ماذا يمكن أن يقدم لطلابه من دروس استاذ جامعي دئبا على سرقة انتاج زملائه من الصحفيين.. وهل صحيح ان النقل الحرفى للموضوعات وإعادة نشرها مع اسماء اصحابها نوعاً من الفهلوه المقبولة؟ هل انحطت الصحافة المصرية التى علمت العرب إلى حد أن تكون عالة على المواقع اللبنانية الصغيرة؟ ولماذا يضطر استاذ فى كلية الاعلام جامعة القاهرة إلى السطو على موضوعات صحفية لصحفيين صغار وكبار فى الجريدة التى يعمل بها. وهل يمكن أن تثق فى رسالة أو رسالتين علميتين لباحث لا يخجل من سرقة موضوعات زملائه أسأل نفسك: ألم يقل آباؤنا ومعلمونا فى تراثنا الثرى أن الذى يسرق البيضة يسرق الجمل هل الذى يسرق موضوعاً صحفياً منشوراً ومقرؤاً فى صحيفة كبيرة وواسعة التوزيع مثل «صوت الأمة» وينسبه إلى نفسه صعباً عليه أن يسرق رسالة علمية من هنا أو هناك.. بلاش كدة: ماذا تقول فى المشرف على تلك الرسائل العلمية إذا تبين أنها مسروقة؟ سمعتك تقول أنه «جاهل أو مغفل» وماذا تقول عن رئيس التحرير الذى يسمح بذلك؟ بلاش: الذين سمحوا بذلك أساتذة كبار لهم فضل وقيمة وأثر فى حياتنا الصحفية.. عارف: أنت تسأل عمن من أتحدث أحدثكم عن مقتطفات من سرقات «د. الباز» والدكتور محمد الباز لمن لا يعرفه هو أستاذ بكلية الاعلام جامعة القاهرة ويعمل بجريدة الفجر واليوم السابع والخميس وغيرها والواقعة ليست جديدة ولا هى مجهولة للجميع وظنى أنه لا يجيد حرجاً هو أو الذين يسمحون بالنشر فى ابتلاع الوقائع. وقد هالت فى اليوم السابع وهى صحفية يومية كبرى يقوم عليها زملاء مهنيون ويترأسها خالد صلاح الاعلامى والصحفى المعروف هالنى أن تنشر فى عددها رقم 913 الصادر يوم الجمعة 29 نوفمبر 2013 موضوعاً تحت عنوان «أسرار عائلة السيسي»، «والده سعيد السيسى اختار أن يدفن فى غرفة وسط مقبرته ليفصل بين رجال العائلة ونسائها»، والموضوع منقول من صحيفة «صوت الأمة» العدد رقم 675 بتاريخ 18/11/2013، أى بعد عشرة أيام من نشره على الصفحتين «4 و5» تحت عنوان «انفراد صادم: السيسى لن يترشح للرئاسة لاسباب خاصة جداً»، «السيسى رحلة زعيم من سبعة عطفة البرقوقى إلى مركز قيادة الجيش»، ونشرت «صوت الأمة» أول صورة لوالد السيسى وزوجته وقصة وفاته وكيف أصر أن يدفن فى الغرفة الوسطى التى تفصل بين رجال ونساء العائلة، ونقلت الزميلة «اليوم السابع» الموضوع حرفياً ونسبته إلى الدكتور محمد الباز الذى كتب «والده سعيد السيسى اختار أن يدفن......» وتابع «مات قبل عشر سنوات بمرض خطير فى المعدة داخل مستشفى الجلاء» ونقل الباز من «صوت الأمة» شجرة العائلة كلها ومواعيد افراحهم وعقد قرانهم وحياتهم من كروت الافراح السابق نشرها فى «صوت الأمة». وكان لا يرتدى نظارة القراءة فكتب أن محمود التهامى صهر السيسى مدير فى شركة بيبسى.. والحقيقة أنه مدير بشركة شيبسى. ونشرت اليوم السابع الموضوع دون إشارة إلى المصدر الاصلى للمعلومات ودون أى محاولة لرد الحق إلى اصحابه اللهم إلا «فهلوة» الباز الذى نقل واقعة قال أنه تأكد من مصادرها وهو لا يعرف أصل الواقعة ولا مصادرها وليست له مصادر أصلاً وكل الذى جرى أنه نقلها من الصحيفة. والحكاية ليست جديدة فقد تكررت كثيراً وتكررت معى بصفة شخصية، ففى موضوع نشر ل«صوت الأمة» عن باكينام الشرقاوى تحت عنوان «فضيحة فى القصر الجمهوري» نؤكد بالمستندات أنها حصلت على شقق فى صقر قريش منذ 15 عاماً وعلى 600 فدان فى الطريق الصحراوى ورفضت دفع الحقوق المالية للمهندس مطيع فخر الدين الزهوي الذي بني لهم فيللا فى مدينة الشروق، ونشرت معهم مستندات توكيل البيع والشراء من بكينام لزوجها أمجد وطني مهران، ونقلت الفجر الموضوع نصاً بحجة أنه بلاغ من محام. وفى بداية الثورة نشرت موضوعاً عن الفريق سامى عنان وحياته وكيفية تعرفه على مبارك فى صحفية «صوت الأمة» وذكر أن قائده فشل في ادخال خط تليفون استراتيجي له لسكنه في منطقة عشوائية بالطالبية ونقلها الدكتور محمد الباز بالنص فى جريدة الفجر، والحكاية لا تقف حول ترصد الباز لموضوعاتى وجرءته فى السطو عليها، لكنها طالت زملاءاً صحفيين آخرين ففى جريدة الفجر التى