حسين أبو حجاج يعلق على واقعة محافظ المنيا ومدير المدرسة: «الدنيا بخير»    رئيس الوزراء البولندي يعلن تخوفاته من لقاء بوتين وترامب بشأن الحرب مع أوكرانيا    نتائج مباريات الجولة الأولى من الدوري المصري    الداخلية تضبط المتهم بترويع الفتيات ب«كلب شرس»    لحمايتهم من ارتفاع درجات الحرارة.. وقف عمل عمال النظافة خلال ساعات الذروة في المنيا    جدل بعد مشاركة محمد رمضان في حفل نظّمته لارا ترامب.. دعوة خاصة أم تذكرة مدفوعة؟    في ذكرى رحيله.. أهم محطات في حياة فيلسوف الفن نور الشريف    12 Angry Men وثيقة فنية دائمة الصلاحية |فضح الحياة .. لا تمثيلها!    «هنخسرنا الدوري.. أنت المستقبل» ردود فعل مفاجئة من جماهير الأهلي على مصطفى شوبير    لليوم الثاني على التوالي.. تنفيذ 26 قرار إزالة واسترداد 1886 مترا من أملاك الدولة في أبشواي بالفيوم    باستثمارات 22.6 مليون دولار.. رئيس اقتصادية قناة السويس يوقع عقد إنشاء مصنع صيني لصناعة المنسوجات بالقنطرة غرب    شواطئ الإسكندرية تشهد حالة هدوء واستقرار.. ونسب الإشغال فوق المتوسط    نائب محافظ الأقصر: فعاليات تكريم المسئولين المتقاعدين تمثل حافزاً للموظفين المتميزين    جهاز تنظيم إدارة المخلفات يتابع مدى التزام شركات النظافة بتطبيق معايير السلامة والصحة المهنية    نجم الدوري الألماني يختار النصر السعودي.. رفض كل العروض من أجل كريستيانو رونالدو    تحليق مكثف للمسيرات الإسرائيلية فوق منطقة جزين جنوب لبنان    حريق ضخم فى "آرثرز سيت" يُغرق إدنبرة بالدخان ويُجبر الزوار على الفرار    وزير الري يؤكد أهمية أعمال صيانة وتطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالي    محافظ القاهرة يستقبل مديرة تعليم العاصمة السابقة ويشكرها على جهودها    أربعة أعوام من الريادة.. هشام طلعت مصطفى يرفع اسم مصر في قائمة فوربس    فريق مصري في طريقه.. الاتحاد الليبي يتأهل للكونفدرالية بمشاركة كهربا    "هل الخطيب رفض طلبه؟".. شوبير يفجر مفاجأة بعد مكالمة وسام أبو علي    15 صورة وأبرز المعلومات عن مشروع مروان عطية الجديد    وزير الزراعة و3 محافظين يفتتحون مؤتمرا علميا لاستعراض أحدث تقنيات المكافحة الحيوية للآفات.. استراتيجية لتطوير برامج المكافحة المتكاملة.. وتحفيز القطاع الخاص على الإستثمار في التقنيات الخضراء    شعبة الجمارك: تسويق الخدمات الجمركية مفتاح جذب الاستثمار وزيادة الصادرات    التعليم تصدر بيانا مهما بشأن تعديلات المناهج من رياض الأطفال حتى ثانية إعدادي    جريمة أخلاقية بطلها مدرس.. ماذا حدث في مدرسة الطالبية؟    سحب 950 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    هآرتس: نتنياهو يواجه صعوبات في تسويق خطة احتلال غزة    رغم رفض نقابات الطيران.. خطوط بروكسل الجوية تُعيد تشغيل رحلاتها إلى تل أبيب    ترامب يتعهد بإخلاء واشنطن من المشردين..