أحداث كثيرة شهدتها السوق خلال الأشهر الأخيرة ربما كان أكبرها حالة القلق التي انتابت الجميع بشأن استدعاء السيارات والتي كشفت عن كثير من العبث بمصالح المستهلكين بل دفعت رئيس جهاز حماية المستهلك إلي الإعلان بشكل غير مباشر في لقاء مع إحدي الفضائيات عن إجراءات ينوي الجهاز اتخاذها قريباً ضد بعض الشركات الصينية والتي نتوقع أن تكون لاندروك التي تطرحها شركة هويدي موتورز علي رأسها لخطورتها علي سلامة مالكيها. بالتأكيد جاءت أزمة تويوتا كالصاعقة علي رؤوس القائمين علي شركة هويدي لإدراكهم أن الموديل يفتقر إلي معايير السلامة المطلوبة فضلا عن كثرة أعطاله التي وهو الأمر الذي أدركه من قاموا بشراء السيارة ولكن بعد فوات الأوان وشعر هؤلاء بالصدمة نتيجة المعاملة السيئة التي عوملوا بها من إدارة جعلت من شعار "ضمان السبع سنوات" أضحوكة يتندر بها كثيرون. "بورصة السيارات" لم تكن أول من يلفت النظر إلي تلك العيوب الخطيرة التي ظهرت في السيارة فور طرحها في السوق المصري وخدعت الشركة الناس بضمان السبع سنوات، فلا الشركة إلتزمت بالضمان الذي تعهدت به أمام العملاء ولا سعت في الوقت ذاته لحل مشاكلهم أو حتي مجرد الاستماع لشكواهم وهو أمر غريب يستحق وقفة من الجهات المعنية بحقوق المستهلك المصري. فلاندروك ذات الجودة المتدنية والتصميم العتيق تباع بأسعار مبالغ فيها رغم الفشل الذريع الذي حققه الموديل في أسواق أسيوية كباكستان التي فازت فيها لاندروك بلقب السيارة الأسوأ علي الإطلاق نظرا لمحركها ضعيف الكفاءة وتصميمها المسروق بلا وعي من موديلي أودي Q7 وكيا سورينتو، وهو الأمر الواضح في معظم ملامح الشكل الخارجي للسيارة. وقد يقول قائل أن الشكل الخارجي للسيارة لا تأثير له علي مستويات السلامة التي تمتع بها أي سيارة ولكن بالطبع تؤثر تجهيزات السلامة علي ذلك. وفي حالة لاندروك تفخر هويدي موتورز بأن الموديل مزود بأحدث تجهيزات السلامة، ولكن تلك التجهيزات هي من أسوأ الأنواع التي تعمل بكفاءة متدنية تهدد سلامة السائق والراكب ومنها الفرامل ومانع إغلاقها وكلاهما ظهرت به العديد من العيوب ناهيك عن نظام التعليق الذي يجعل الجلوس في مقصورة لاندروك عذابا لا يطاق وهو أمر مفهوم لمفاجأة نعلنها للجميع وهي أن الموديل صمم في الأساس كبيك أب لنقل البضائع ، ولكن عباقرة الشركة الصينية المسماه "زيانج" والتي لم يسمع بها أحدا من قبل، تمكنوا بالفهلوة من تحويلها إلي مركبة ألصقوها زورا وبهتانا بفئة مركبات الدفع الرباعي. لم يكتف القائمون علي شركة هويدي موتورز بتلك الكوارث في سيارتهم، فتمادوا في استغفال العملاء ورفض الاستجابة لمطالبهم رغم السعر المبالغ فيه لتلك السيارة التي يحصل عليها الوكيل بسعر يقل عن تسعة آلاف دولار أمريكي بما في ذلك مصاريف الشحن وهي مفاجأة أخري تكشف إلي أي مدي وصل الاستخفاف بأرواح مالكي لاندروك رغم السعر المبالغ فيه للموديل إذا ما قورن بقيمته الفعلية. وفي غمار العواصف العديدة التي اجتاحت السوق المحلي والتي دفعت تويوتا إلي التعهد بإصلاح عيوب التصنيع في موديلاتها المباعة في مصر علي مدار الأشهر المقبلة، ستجد شركة هويدي موتورز نفسها مجبرةً علي إصلاح السيارات المعيبة التي باعتها لعملائها المخدوعين، ولو حدث ذلك، فسيكون من الأفضل والأوفر للشركة منح عملائها سيارات جديدة لكثرة عيوب الموديل، بشرط أن تكون تحمل تلك السيارات ماركة أخري غير لاندروك.