قال بعض الناس تندراً بها بسبب السرقات الكبيرة بسبب الباز «إذا فاتك موضوع مهم فى أى صفحة أقرأه فى الفجر عن محمد الباز أو الخميس أو اليوم السابع. فى الفجر نشر الدكتور الباز موضوعاً مهماً تحت عنوان حوارات مع الباب أحدث الموضوع صخباً شديداً فى الشارع وفى اليوم التالى آثارت الكاتبة الكبيرة ثناء السعيد ازمة حادة فى جريدة الفجر وكان معها نسخة- من كتابها الذى سطى عليه الباز والموضوع منقول نصاً من كتابها واضطر استاذنا الكاتب الكبير عادل حمودة للخروج من المأزق إلى حل وسط «ونشر اعتذاراً فى العدد التالى قال فيه إن زسم الكتاب سقط سهواً من قائمة المراجع علماً بأن الموضوع لم يكن به مراجع أصلاً»، ولا يسطو الباز على مجهود زملائه لصالح جريدة الفجر فقط لكنه يسطو على مجهود زملائه فى الفجر ايضاً لصالح صحف اخرى فى حلقته الأولى فى اليوم السابع عن المجلس العسكرى نقل حرفياً ما كان قد نشره زميله أحمد فايق فى الفجر وقد أضر بممارساته زملاءً كثراً. وقد خسر زميلنا نبيل سيف فرصته فى الفوز بجائزة الصحافة العربية بدبى عن موضوع شديد الروعة كان عنوانه «صعود وانهيار امبراطورية رئاسة الجمهورية فى عهد مبارك» ووضع صورة قديمة لرجال مبارك «زكريا عزمى وجمال عبدالعزيز ومصطفى الفقى ومعهم اللواء حامد شعراوى قائد الحرس الخاص لمبارك» ولم يسلم نبيل سيف من سطو الباز الذى نقل الموضوع بعد تلخيصه وبنفس الصورة القديمة تحت عنوان «عبيد رئاسة الجمهورية» ولم يشر لاصحاب الموضوع بل أن الباز نشر صفحة كاملة فى جريدة الخميس الاسبوعية كان عنوانه الرئيسى أن الفريق شفيق سافر إلى باريس ومكث بجوار زوجته عزة توفيق التى وافتها المنية هناك بعد معاناة مع المرض ودفنها فى باريس وحضر إلى القاهرة، والحقيقة وجريدة الخميس فى السوق كان الفريق شفيق يتقبل العزاء فى زوجته فى مسجد آل رشدان، حيث تم الدفن فى مقابر الأسرة بالمقطم والوفاة كانت فى القاهرة وفى منزلها بمنتجع الجولف ولكن الباز لا يعرف حمرة الخجل. وتجاوز الامر الصحف المصرية فقد كانت الفضيحة دولية حيث سطى على موضوع اخبارى من موقع لبنانى «مرفوع من الخدمة» وكان العنوان الملف الجنسى لحسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين، ونقل الباز الموضوع حرفياً وبنفس العناوين والمنشتات ورد الموقع على جريدة الفجر واعتبر ما جرى فضيحة مهنية، «ولمن يريد التأكد أن يكتب على موقع جوجل بالصور والتفاصيل جريدة الفجر تسرق موضوعاً موقع مرفوع من الخدمة وتنشرها فى عددها الاسبوعي». ولا يسطو الباز على اعمال منشورة فقط فقد سطى على موضوع حول مخالفات فى مؤسسة التوحيد والنور لزميله «محمد أبوعمرة» وهو مراسل صحفى فوجيء بموضوعه منشور باسم محمد الباز، واحدث ازمة فى الصحفية وضاعت وسط انشغال الجميع بأزمة المحاكمة عن تسجيلات شوبير الذى فجرتها هبة غريب. والملف الخاص بسرقات الدكتور الباز متخم بعشرات الأمثلة الاخري، لكن سؤال أين هم المسئولون عن تلك الصحف؟؟ وهل يقبلون هذه التجاوزات المخلة بشرف المهنة؟؟ وهل معقول أنهم لا يقرأون صحيفة كبيرة مثل «صوت الأمة» ولا يتابعون ما تنشره الصحف الاخري؟ أو أن ما يجرى يلقى قبولاً جماعياً ورضي من مهنيين كبار ومؤسسات مرموقة لجرائم مخجلة وسرقات مهنية مفضوحة؟، ثم هل تحقق جامعة القاهرة فى اصول الدراسات العلمية التى اعتمدتها للباحث؟ وهل تراجع كلية الاعلام سيرة استاذ مهمته الاصلية تدريس أصول المهنة للطلاب فيما هو نفسه يتجاوز وينخرط فى جرائم مهنية مشينة؟. لا اجد مبرراً لكتاب كبار مثل استاذى عادل حمودة وخالد صلاح وعمرو الليثي، لقبول مثل تلك التصرفات والتغاضى عنها، وهم اللذين علمونا أن خطيئة سرقات الموضوعات المنشورة فى الصحف الاخرى من اكبر المحرمات التى تستوجب طرد المحرر حتى ولو كان استاذاً فى الجامعة ومنع التعامل معه. بقي.. التنبيه إلى أن الرجل يسرق فيسامحه الناس ثم يسرق فيسامحه الناس ثم يسرق فيكتب عند الناس لصاً. إلى استاذى الحبيب عادل حمودة رجاء أن تعلم هذا الرجل معنى الأمانة وألا يسطو على مجهود غيره. نشر بالعدد 677 بتاريخ 2/12/2013