و"إف بي آي" يشارك في دوريات ليلية    فتوح أحمد: الإعلام الرياضي ومَن يبثون الفتن هاخدهم معسكر بسوهاج 15 يومًا- فيديو وصور    بفستان جريء.. نوال الزغبي تخطف الأنظار بإطلالتها والجمهور يعلق (صور)    قبل طرحه الأربعاء المقبل.. تعرف على شخصيات فيلم درويش    خالد الجندي: كل حرف في القرآن يحمل دلالة ومعنى ويجب التأدب بأدب القرآن    أمين الفتوى يحذر التجار من هذه التصرفات في البيع والشراء    ما يقال عند المرور على مقابر المسلمين.. المفتي يوضح    «عبدالغفار»: «100 يوم صحة» قدّمت 40 مليون خدمة مجانية خلال 26 يومًا    الصحة: 40 مليون خدمة مجانية في 26 يومًا ضمن «100 يوم صحة»    بعد مصرع شخصين وإصابة 7 آخرين .. التحفظ على كاميرات المراقبة فى حادث الشاطبى بالإسكندرية    هل يشارك أحمد فتوح في مباراة الزمالك القادمة بعد تدخل زملائه للعفو عنه؟ اعرف التفاصيل    بعد تعنيفه لمدير مدرسة.. محافظ المنيا: توجيهاتي كانت في الأساس للصالح العام    مصر تواجه تونس فى البطولة العربية للناشئين والناشئات لكرة السلة    الرعاية الصحية: إنقاذ مريضة من فقدان البصر بمستشفى الرمد التخصصي ببورسعيد    ضبط عاطل بالجيزة لتصنيع الأسلحة البيضاء والإتجار بها دون ترخيص    المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية تشارك في النسخة الأولى من بطولة العلمين للجامعات    إسلام عفيفي يكتب: إعلام الوطن    «لمحبي الصيف».. اعرف الأبراج التي تفضل الارتباط العاطفي في أغسطس    ضبط 8 أطنان خامات أعلاف مجهولة المصدر في حملة تفتيشية بالشرقية    نائب ترامب: لن نستمر في تحمل العبء المالي الأكبر في دعم أوكرانيا    لليوم ال 11.. «التموين» تواصل صرف مقررات أغسطس    نقص مخزون الحديد.. أجراس تحذير للجسم وطرق علاج الأنيميا    طب قصر العيني تطلق أول دورية أكاديمية متخصصة في مجالي طب الطوارئ    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 11-8-2025 في محافظة قنا    الذهب يتراجع مع انحسار التوترات الجيوسياسية وترقّب بيانات التضخم الأمريكية    أمين الفتوى: رزق الله مقدّر قبل الخلق ولا مبرر للجوء إلى الحرام    إجمالى إيرادات الفيلم فى 11 ليلة.. تصدر شباك التذاكرب«28» مليون جنيه    بقوة 6.1 درجة.. مقتل شخص وإصابة 29 آخرين في زلزال غرب تركيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتبها: طارق الشناوي
حكايات فنية

· إنه بالفعل فيلم ينتهي داخلك قبل أن تقرأ كلمة النهاية علي الشاشة
· «عمرو واكد» «بشري» «باسم سمرة» الثلاثة في أسوأ حالاتهم أمام الكاميرا
دائماً تراهن الأفلام علي شيء سواء اتفقت أو اختلفت مع صناعها.. فلا شك أن لديهم ما يضعونه علي مائدة اللعب أوراق يعتقدون أنها قادرة علي أن "تقش" الجمهور تقدم له دعوة لا يمكن مقاومتها لقطع التذكرة للفيلم.. حاولت وأنا أشاهد فيلم "المشتبه" أن أتقمص دور صناعه وأسأل نفسي ما الذي راهن عليه المخرج الجديد "محمد حمدي".. هل هي الحبكة البوليسية التي كتبها "حسام موسي" في أول تجربة درامية له؟ الإجابة هي بالطبع لا.. لأن السيناريو مليء بالثقوب ويلجأ فيه الكاتب إلي أسوأ الحلول الدرامية وهو التبرير لكل معلومة جديدة بمشهد قديم "فلاش باك" يتكئ عليها الكاتب لاستمرار الحكاية!
