المرور في القاهرة والمحافظات المجاورة تتطور يوما بعد يوم الي الاسوأ بوتيرة متسارعة، اذا استمر الحال علي هذا التدهور سوف تتحول شوارع القاهرة وميادينها الي جراج مفتوح تصعب الحركة فيه وهذ الزحام الخانق الذي نراه ونعاني منه في وسط القاهرة وضواحيها وكل الشوارع والطرق الرئيسية نهارا يتحول الي مشهد عجيب في الليل، حيث تغلق بعض الشوارع الفرعية تماما بالسيارات التي تقف صفوفا متراصة في احياء مثل المهندسين ومدينة نصر ومصر الجديدة والاحياء الشعبية!.. وهو وضع غريب وخطير ويمكن ان يتسبب في كوارث لايعلم مداها الا الله اذا نشب حريق او تعرض مواطن لأزمة لاتستطيع سيارة او الاسعاف ان تتحرك ليلا في هذه الشوارع بل يتعذر علي اي مواطن الخروج بسيارته اذا تعرض لامر طاريء! واستشعارا لهذه الأزمة التي يعاني منها المصريون جميعا التي تمثل اعقد المشاكل التي تواجه المواطن بصورة يومية وتلقي بآثارها السلبية علي حركة الحياة ومصالح الكافة. طرحت المشكلة للنقاش العلني ودعي المواطنون للاسهام برأيهم فيها والخبراء ايضا!.. ولايمكن الاستمرار في تجاهل هذه المشكلة التي تؤثر بشكل كبير في مستويات الانتاج والصحة العامة ناهيك عن تبديد الطاقة في ظل الوضع الغريب واعتقد انه من الضروري البدء في اتخاذ اجراءات عملية للحل بعد مناقشات يشترك فيها الخبراء من كل المجالات حسب جدول زمني، فالمشكلة لاتحتمل تضييع مزيد من الوقت.. لانها متشابكة ومستمرة بعد 18 شهرا من تغليظ العقوبات في قانون المرور الجديد ويجب ان تؤخذ بالجدية الكاملة وان توضع الحلول علي مستويين كما يجب في ظل هذه الازمات. المستوي الاول هو المستوي العاجل لمحاولة السيطرة علي الازمة من خلال اعادة النظر في استراتيجية الاجازة الاسبوعية، فمن الممكن عدم توحيد يوم الاجازة الاضافي ومنحه بطريقة تبادلية بين الوزارات والمصالح الحكومية والمدارس والجامعات. والي جانب هذا نحتاج الي حملة لفتح الجراجات المغلقة والزام العمارات الجديدة بتوفير الجراجات الخاصة بها، وكذلك النوادي التي تتحول الشوارع المحيطة به الي جراجات مليئة بالفوضي، وكذلك الزام المحال التجارية والموالات الكبيرة بتوفير اماكن الانتظار الخاصة بها لروادها ويجب ان تكون هذه سياسة دائمة في التخطيط والتنفيذ. واذا كنا نتحدث عن انضباط انتظار السيارات فيجب الا ننسي انضباط السير وتطبيق القانون بحسم علي الكبير والصغير والغاء مظاهر التمييز التي تضفيها بعض الفئات علي نفسها وبدون سند من القانون ومثال ذلك نواب البرلمان الذين يجب ان يكونوا قدوة في احترام القانون ونستطيع ان نقول نفس الكلام عن سيارات الشرطة المسئولة عن تنفيذ القانون والخطوة الاولي لفرض القانون علي المواطن هو ان يلتزم مشرع القانون ومنفذ القانون بتنفيذه. ولاشك ان الفوضي تتحمل نسبة لايستهان بها من اسباب الزحام، كما تساهم في زيادة عدد الحوادث التي وصل ضحاياها الي عشرات الآلاف من المواطنين سنويا وهي ارقام لايمكن ان نراها في بلد آخر غير مصر! علي المستوي الثاني للحل وهو الاهم ويجب ان يقوم علي دراسات تنتهي بحلول تخفف الضغط علي شوارع القاهرة الكبري.. ومن الغريب اننا حتي اليوم ليس لدينا دراسة حول نوعية المرور في الشارع.. ففي كل بلاد الدنيا هناك ساعات ذروة يعرف عنها من يمر في الشارع، موعد دخول وخروج الموظفين، لكن الغريب في القاهرة الكبري ان ساعة الذروة مستمر طوال اليوم حتي علي الطرق السريعة، او المفروض انها سريعة! ونحن نحتاج الي دراسة تقول لنا اين يذهب كل هؤلاء الذين يشغلون الشوارع من الساعة الثانية عشرة ظهرا، او الساعة السابعة مساء علي سبيل المثال، من اين يجيئون والي اين يذهبون؟! المشكلة صعبة ولكن الحل ليس مستحيلا، والوضع المروري لايحتمل والمهم ان نبدأ دون تأخير.