تراثنا السينمائي والغنائي لا يزال معروضاً في الأسواق · لا أحد مستعد لكي يضع استراتيجية تتيح لنا استرداد تاريخنا خبر صغير ربما لم ينتبه إليه أحد وهو أن المليونير اللبناني "كمال كريم قصار" اشتري كل الاسطوانات الغنائية أكثر من 5 آلاف التي يمتلكها ورثة المؤرخ الموسيقي الكبير الراحل "عبدالعزيز العناني"!! أعلم أن أغلب القراء لا يعرفون "عبد العزيز العناني" ولا يدركون مدي أهمية تلك الثروة الغنائية التي كانت بحوزة الورثة، حيث يعود الكثير منها إلي أكثر من 100 عام.. هذا الرجل كان لورثته مطلب واحد أن تشتري وزارة الثقافة هذه الاسطوانات ببضعة آلاف من الجنيهات لكن الدولة لم تدرك أهمية أن يصبح تراثنا الغنائي ملكاً لنا. وهكذا وقع اختيار مليونير لبناني عليها وسوف يستفيد منها بالطبع مادياً فهي تحتوي علي تسجيلات نادرة لقمم الموسيقي والغناء المصري والعربي لأم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان وليلي مراد وصالح عبدالحي ومحمد القصبجي وزكريا أحمد و فتحية أحمد ومنيرة المهدية ونادرة وفايزة وصباح وعبد الحليم ولن أشغلكم كثيراً بالأسماء التي تستطيع أن تقول وأنت مطمئن إنها تشمل كل أطياف تاريخ مصر الغنائي.. قبل نحو 15 عاماً حدث أيضاً شيء مشابه عندما اشتري الشيخ "صالح كامل" والمليونير "الوليد بن طلال" تراث السينما المصرية ولم يتحرك أحد لا وزير الثقافة "فاروق حسني" ولا وزير الإعلام الأسبق "صفوت الشريف" كل منهما تحجج باللوائح وبأنه لا يستطيع أن يشتري ويدخل إلي السوق منافساً لأحد.. لم يدرك أي منهما أن للدولة دوراً في الأمن القومي الثقافي وأن الأفلام والأغنيات هما السياج الذي يحقق هذا الأمن.. كتبت أغلب الصحف ونبهت إلي تلك المخاطر ولكن لا أحد لديه استراتيجية تتيح له أن يشعر بأننا نفرط في أعز ما نملك وهو تراثنا.. الآن فقط تنبهت الدولة ولهذا أصدر رئيس شركة مصر للصوت والضوء والسينما قراره بأن الشركة لن تجدد عقدها في العام القادم مع "الوليد بن طلال" بعد أن باع حق الانتفاع بنحو 300 فيلم للملياردير اليهودي "مردوخ" - المشهور بميوله الصهيونية - بينما "الوليد" يقول إن العقد بينه وبين "مردوخ" عقد شراكة مع "روتانا" مقابل 9% تزداد إلي 18% في كل الأحوال.. مصر لا تملك القسط الوافر من تاريخنا السينمائي والغنائي والأهم من ذلك أنه لا أحد مستعد لكي يضع استراتيجية تتيح لنا استرداد تاريخنا.. لا أعتب علي الامير ولا الشيخ ولا اليهودي المتعصب مردوخ فكل منهم لا يعنيه سوي مصلحته المادية ويجب علينا أن نعترف بأننا ارتكبنا أخطاء استراتيجية في حق التراث ولا حل سوي أن ندخل السوق مرة أخري ونشتري ما فرطنا فيه ولو بضعف الثمن وأن نسارع بالحصول علي ما تبقي في حوزة الورثة المعروض الآن بالأسواق.. تراث السينما المصرية يربو علي 3 آلاف فيلم روائي ويجب أن يتم حصر أصول هذه الأفلام ما الذي تم بيعه وما تبقي وبعد ذلك علينا شراؤه حتي الأفلام المتواضعة فنياً لأنها في نهاية الأمر جزء من تاريخنا فنحن أولي بها.. أما تراثنا الموسيقي المنهوب والذي بيع جزء كبير منه مؤخراً للمليونير اللبناني فهذه قضية أخري!! ********* البشر طيبون أم أشرار؟ الإرهاب تطول نيرانه بطل الفيلم المسلم! · هكذا خاض الفيلم ونجم الفيلم معركتين في الحياة وعلي الشريط السينمائي! · دعوة للصلح بين كل الأطراف للتجاوز عن أي فروقات لونية أو عرقية أو اثنية أو نفسية قدم نجم بوليود "شاه روح خان" فيلمه "اسمي خان" ليواجه التطرف الديني في أمريكا ضد الإسلام.. ثم فوجئ بأنه شخصياً وفيلمه مستهدفان من عدد من المتطرفين الهندوس داخل الهند، حيث بدءوا في مطاردة الفيلم ومنعه من العرض بسبب دفاع النجم الهندي عن حق المنتخب الباكستاني المسلم في المشاركة في مباراة داخل الهند.. وهكذا صارت رسالة الفيلم موجهة أيضاً للشأن الهندي في الداخل حيث إن "روح خان" ينتمي إلي الأقلية المسلمة في الهند والتي لا تتجاوز 12% من عدد السكان.. وهكذا خاض الفيلم ونجم الفيلم معركتين في الحياة وعلي الشريط السينمائي!! لا أحد يستطيع أن يتجاهل الذي حدث بعد انهيار البرجين 11 سبتمبر 2001 ليس فقط في أمريكا ولكن في العالم كله، حيث صارت النظرة للإسلام تعني في جزء كبير منها اتهاما بالإرهاب والتطرف.. قد تصبح هذه هي القراءة الأولي لفيلم "اسمي خان" My Name is Khan ولكني أراها أبعد من ذلك إنها دعوة للصلح بين كل الأطراف للتجاوز عن أي فروقات لونية أو عرقية أو اثنية أو نفسية.. الفيلم يدعو للقفز فوق أي تباين وأن ننظر إلي ما هو أبعد من الملامح الخارجية للبشر لا توجد تقسيمة أخري سوي أننا فقط نتعامل مع نوعين من الناس الأشرار والطيبين.. يبدأ الفيلم عام 2007 ويتحرك في الزمن عامين للأمام ويعود للخلف أكثر من ربع قرن لنري حياة البطل منذ أن كان طفلاً حتي هجرته إلي أمريكا نقطة البداية الساخنة عندما تشك الشرطة الأمريكية في المسافر المسلم الهندي "شاه روخ خان" الذي أدي دور "رضوان خان" إنه مصاب بداء التوحد وبنوع محدد اسمه "سبارجر" يجعل صاحبه شديد الخوف من اللقاء بالغريب يكره بعض الألوان مثل الأصفر يخشي الصخب يمسك في يده حبات من الحجارة يبدو وكأنه يسبح بها أو يذكر بها الله أو يردد أدعية دينية ولهذا يقع بدون أن يقصد في إطار التحريم والتشكيك من قبل سلطات المطار.. إنه ذكي جداً ومرض التوحد لا يعني أن الإنسان يعاني من تخلف عقلي بل علي العكس بعض مرضي التوحد يمتازون بقدرات عقلية فائقة.. لا ننسي مثلاً فيلم "إنسان المطر" دور "داستن هوفمان" لكن هناك دائماً في النظرة وطريقة النطق وأيضاً في اللقاء مع الغرباء ما يجعلك تشعر بأن هناك شيئاً ما مختلفاً ولا أقول خاطئاً فقط مختلفاً عما تعودنا عليه إنه في النهاية معه أوراق شخصية سليمة وما يريده هو أن يلتقي بالرئيس الأمريكي في ذلك الوقت "بوش" وهو يحمل رسالة تقول كلمتها "أنا اسمي خان ولست إرهابيا".. الفيلم يروي قصة حياة البطل ويبدأ من هذه النقطة الساخنة أثناء التحقيقات نتعرف علي هذا الطفل وذلك عندما يعود إلي حادث الاعتداءات الدموية بين الهندوس والمسلمين عام 83 وأحداث التطرف والتي تتكرر أحياناً مثل هدم معبد هندوسي أو مسجد إسلامي أو قتل هنا وهناك يقوم به المتطرفون علي الجانبين ولا شك تؤجج النفوس ويقدم المخرج من خلال سيناريو كتبه المخرج "كاران جوهر" و "سيباني باتيجا" أن الإنسان بالفطرة يرفض التطرف وأن الروح السليمة بعيداً عما حققته من التعلم والثقافة لا ترتكن للانصياع إلي تلك الدعاوي التي تنظر للدين لتحديد الموقف فلقد حدثت كراهية بين كل ما هو مسلم ضد الهندوس والعكس.. بل إن التقسيم بين باكستان والهند 