هل راهن المخرج علي قدرته علي قيادة نجوم الفيلم وتقديم لمحات منهم لم يستطع أحد قبله أن يكتشفها، خاصة أن أبطاله هم مجموعة من الفنانين الشباب الذين يتطلعون لنجومية الشباك وأقصد بهم "عمرو واكد" ، "بشري" ، "باسم سمرة"! الحقيقة أن الثلاثة في أسوأ حالاتهم أمام الكاميرا.. وفي نفس الإطار نري المخضرمين أمثال "سوسن بدر" و "أحمد راتب" فلن تجد إلا أن عدوي الاستسهال انتقلت إليهما أيضاً.. هل تعجلت الفنانة "بشري" البطولة؟ سوف تلمح اسمها كمنتج منفذ لهذا المشروع أي أنها طرف فاعل في كل التفاصيل المتعلقة بإنجاز هذا الفيلم.. هل قدم المخرج تقنيات إبداعية علي مستوي الصوت والصورة؟ الإجابة هي أيضاً لا!!
عرض الفيلم في أسوأ موسم شهدته السينما المصرية، حيث إن كبار النجوم تعثروا ولم يحققوا الإيرادات التي ارتبطت بهم.. تكاثرت عوامل كثيرة في لحظة زمنية واحدة وزادت مساحة الخوف من الخنازير والطيور والفئران، بالإضافة إلي أن الأفلام التي لم يمض عليها سوي بضعة أيام في دور العرض صارت علي - النت - بحوزة الجمهور بلا مقابل مادي يذكر والغريب أنها بنسخ جيدة تصلح للمشاهدة.. عوامل عديدة عاني منها الكبار وأفقدتهم الكثير من الايرادات المتوقعة ورغم ذلك فإنه من المستحيل أن نعتقد أن سر تعثر فيلم "المشتبه" جاء بسبب عوامل خارجة عن الإرادة.. الشريط السينمائي يتحمل كل أسباب الفشل فهو ولد ليموت لأنه لم يعثر علي شيء يؤهله للحياة!!
الحبكة البوليسية تظل هي أكثر القوالب الدرامية جذباً للجمهور في مختلف دول العالم هذا ما أثبتته الدراسات العلمية.. الجمهور يفضل أن يتبادل مع صناع العمل الفني قواعد لعبة الذكاء وهي قائمة علي أن تمنح الجمهور معلومة وعلي أساسها يبدأ في متابعة العمل الفني ويرسم خطوطاً لما يراه ملائماً لشروط اللعبة وبعد ذلك تمنحه معلومة أخري تغير من مسار تفكيره أو تؤكد له الأولي وقد ترسل له الثالثة لتغير المؤشر إلي اتجاه آخر، وهكذا تستمر اللعبة حتي النهاية.. والناس تتوافق حول تلك الشروط والتقييم النهائي يأتي فقط من خلال إتقان القاعدة.. ولكن الكاتب يلجأ إلي أسوأ أنواع ما يعرف باستخدام المعلومة في قواعد الدراما، وهو أن أقول لك نسيت أن أقول لك.. دائماً نسيت أن أقول لك دائماً كلما تعثر درامياً يعود للماضي بحكاية أو حادثة لزيادة مساحة الترقب فتشعر بالافتعال وهكذا نري الشقيقين التوأم الذي أدي دوريهما "عمرو واكد".. البداية مع مقتل أحد التوأمين ويبقي التوأم الآخر علي قيد الحياة يؤرقه أكثر من هاجس الأول أنه يشك في أرملة شقيقه الراحل التي أدت دورها "بشري" فهو يشعر بأنها كانت علي علاقة سابقة مع رجل وأنها أجهضت قبل الزواج.. لم يحدد من هو هذا الرجل.. هذا الهاجس الأول أما الثاني فإنه يشك أيضاً في أمه "سوسن بدر" يعتقد أنها كانت علي علاقة جنسية بعمه "أحمد راتب" وتصاب وهي تهبط السلم ويشعر بتأنيب الضمير.. الحل يأتي في النهاية عندما يكتشف أن أعز أصدقائه والذي يعمل مساعداً له في مشروعاته هو الذي كان علي علاقة بزوجة أخيه وكانا متزوجين عرفياً وأن هذه الزيجة سابقة علي زواجها من أخيه وأن كل الهواجس سببها هذا الشاب الذي يعيش بمشاعر يملأها الحقد علي الأثرياء وتحديداً صديقه "عمرو واكد" ويكتشف أيضاً أنه ظلم أمه ولم تكن علي علاقة بعمه!
