· لم تشعر إدارة المهرجان بحجم التناقض الذي وقعت فيه؟!.. أم أنها اعتبرت هذه الدورة «هندية» دورة جديدة، ورقم جديد «33» في عمر ومشوار مهرجان القاهرة السينمائي، وتشعر- لأول وهلة- أنه لايأتي بجديد، تقليدي، أوقل أنه إعادة استناخ للدورات السابقة..ولكن الافتتاح يقول أن هناك شيئا مختلفا، لاتعرف ماهو بالضبط؟!دعونا نحاول أن «نعرف» ماهو هذا الشئ، وقبل أن نرفع الستار عن ثلاث فتيات يرقصن بشكل تعبيري بأزياء حمراء وزرقاء وخضراء، ولاتعرف بالضبط لماذا تقرر أن تكون رؤوسهن «صلعاء»!.. ففي البداية نجد أن اكثر من نصف عدد الضيوف الذين عبروا السجادة الحمراء ليسوا من الوسط السينمائي، سيدات قررن نقل اجتماعات الروتاري والليونز إلي دار الأوبرا، ووجوه مختلفة من الرجال سبق أن شاهدنا بعضها في جلسات مجلس الشعب، أو علي شاشات التلفزيون بوصفهم رجال أعمال، هناك اناقة ملفتة وعطور متطايرة، وعدد لابأس به من النجوم، ليس من بينهم نجومنا الشباب«!!».. الا يستحق هذا الانتباه!.. ونحاول أن نقترب من الصورة أكثر فمن رعاة المهرجان هذا العام ولأول مرة: محمد أبو العينين، ومحمد فريد خميس، وخالد محمد نصير، أما الراعي السابق نجيب ساويرس فقد جاء بوصفه من ضيوف الشرف، وبكل تأكيد هناك رجال أعمال آخرون لم أتعرف عليهم!.. ماهي الحكاية بالضبط؟.. هل جاء هؤلاء لمجاملة الوزير فاروق حسني، وساهموا في رعاية المهرجان بطلب منه؟!.. أم حضروا كنوع من جس النبض للاستثمار في السينما التي هي «كنز» لايعرف قيمته إلاالماهر والمثقف من رجال الأعمال؟!. عموما هذامشهد لايمكن أن نتجاوزه عند قراءة «ضيوف» حفل الافتتاح!. المشهد الثاني جاء من كلمة عزت ابوعوف رئيس المهرجان حيث يعترف بكثير من الشجاعة أنه بدأ يدرك قيمة رئاسة مهرجان القاهرة، وأنه هذا العام يتعامل مع المهرجان بفهم أكبر وأكثر وعيا.. وعلي ما فهمت أنه ادرك أنه ليس مجرد «ممثل» يلعب دورا في المهرجان، إنما هو اللاعب الرئيسي الذي يقود.. واتمني أن أكون ما فهمته صحيحا!. المشهد الثالث كان في اختيار «الهند» كضيف الشرف، واختيارسينما في دولة ما لتكون ضيف شرف فكرة جاء بهاشريف الشوباشي منذ 6 سنوات ومنحت المهرجان خصوصية، وسرعان ماحاول تقليدها مهرجان مراكش المغربي!.. هي فكرة جيدة إذن، ومع احترامي وتقديري للافلام الهندية التي جاءت، والضيوف الذين حرصوا علي الحضوروعلي رأسهم المخرج الهندي الكبير أدور جوبا لاكريشنان، إلا أن صعود سفير الهند علي المسرح لإلقاء كلمة يعد أمرا غيرمناسب في مهرجان كبير مثل القاهرة، فمثل هذا يحدث عند إقامة الاسابيع الثقافية «الحكومية» ومهرجان القاهرة ليس مناسبة حكومية حتي لو كان الراعي الرئيس له وزير الثقافة!.. وبالمناسبة هل استضافة الهند تعني الغاء القرار الوزاري بتحجيم عرض الأفلام الهندية في مصر بحيث لاتزيد علي خمسة أفلام حتي لاتنافس الأفلام المصرية؟.. وهل يعود العصر الذهبي للافلام الهندية في صالات العرض المصرية وترجع أيام: سنجام، وسوراج، وماسح الأحذية؟! المشهد الرابع يتلخص في أن المهرجان يهدي دورته هذا العام لاسم العبقري السينمائي شادي عبدالسلام، ويقيم احتفالا خاصا للاحتفاء بأفلامه ويعرض فيلم المومياء، والمعني أن المهرجان يكرم نوعية خاصة ومهمة في تطور حركة السينما..ولكن في المقابل نجد أن المكرمة الأولي هي نادية الجندي،وأنا لست ضد تكريم السينما التجارية ورموزها! ولكن لم تشعر إدارة المهرجان بحجم التناقض الذي وقعت فيه؟!.. أم أنها اعتبرت هذه الدورة «هندية» إذن لامانع أن يتضمن شريط المهرجان الرقص والغناء والمليودراما والرومانسية وملامح من الواقعية! المشهد الخامس: خرج المهرجان اكثر تنظيما وانضباطا في حفل افتتاحه، ولم يتاخر عن موعد بداية المعلن سوي 9 دقائق، وهذا أمر إيجابي بجد!.. أما علي خشبة المسرح فكانت الموسيقي المصاحبة لإعلان اسماء لجان التحكيم ثم المكرمين سمك لبن تمر هندي. أي كلام!! المشهد السادس: خرج الحفل بسيطا ومحترما، وكان اختيار عمرو واكد ودنيا سمير غانم لتقديم الحفل موفقا. المشهد السابع: بقدر ما كانت كلمة النجمة الهوليودية المكسيكسة الاصل سلمي حايك جيدة ومختارة بعناية في مدحها لعمل نجيب محفوظ «زقاق المدق» الذي لعبت بطولته وساهم في شهرتها، كانت كلمة نادية الجندي التي اسعدها التكريم، لمدح فاروق حسني وصموده في معركة اليونسكو: مجاملة في غير موضع!.. أما الطف الاخطاء فكانت في لحظة تكريم المخرج الايطالي الكبير مارلو بولويو الذي داعب إدارة المهرجان بكلمات ساخرة تتفق مع اسلوب أفلامه حين أشار بأن المشهد الذي قدم قبل إعلان اسمه للتكريم ليس من اخراجه «!!».