1949 كان وراء اشتعال العنف بين الهندوس والمسلمين فاستقل المسلمون في باكستان والهندوس في الهند.. لا شك أن الهند تجاوزت الكثير من تلك النظرة الضيقة ولكن بقاياها نراها في الفيلم من خلال ما يجري في أمريكا بين الهنود سواء أكانوا هندوسا أو مسلمين.. السيناريو مكتوب بدقة متناهية لتظل قوة الدراما تتوازي بين الهندي الهندوسي والهندي المسلم وأيضاً الإسلام والنظرة الأمريكية للمسلمين.. من الشخصيات التي حملت قوة الفيلم فكرياً هي تلك التي أدت دور أم بطل الفيلم بفطرتها السليمة تعلم ابنها الدرس الأول والوحيد وهو ألا يحكم علي الإنسان بالدين ولكن الإنسان بما يحمله ويعتنقه من القيم فهو إما أنه طيب أو شرير.. اختار السيناريو بطلة تنتمي إلي الديانة الهندوسية هي "كاجول ديفجان" إنها واحدة من أشهر نجمات بوليود الآن فهي تتسامح في الزواج مع مسلم وهو أيضاً يتذكر نصيحة أمه التي قالت له لا يوجد مسلم وهندوسي ولكن هناك فقط طيب وشرير ويراها طيبة ولهذا يقرر الزواج منها بينما شقيقه الأصغر الذي هاجر إلي أمريكا وصار ثرياً فإنه يرفض هذا الزواج ويراه ضد قواعد الإسلام ولكن زوجة شقيقه المحجبة علي الجانب الآخر تشارك في الفرح وتقدم نموذجاً إيجابياً للإنسان عندما يرفض هذه التقسيمة الظالمة للبشر علي حسب أديانهم وليس طبيعتهم وما يحملونه من خير وشر.. اختار السيناريو للبطل مهنة تجبره علي التفاعل مع الناس وهي مندوب فهو يبيع المنتجات الطبيعية لتجميل المرأة التي تنتجها شركة شقيقه مندوب مبيعات وظيفة بالتأكيد تتعارض معه لأن المرض الذي يعاني منه تحديداً يجعله لا يصلح لإجراء أي حوار مع الغرباء فهو يمارس مهنة يبدو ظاهرياً كأنه غير مؤهل لها والحقيقة انه يصبح أيضاً معادلاً موضوعياً للحالة التي عليها البطل يعتبر التنفيس عن عدم الثقة مع التواصل والخوف من الغريب ثم خوف الآخر أيضاً من التعامل معه ولكن الأطراف كلها مضطرة لذلك وتبدأ علاقته مع البطلة التي لم تر أبداً في سلوكه أي قدر من الخلل والاختلاف ولكنها تجاوزت كل ذلك لتري الإنسان الكامن خلف كل ذلك ولهذا تقبل الزواج منه وهو يعتبر أن ابنها هو ابنه وكان هذا الابن قد هاجر والده إلي استراليا وتركه فهو يحمل اسم الأب الجديد وينظر إلي الطفل "سمير" باعتباره مسلماً.. النقطة الفارقة وهي أحداث 11 سبتمبر عندما تتغير النظرة تماماً يقدم الفيلم مشاهد مباشرة مثلاً لمن ينزع الحجاب عن زوجة شقيق البطل ويطالبها بأن تغادر البلاد لأنها مسلمة كما نري أيضاً أن شقيقه يطلب من زوجته خلع الحجاب طالما أن هذا يثير الآخرين كما أن المتعاملات من الأمريكان مع زوجته في محل الكوافير الذي تملكه في أمريكا يتوقفن بعد أحداث 11 سبتمبر عن التعامل معها علي اعتبار أنها متزوجة من مسلم.. كما إنه يقدم الهندي الهندوسي الذي يدير فندقاً للرذيلة يمنع المسلمين ويعتبرهم إرهابيين ويحتفظ بسلاح يشهره في وجه كل من يحاول إفساد عمله.. هو يري أن من حقه الاتجار في كل شيء.. يدافع عن الهندي المسلم زوجان هندوسيان يتجاوزان حاجز الدين بل والعرق والجنسية فهما يدافعان عن حق الإنسان في اختيار ديانته أيما كان موقع الإنسان بطل الفيلم يتعرض إلي نقطة فارقة عندما يقتل ابن زوجته بأيدي شباب متطرف يري أنه كمسلم ينبغي أن يتجنبوا اللعب معه.. وحتي أصدق أصدقائه