هناك ضابط الشرطة الذي أدي دوره "باسم سمرة" وعدد من العاملين بالفيلا من نوعية الخادم والسفرجي والجنايني المفروض أنهم يساعدون علي تخفيف مشاهد العنف في الفيلم ولا يجد لهم السيناريو من فرصة للتواجد سوي أن يعيدوا مرة أخري الحوار الذي شاهدناه من قبل يتردد أمامنا أكثر من مرة.. وتحدث المواجهة الأخيرة والتي نكتشف فيها أن التوأم الراحل منذ بداية الفيلم لم يرحل ولكنه كان يراقب الجميع!
لم يكن ضعف الحبكة الدرامية هو فقط مأزق ولكن الممثلين بما فيهم بطلة الفيلم "بشري" كانت بعيدة عن لياقتها الفنية.. ليس هذا "باسم سمرة" فهو يضع تعبير ثابتاً علي وجهه لا يغيره و"عمرو واكد" لم يعثر علي شيء مميز للشقيقين التوأم فكانا في الملامح والسلوك صورة طبق الأصل.. "سوسن بدر" خصلة شعر بيضاء في الباروكة وعصا تمسكها في يدها لتصبح عجوزاً ولا شيء أكثر من ذلك.. "أحمد راتب" يبدو كأنه جاء للاستديو ليوقع «حضور» وغادر الاستديو بعد أن وقع «انصراف» ولم يترك أي بصمة علي الشاشة.. لا توجد عناصر فنية لعبت أي دور علي الشريط السينمائي.. لم يستطع مدير التصوير "أحمد حسني" أن يحقق حالة الترقب باستخدام الإضاءة ولم ينجح مونتاج "غادة عز الدين" في التأكيد علي حالة التوتر ولم اشعر بأن موسيقي "وجيه عزيز" تضيف شيئاً لأنه في الحقيقة لم يكن هناك أي شيء مصدق في الفيلم فهم جميعاً ضحايا المخرج!!
إنه بالفعل فيلم ينتهي داخلك قبل أن تقرأ كلمة النهاية علي الشاشة.. ولا أتصور أن البطولة تصنعها فنانة لمجرد أنها منتج منفذ كما فعلت "بشري".. سبق وأن رأيت "بشري" في أكثر من دور تليفزيوني ونجحت في إثبات تواجدها وكانت ملفتة مع "أحمد عيد" في فيلم "أنا مش معاهم" وهي في هذا الفيلم تحتل أيضاً نفس المساحة ولكن بلا دور ولا تواجد حقيقي.. نعم كتابة اسمها علي التترات أثار مشكلة عندما جاء سابقاً لعمرو واكد إلا أنني أري أن الأمر لا يستحق هذا التناحر فلن يضيف لهما هذا الفيلم شيئاً، بل إن الاسم الذي يأتي سابقاً في التترات والأفيش هو الذي يتحمل المسئولية الأدبية أمام الجمهور، فإذا كانت "بشري" قد قررت التضحية بنفسها وتحمل القسط الوافر من هذه الجريمة السينمائية فإن الأولي بعمرو واكد أن يوجه لها الشكر علي كل هذه "الجدعنة"!!
************
«فيروز» .. أشواق في القلب وأشواك علي الطريق!
· فيروز والرحبانية شكلوا في الوجدان الغنائي العربي قطباً موازياً للغناء المصري
· زيارات «فيروز» تصل إلي حدود الندرة، آخر حفل لها في مصر كان قبل أكثر من 27 عاماً!!
