· السياحة الصحراوية في حاجة للأعمال وليس بالنشرات السياحية وكلام «المكلمنجية»!! · مداخل الواحات البحرية لا تليق بالسمعة السياحية .. وأين دور الأجهزة المحلية؟ فعلا واحات «مصر» في حاجة إلي الزيارات لتفقد الأحوال ولرؤية المشاهد الصحراوية والقاء الضوء علي النظرة المستقبلية للسياحة الصحراوية.. ورغم متعة المشاهدات والتجول بالسيارات داخل المساحات الشاسعة من صحراء الواحات إلا أنه توجد الأمور التي تستلزم اتخاذ قرارات فورية بعيدة عن اللكاعة والروتينية... بل ويجب أن يكون هناك استنهاض حقيقي لدفع السياحة الصحراوية لأنها في حاجة إلي فكر العقول وأعمال الرجال..والغريب في الأمر أنه اثناء توجهي للواحات البحرية في الأسبوع الماضي مع جماعة «الهجرة للجنوب» التي أسسها صديقي « ابو العباس محمد» الصحفي وابن جنوبالوادي واثناء الرحلة وطوال 400 كيلومتر لم نجد سوي استراحة واحدة متواضعة الحال كاستراحات عمال التراحيل، بل ومحطة بنزين واحدة ومهملة وهي عبارة عن محطة عشوائية وتابعة للتعاون.. للأسف استراحة لاتليق إذا وقفت مجموعة سياحية لتلتقط الأنفاس.. فهل عجزت الأجهزة المسئولة عن هذا الطريق، بل والشركات السياحية عن اقامة استراحات لائقة لن تكلف كثيرا من الأموال مادامت محافظة 6 أكتوبر شعارها التجاهل والإهمال لأن الحال «خربان»! ولكن أجمل مافي الواحات البحرية الناس والأهالي، حيث الترحاب وكرم الضيافة وجلسات السمر والغناء البدوي الأصيل والجميل وما أحلي أن تستمع لشدو الشاعر البدوي الأصيل.. عبدالصادق البدرماني، وهو من رجال التعليم وخرج علي المعاش وكان وكيلا للوزارة. هو شاعر ومؤد وفنان ويجيد العزف علي السمسمية وهي بالمناسبة آلة مصرية قديمة ومصدرها الأساسي النوبة القديمة واجمع المصريون علي العزف عليها ومنذ آلاف السنين وللآن، ثم ما أحلي صوت «المجرونة» وهي تماثل «الناي» ولكن طولها لايتجاوز ال20 سنتيمترا وطولها أقل من «المسطرة» ومن أشهر عازفيها في الصحراء أحمد سامي الذي يشارك بها في اللقاءات والمناسبات والليالي الصحراوية الملاح.. في هذه الرحلة كان بصحبتنا ابن الواحات «أحمد الشيمي»، وهو بالمناسبة خريج كلية التجارة جامعة عين شمس ويجيد عدة لغات ويعرفه مرتادو الصحاري المصرية لأنه منظم رحلات شهير، بل يشارك البعثات الأجنبية في اكتشافاتها ويمضي معهم الليالي، بل والشهور ويقول إن السياحة الصحراوية في حاجة إلي نهضة فعلية وليست نهضة كلامية ويتمني أن يقوم زهير جرانة وزير السياحة بزيارة الواحات ليشاهد بنفسه الأحوال ليصدر قراراته السريعة لزيادة نهضة السياحة الصحراوية ويقول أيضا إن الاهتمام الآن منصب علي مناطق المنتجعات السياحية في الغردقة وشرم الشيخ ومرسي علم، فماذا يمنع من أن يكون الاهتمام ايضا بمناطق الواحات أم أن الأمر يستلزم زيارات الرئيس مبارك حتي يتفاعل المسئولون مع قاطرة السياحة المصرية التي لاتهتم بالسياحة الصحراوية؟! والله عنده حق أحمد الشيمي.. فعلا السياحة الصحراوية في حاجة إلي التنشيط لا« التمويت»، خصوصا أن هناك الكثير من المزارات السياحية والمعالم الأثرية والتراثية.. لن أتحدث عن جمال الصحراء البيضاء ولا عن وادي المومياوات الذهبية ولا عن معبد الاسكندر الأكبر ولا عن معبد «امنحوتب حوي»، بل توجد مقبرة «بتاتينيو»، حيث الرسوم الفرعونية بمنطقة يوسف سليم بالباويطي، وهناك ايضا منطقة المفتلة بل توجد بحيرة مالحة في قلب الواحات البحرية وما أجمل رؤية ساعة الشروق والغروب وكأنك علي جبل موسي بمنطقة الطور وما بالك من مشاهد مساحات النخيل، وهو بالملايين وايضا توجد عيون المياه الكبريتية التي يمكن استغلالها في السياحة العلاجية وقد تصاب بالصدمة من حال منطقة حمام الاستشفاء ببئر «سيجام»، حيث المياه الكبريتية. تصور سوف تجد الاهمال وهذا الحمام مغلق منذ عدة أعوام وامامه يافطة اصبحت مربطا «للحمار»! فمن هو المسئول عن هذا الاهمال.. عموما الكلام عن «الواحات» سوف يطول من خلال ما سنكشفه بكلام الأصول!