الطفل الأمريكي الذي يقتل والده في أفغانستان يعتبره لا شعورياً هو المسئول الأول عن اغتيال والده لأنه مسلم بل إنه في بعض المدارس في أمريكا تروج مباشرة أن الإسلام بين كل الأديان يحض علي القتل.. نظرة قاصرة بالطبع ولكنها قائمة وينبغي أن نتعامل معها درامياً مثلما حرص صناع الفيلم.. تنتهي الأحداث بأن تعود الحبيبة الهندوسية إلي زوجها والذي كاد يقتل علي يد متطرف إسلامي بعد أن تمكن في النهاية من مقابلة الرئيس "أوباما" قائلاً له "أنا اسمي خان ولست إرهابياً".. هي نفس الرسالة التي ظل طوال النصف الثاني من أحداث الفيلم يحاول أن تصل إلي "جورج بوش"!! رحلة البطل في النصف الثاني من الفيلم أشبه بسينما الطريق Road Movei بعد أن قررت زوجته الانفصال عنه يجد نفسه يبحث عن شيء واحد وهو أن يصل للرئيس ليبلغه تلك الرسالة وينتقل من مكان إلي آخر ونراه في علاقته مع المرأة المسيحية السوداء التي تحتضنه عندما يضل الطريق أثناء بحثه عن الرئيس الأمريكي ثم عندما تعصف بأرضها فيضانات المياه يترك كل شيء ليأتي لمساعدتها لإحساسه بأنها من المؤكد في حاجة إليه. رسالة الفيلم ولا شك عظيمة وهو يدعو للتعايش بين كل الأديان والأعراق ولهذا فإنه يحرص علي أن يقدم لنا كثيراً البطل وهو يمارس طقوسه الدينية الإسلامية لأن الاعتزاز والتمسك بالواجبات الدينية لا يعني التطرف ولكن المخرج وكاتب السيناريو كان زاعقاً أكثر من كونه هامساً عبر عن وجهة نظره بأحداث درامية ساخنة ومباشرة وتحمل قدراً من الغلظة في التناول، كان من الممكن أن تصل الرسالة في مساحة زمنية أقل وبهامش أيضاً أقل في العنف لأن عنف الواقع لا يمكن أن يواجه أيضاً بعنف درامي في التعبير.. كما أن المخرج تعامل مع الجمهور وكأنه يلقنه درساً في التسامح الديني وكان يصر علي أن يقدم الحكايات بتفاصيلها ولا يترك مساحة أبداً للتأمل في الفيلم تلمح نبض الأفلام الهندية الممزوجة في إطار أمريكي في التناول السينمائي.. بالتأكيد رسالة الفيلم ضربت علي وتر حساس يعيشه المسلمون في أوروبا وأمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر والتي صارت وكأنها مثل التقويم الميلادي للتاريخ قبل وبعد الميلاد فصارت النظرة للإسلام أيضاً من الممكن أن تصبح كذلك قبل وبعد أحداث 11 سبتمبر.. الرسالة بالفعل حتمية ولكنها قدمت لحناً مباشراً وزاعقاً!! ********* العالم يسهر في انتظار الأوسكار! في "أوسكار" هذا العام الذي يحمل رقم 82 نحن علي موعد مع احتفالية ضخمة يشاهدها يوم 7 مارس بعد قرابة 48 ساعة حوالي مليار مواطن في العالم كله يشكلون قرابة ربع سكان العالم.. الحفل الأسطوري تصل ميزانيته إلي 35 مليون دولار.. الأوسكار يساوي الحفل لأنه مسابقة وليس مهرجاناً هذه المسابقة أساساً موجهة للسينما الأمريكية التي استطاعت أن تحيل كل شيء متعلق بالسينما إلي أمريكا فهي القوة الضاربة في العالم كله أكاديمية الفنون والعلوم الأمريكية لم تكن تحلم عندما أقيمت هذه المسابقة لأول مرة عام 1928 بأنها ستصبح أهم مسابقة في العالم.. بل إن التغطية الإعلامية لم تكن من ضمن الأهداف المعلنة.. بالطبع واكبت السنوات الأولي للمسابقة فقط الراديو لأن العالم لم يعرف انتشار البث التليفزيوني إلا بعدها بنحو 20 عاماً أما الانتشار الفضائي الذي أحال كل حدث يجري في أي