نحن الآن علي أبواب حفلات الصيف، ولهذا فإنه علي الفور يصعد اسم المطربة الكبيرة فيروز وفي كل موسم غنائي في كل مهرجان غنائي في كل حفلة غنائية يتردد اسم المطربة الكبيرة "فيروز" ودائماً ما تغيب فيروز عندما تفكر دار الأوبرا المصرية في إقامة مهرجان غنائي، فلا شك أن أكبر صوت عربي لا يزال يقدم فن الغناء الأصيل الجميل هو صوت فيروز، وهكذا يصعد اسمها إلي المقدمة وتبدأ المفاوضات بين الجهة المنظمة للمهرجان وفيروز وتتعثر المفاوضات ولا تصل الأطراف إلي اتفاق مشترك ولا إلي أرض محايدة يقف عليها الطرفان، حيث إن شرط فيروز الذي تتناقله أجهزة الإعلام المصرية هو المليون دولار ثم لا تلبث المفاوضات أن تبدأ في الدورة التالية للمهرجان وتحدد فيروز شرط المليون دولار، وهو ما تراه دار الأوبرا مبالغاً فيه ومتجاوزاً أيضاً إمكاناتها رغم ذلك فإن الأمل لم يتوقف ويري البعض أن هذا شرط تعجيزي تفرضه فيروز حتي تتهرب من الغناء في مصر، وهو ما يتردد أيضاً عندما توجه وزارة السياحة المصرية دعوة إلي فيروز لكي تكرم في المهرجان الرسمي للأغنية أو مهرجان الفيديو كليب وغيرهما من المهرجانات الغنائية وتعتذر فيروز ليس بسبب المليون دولار هذه المرة ولكن لأنها لا تحب الترحال خارج بيروت إن المرات القليلة التي جاءت فيها فيروز للقاهرة بصحبة الأخوين رحباني الراحل "عاصي" زوجها و"منصور" شقيقه الذي رحل قبل شهرين زيارات "فيروز" تصل إلي حدود الندرة ولا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة إلا بعدد قليل، لكنها لا تتجاوز أبداً عدد أصابع اليدين. آخر حفل لها في مصر كان قبل أكثر من 27 عاماً!!
البعض يعتبر أن فيروز لها موقف معاد لمصر وللغناء المصري، حيث إن فيروز والرحبانية شكلوا في الوجدان الغنائي العربي قطباً موازياً للغناء المصري ولا يعني التوازي أن القطبين متساويان في القوة متضادان في الاتجاه ولكن لا شك أن فيروز والرحبانية قدما للأغنية مذاقاً مختلفاً ولا أقول متناقضاً ليس فقط علي مستوي الألحان وأسلوب الغناء لكن أيضاً الكلمة الشاعرية عند منصور وعاصي لا نستطيع أن نعتبرها امتداداً ولا ترديداً لما كتبة شعراء الأغنية الكبار في مصر أمثال مأمون الشناوي وحسين السيد ومرسي جميل عزيز.. ولم تغن في مصر إلا لسيد درويش أعمالاً فولكورية مثل "طلعت يا محلا نورها" وللموسيقار محمد عبد الوهاب وقصائد "مر بي" و"سكن الليل" و"سهار" وعدداً من أغانيه القديمة مثل "خايف أقول اللي في قلبي"، وبتوزيع موسيقي للرحبانية سوف تجد أن نبض التوزيع الموسيقي الرحباني كان له طغيان واضح ولم تغن سوي للشاعر مرسي جميل عزيز قصيدته "سوف أحيا".. الرحبانية شكلوا ملامح فيروز الغنائية ولم يدخل خلال العشرين عاماً الأخيرة علي خط عاصي ومنصور إلا "زياد الرحباني" الذي أكمل مسيرة والده عاصي وعمه منصور.
