والرياضة والصحافة لايصلح لتقديم كل البرامج, حيث إن هناك نوعية برامج تحتاج الي دماء جديدة. ويضيف العالم أن الفضائيات لاتلعب الدور الإعلامي الصحيح نحو تحقيق هدفا ولكن دورها تجاري في التسويق عن طريق هؤلاء النجوم لأنه ليس من شأنها إنتاج كوادر جديدة. وتقول الدكتور ليلي عبد المجيد استاذة الاعلام ان مايحدث في هذا الموضوع ماهو الا استسهال لتحقيق الجماهيرية وجذب المشاهدين, حيث إن لاعب الكرة أو الفنان هو في الأصل مشهور, وبالتالي يقوم بعملية الجذب بذاته وهو الطريق السهل ولكنه معرض للانهيار في أي لحظة وفي نفس الوقت هذه الطرق لاتبني كوادر إعلامية جديدة بل هي سعي للربح بشكل سريع.وتؤكد أن هناك جهدا ومعايير مطلوبة لعدد من كوادر المذيعين بشروط موضوعية مع إعطائهم فرصة التدريب الكافي حتي نستفيد منهم ويكبروا مع المحطة وتشير الي أن هناك الكثير من العناصر الشابة المتميزة في شتي المجالات الاعلامية من مذيعين ومعدين ومخرجين, ولكن يحتاجون فقط الي فرصة وتضيف د.ليلي أنه في الماضي كان يتم استضافة هيكل وإحسان عبد القدوس للتعليق علي بعض الأحداث, ولم تكن كل البرامج هكذا, فما يحدث الآن استقطاب لكل النجوم لتقديم البرامج وهو ليس بعملهم, في الوقت الذي يتم غلق الأبواب في وجه الكوادر الشابة.