كشفت دراسة حكومية بريطانية أن إعتماد البريطانيين علي السيارات صار سببا في العديد من الأزمات المرورية الخانقة التي فشلت كافة محاولات إحتوائها. وتقول الدراسة الزحام علي الطرق زاد بشكل خرج عن السيطرة كما أن الحلول التي تطرحها الحكومة لحل تلك المشكلة و علي رأسها فرض رسوم علي الطرق لا يزال أمامه بعض الوقت كي يتم تطبيقه علي نطاق واسع. و تقول الدراسة و عنوانها "إتجاهات النقل" أن كافة معالم الحياة في بريطانيا سواء كانت ترفيهية أو متعلقة بكافة مجالات العمل صارت تعتمد علي السيارات و هو ما زاد من المسافات التي يقطعها البريطانيون سنويا بالسيارة إلي 247 مليار ميل سنويا و هي ضعف المسافة التي قطعها البريطانيون عام 1979 بينما زاد عدد السيارات الخاصة خلال تلك الفترة من 12 مليون سيارة إلي 26 مليونا. و تقطع السيارات الخاصة حوالي 85% من تلك المسافة التي تقطعها المركبات سنويا علي طرق بريطانيا و يقضي البريطاني حوالي 221 ساعة خلف عجلة القيادة يقطع خلالها 5500 ميلا سنويا بمتوسط سرعة يبلغ 25 ميلا في الساعة علي الأقل. و تشير الدراسة إلي أن الكثير من الأسر البريطانية صارت تمتلك أكثر من سيارة واحدة بعد ان كانت الكثير من الأسر في السابق لا تمتلك أي سيارات. و في عام 1980 كانت أسرة واحدة بين كل 50 أسرة بريطانية تمتلك ثلاث سيارات بينما صارت تلك النسبة اليوم حوالي 5% من الأسر البريطانية. و تضيف الدراسة أن 60% من السيارات علي الطرق البريطانية لا تحوي أكثر من شخص. و تخطط الحكومة البريطانية لفرض رسوم تزيد عن 1.5 جنيه إسترليني لكل ميل علي السيارات بالطرق المزدحمة في كافة أنحاء البلاد و لكن لن يتم البدء في تطبيق هذا النظام قبل عام 2015 علي أقرب تقدير. و كما تقول الدراسة فقد تسبب الزيادة الكبيرة في أعداد السيارات علي الطرق السريعة في إنخفاض السرعة القصوي خلال ساعات الليل من 55 ميلا في الساعة عام 1995 إلي 51 ميلا في الساعة عام 2003. و يري المحللون أن الإعتماد علي السيارات صار كبيرا و بشكل لا يسمح بالتحكم في الزيادة السنوية لأعداد السيارات علي الطرق كما توضح لدراسة أن تقديم الحكومة للإختيارات فيما يتعلق بالتعليم و الصحة دفع بالبريطانيين إلي قطع مسافات أكثر بالسيارة بدلا من إستخدام المدارس و المستشفيات المحلية. و اللافت في تلك الدراسة هو زيادة أعداد الأطفال الذين يستخدمون السيارة في الذهاب للمدرسة في الوقت الذي إنخفض فيه عدد المشاه و مستخدمي الدراجات. و بالنسبة للمشاه إنخفضت المسافات التي يقطعها البريطاني سيرا علي الأقدام من 237 ميلا عام 1980 إلي 192 ميلا عام 2005. و في نفس الوقت قل إعتماد البريطانيون علي حافلات النقل العام حيث أنخفض عدد رحلات تلك الحافلات إلي النصف منذ عام 1969. و بينما انخفضت تكاليف استخدام السيارات بنسبة كبيرة منذ عام 1980 زادت أسعار النقل بالحافات و السكك الحديدية خلال تلك الفترة بنحو 37% و هو ما زاد من تفاقم حدة تلك الأزمة. و تعد النساء أحد تفاقم الأزمة المرورية في بريانيا خاصة مع زيادة أعداد النساء اللاتي يمتلكن سيارات هناك. و بعد أن كان عدد النساء ممن يحملن تراخيص صيادة لا يتجاوز 30% من إجمالي أعداد حاملي التراخيص زادت النسب إلي أكثر من 45%. و بعد أن كانت الحكومة تتوقع إنخفاض الزحام بحوالي 6% بحلول عام 2010، صارت تتوقع زيادة في الزحام المروري بنحو 20% بحلول هذا التاريخ. و لكن لا يزال معدل إمتلاك البريطانيين للسيارات يقل عن المعدلات الأمريكية. ففي الولاياتالمتحدة تبلغ النسبة حوالي 750 سيارة لكل ألف شخص بينما لا تتجاوز تلك النسبة 460 سيارة لكل ألف شخص و هي نسبة معقولة بالنظر إلي زيادة أعداد السيارات السنوية و التي تصل إلي نصف مليون سيارة.