وفي حياة "منصور" و "عاصي" سمحا لعدد محدود جداً من الملحنين اللبنانيين لتقديم ومضات علي صوت فيروز أشهرهم الراحل "فيلمون وهبة" ولكن ستلاحظ أن التوزيع الموسيقي للرحبانية له دائماً اليد العليا.. الرحبانية أيضاً مقلون في التلحين خارج نطاق فيروز كان هناك مشروع أغنية "دوارين في الشوارع" تأليف وتلحين وتوزيع الرحبانية وبدأ خيط هذا اللحن في البداية متجهاً إلي صوت عبد الحليم حافظ ولكن تراجع عبد الحليم وفي اللحظات الأخيرة فأصبح اللحن من نصيب "نجاة" بينما غني عبد الحليم "ضي القناديل" من تأليف وتوزيع الأخوين رحباني وتلحين محمد عبد الوهاب وكالعادة التوزيع الموسيقي هو الأكثر حضوراً.. الرحبانية كان بينهم وبين فيروز زواج فني "كاثوليكي" حالة خاصة جداً لا تدري ما هو المنبع وما هو المصب أين تبدأ فيروز وأين تنتهي ومتي يبدأ الرحبانية هل ألهم صوت فيروز الرحبانية لتقديم هذا الإحساس الغنائي.. أم أن الرحبانية عندما قدم لهما الملحن اللبناني حليم الرومي صوت فيروز قبل نحو 55 عاماً. بدأ معالم تشكيل هذا الصوت يحمل ثورة غنائية مغايرة تعبر بالضبط عما يجيش داخل منصور وعاصي .. اختلف الأمر بالطبع بعد رحيل عاصي، حيث حدث انفصال بين فيروز ومنصور وكان هناك مشروع لثلاث قصائد تغنيها فيروز من تلحين الموسيقار رياض السنباطي، ولكن بعد البروفات لم تسجل فيروز هذه القصائد ورحل السنباطي في مطلع الثمانينيات ولا يزال مصير هذه القصائد غامضاً.. يوجد لدي المطرب أحمد السنباطي ابن رياض السنباطي تسجيل نادر لوالده لبروفة مع فيروز علي العود لإحدي هذه القصائد ولكن فيروز لن تسجل هذه القصائد بصوتها.. فهي حالياً لا تغني إلا من تلحين وتأليف زياد رحباني.
تعمدت أن أقرأ معكم بعض عناوين من كشف حساب فيروز والرحبانية المليء بالصفحات المضيئة والتي تحتاج إلي مساحات أكبر لكن لا يتسع المجال لسرد أكثر من واقعة وحكاية وموقف لأن ما أرمي إليه هو أن فيروز "جارة القمر" قيمة غنائية عربية وهي أعلي قامة غنائية حالياً.. وسواء غنت في مصر ولبت الدعوة لحفل في الأوبرا أو غيرها أو قبلت التكريم أو لم تقبله فهذا لا يعني شيئاً.. إنها حرة في الاختيار وهي بطبيعتها مقلة جداً في إقامة الحفلات والغناء خارج حدود لبنان وخارج إطار الرحبانية وامتدادهما "زياد" لقد ظلت علي مدي ربع قرن بعيدة عن الغناء في دمشق ولم تحطم هذا القيد الذي وضعته بنفسها إلا العام الماضي عندما تم اختيار دمشق عاصمة الثقافة العربية وغنت هناك رغم ما أحاط هذه الحفلات من اعتراضات سياسية!!
هل تعثرت المفاوضات لإقامة حفل لها في مصر بسبب معوقات مادية؟ حتي لو صح هذا فلا ينبغي لنا أن نضعه في إطار إنكار جميل مصر ولا قيمة مصر التي غنت لها فيروز في السبعينيات قصيدة «مصر عادت شمسك الذهبي» إن لفيروز في مصر عشاقاً ومريدين ينافسون عشاقها في كل أرجاء الوطن العربي.
اختيارات فيروز هي حق مطلق لها والثمن الذي تطلبه لإحياء الحفل وللفرقة الموسيقية والكورال المصاحب لها لا أراه مبالغاً فيه إذا عقدنا مقارنة بين أجر محمد سعد أو عادل إمام عن الفيلم الواحد والذي يتجاوز الآن المليون وربع المليون دولار نجد أن مليون دولار لا يعد كثيراً إذا طالبت به فيروز ثم راجعوا أجور عمرو دياب ونانسي وشيرين وهيفاء في الحفلات.
لماذا أحكي الآن عن فيروز لأننا في عز موسم الصيف وفي كل صيف نترقب أن تأتي جارة القمر إلي مصر وعندما تتعثر المفاوضات تتلقي فيروز سهام الغضب التي تحاول عبثاً أن تحجب نور "جارة القمر".. إن "فيروز" يحمل لها المصريون «أشواق» لكن البعض يريد أن يحيل أشواق الترقب والانتظار واللهفة إلي "أشواك" تجرح وتدمي وتقتل!!