العالم إلي حقيقة يعيشها الناس في الدنيا فإنه لم يعرف هذا الانتشار العالمي الواسع إلا قبل 15 عاماً.. مفهوم التغطية الإعلامية بكل هذه الكثافة لم يكن في الحسبان مع بداية الإعلان عن الأوسكار والجوائز لم تكن وقتها إدارة الأكاديمية تمنح سوي 12 جائزة مع الزمن ومع انتشار الفضائيات في العالم كله صار للأوسكار كل هذا السحر حيث ازداد رقم الجوائز إلي 24 جائزة مع زيادة عدد فروع الإبداع السينمائي بدخول المؤثرات البصرية والسمعية.. كما أضيفت جوائز الأفلام القصيرة والتسجيلية والكارتون بالإضافة إلي جائزة تشغل أيضاً اهتمام العالم وهي جائزة أفضل فيلم أجنبي المقصود به الفيلم غير الأمريكي وكثيراً ما نشارك فيها بأفلامنا لولا أننا تقاعسنا عن إرسال فيلم هذا العام لأسباب غير مقنعة ولكننا في العام الماضي أرسلنا "الجزيرة" للمخرج "شريف عرفة" وسبق لنا في أعوام سابقة أن شاركنا مثلاً بفيلم "في شقة مصر الجديدة" محمد خان وقبل ذلك "سهر الليالي" هاني خليفة ، "أرض الخوف" داود عبد السيد ، "دعاء الكروان" هنري بركات وقال لي "عاطف سالم" أن فيلمه "أم العروسة" عام 1963 كان قد اقترب من الترشيح بين الأفلام الخمسة التي يتم الإعلان عنها في مسابقة أفضل فيلم أجنبي ولكن بسبب أن موسيقي الفيلم التصويرية من المختارات الأجنبية فلقد تم استبعاده.. وكان مصدر المعلومة التي رواها "عاطف" هو المخرج الراحل "أشرف فهمي" عندما كان يواصل دراسته العليا في السينما في لوس أنجلوس.. لا أدري بالطبع مدي صدق الواقعة لأن الأوسكار لا يعلن سوي أسماء الأفلام الخمسة المرشحة ربما استطاع "أشرف" بطريقة أو بأخري عن طريق أصدقائه هناك اكتشاف ذلك.. الفيلم العربي الوحيد الذي اقترب من الجائزة قبل نحو خمس سنوات هو "الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني "هاني أبوأسعد" فلقد حصل علي جائزة "الجولدن جلوب" وكان من بين الأفلام الخمسة المرشحة والتي تم الإعلان عنها لكن عند التصويت النهائي علي جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجبني خرج من التسابق ولم يحصل علي الجائزة؟! السرية تحيط عملية التصويت ويشارك حوالي 6 آلاف عضو وهم أعضاء الأكاديمية الأمريكية كل منهم في تخصصه وبالأصوات فإن الفيلم الذي يحصل علي أكبر عدد من الأصوات يحصل علي الجائزة.. لا أحد يعرف بالنتائج سوي رئيس الأكاديمية وموظف يتم تغييره كل عام من أقوي الأفلام المرشحة لجائزة هذا العام لأفضل فيلم أجنبي "الشريط الأبيض" الألماني وفيلم "عجمي" الإسرائيلي الأول حصل علي جائزة سعفة "كان" والثاني يشارك في اخراجه «اسكندر قبطي» وهو من «عرب 48» أما جائزة أفضل فيلم وجوائز الفروع المختلفة الرئيسية: أقوي فيلمين بين العشرة التي تم اختيارها هذه المرة بدلاً من رقم خمسة الذي تعودت عليه الأكاديمية: الفيلمان الآقرب للحصول علي جائزة الأفضل "أفاتار" لجيمس كاميرون و "خزانة الآلام" لكاتيرن بيجلو طليقة "جيمس كاميرون" كل منهما لديه 9 ترشيحات كأفضل عنصر فني. وعلينا أن ننتظر أن يحسم هذا الصراع بين المخرج العبقري وطليقته المخرجة العبقرية، حيث أنها تفوقت عليه قبل أسبوع فقط وحصدت بفيلمها جائزة "البافتا" البريطانية التي تعادل "الأوسكار" الأمريكي.. انتظروا حسم هذا الصراع بعد 48 ساعة!! tarekelshinnawi @yahoo.com