***********
قبل الفاصل
أصبحت "سوسن بدر" - راكور - ثابت في أفلام الصيف.. إنها الاسم الذي تراه في أغلب الأفلام المعروضة الآن وعلي هذا تستطيع أن تقول وأنت مطمئن إنها اشتركت في كل الأفلام ما عدا "بوبوس" و "عمرو وسلمي".. "سوسن" واحدة من أكثر الفنانات موهبة ليس فقط في هذا الجيل ولكن في تاريخنا الفني علي الإطلاق، ولكن يبدو أنها لم تتعود أن تقول لا أمام أي دور أو أي تعاقد، ورغم ذلك فمن بين خمسة أفلام شاركت فيها أتوقف أمام فيلمي "احكي يا شهرزاد" و "الفرح" والباقي أنسي!
عندما سألوا الأديب الكبير "جمال الغيطاني" عمن يستحق "نوبل" من كتاب العربية بعد "نجيب محفوظ"؟ أجابهم أنا طبعاً لا أجد غيري.. أستاذ "جمال" أنت ولا شك روائي كبير، ولكن كان ينبغي ألا تنسي أنك لست في الميدان وحدك.. هل يمكن أن تغفل.. علي الساحة المصرية "بهاء طاهر" و "إدوارد خراط" وكل منهما يستحق.. ولن أقول أحق ب "نوبل"!!
لا يزال الكاتب الكبير "مكرم محمد أحمد" يمارس مهنة الصحافة.. قرأت له مؤخراً علي صفحات الأهرام حواراً مع "د.محمد مصطفي البرادعي" مدير عام الطاقة النووية.. يؤكد لي الأستاذ "مكرم" أنه "جورنالجي" من الطراز الأول يلتقط الخبر ويجري حواراً ويكتب تحقيقاً.. درس أتمني أن يستوعبه بعض الزملاء الذين يعتقدون أن الصحفي لكي نصفه بأنه كبير فإنه لا يمارس سوي كتابة المقالات والأعمدة!!
أري أننا نضيع كثيراً من الجهد ونحن نبحث عن فضيحة أخلاقية تغطي علي هزيمتنا في جنوب أفريقيا بعد أن اكتشفنا أن اللاعبين لم يمارسوا الرذيلة مع بنات الليل.. صار الاتهام يلاحق عدداً من المذيعين وبعض الفنانين الذين صاحبوا الفريق اليومي.. الغريب أن بعض القنوات الفضائية وبرامج "التوك شو" تتسابق الآن لتحقيق هذا الهدف في سمعة مصر!
اكتشفت أن الزمن مر سريعاً عندما قالت المذيعة نستمع إلي "سميرة سعيد" في أغنية "قال جاني بعد يومين" التي مضي عليها عندما سمعتها لأول مرة 25 عاماً.. وكأنهم يومان!!
إهداء دولة مهرجان الأغنية السابع إلي "محمد فوزي" ينبغي أن يتواكب مع إعادة دراسة سر إبداع هذا العبقري الذي لاتزال موسيقاه بعد 43 عاماً علي رحيله حية ترزق بيننا!!
أول قرار أنتظر أن تصدره "انتصار شلبي" رئيسة الإذاعة المصرية هو إعادة الروح مرة أخري إلي إذاعة الأغاني التي بدأت إرسالها منذ 9 سنوات، وهي قادرة علي جذب الجمهور للإذاعة المصرية وانتهي بها الأمر لكي تصبح أحد أهم أدوات الطرد للمستمعين!
سيظل السؤال بلا إجابة.. هل جرت اتصالات سرية وجس نبض بين وزارة الثقافة و"د.علي السويسي" منسق مهرجان البحر الأحمر كانوا يريدون اكتشاف إمكانية عرض أفلام إسرائيلية داخل فعاليات المهرجان وبعد أن علا صوت "السويسي" بالغضب تم إقصاؤه؟! من الواضح أن المنسق السابق للمهرجان لا يملك دليلاً علي أن هناك من طلب منه شفاهة ذلك فلم تكن المراسلات مكتوبة، ورغم ذلك فأنا أتوقع أن الأيام القادمة سوف تقدم بعض الإجابات عن هذا السؤال!!
tarekelshinnawi @yahoo.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.