· نبيل عبدالفتاح: حلايب وشلاتين ليست أرضا متنازعاً عليها وفقا للاتفاقيات الدولية في الوقت الذي وقفت فيه مصر بجانب الرئيس السوداني عمر البشير أثناء أزمته الشهيرة مع المحكمة الجنائية، عندما أصدر القاضي «لوكومبو» قرارا باعتقال البشير ومعاقبته كمجرم حرب، يحاول السودان إثارة قضية حلايب وشلاتين، وهل هي حدود مصرية أم سودانية؟! فلم يكن البشير ينتهي من أزمته، حتي صدرت تصريحات سودانية تؤكد اعتبار حلايب وشلاتين ضمن الدوائر الانتخابية السودانية. وهو ما اعتبره محللون انتهاكا للسيادة المصرية علي أراضيها.. وقالوا إن البشير لا يستطيع اتخاذ مثل هذا القرار، لأنه لا سلطة للسودان علي هذه المنطقة، التي اعتبرها محللون مصرية مائة بالمائة واعتبرها آخرون حدود متنازع عليها.. قال نبيل عبدالفتاح الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: حلايب وشلاتين ليست أرضا متنازعا عليها وفقا للاتفاقيات الدولية بهذا الصدد، وعلي السودان أن يحترم هذه الاتفاقيات لأن المواطنين المصريين هناك يحملون الجنسية المصرية وبعضهم ممثل في الهياكل الإدارية والسياسية، ويشاركون في الانتخابات والاستفتاءات العامة في مصر.. فأي عمل يتعارض مع ذلك يعد انتهاكا للسيادة المصرية ولا يمكن لمصر أو أي حاكم أو مسئول أن يتنازل عن سنتيمتر واحد من أراضيها. ويضيف عبدالفتاح : أعتقد أن محاولة ادخال حلايب وشلاتين كدائرة انتخابية في السودان وجزء من الألعاب السياسية الفاشلة في السودان فعندما يواجه بعض أفراد النخبة السياسية في السودان أزمات اقتصادية أو عسكرية يلجأون إلي إثارة هذا الموضوع لعدة أسباب: أولها إستثارة وتعبئة الجماهير السودانية في مواجهة مصر، بجانب الالتفاف علي الازمات التي تواجههم في هذه الفترة بالغة الحرج خاصة مع تزامن مؤتمر الحزب الوطني الحاكم هناك، فهو نموذج للدولة الفاشلة والحكم هناك ، فمو نموذج للدولة الفاشلة والحكم الفاشل منذ ما يسمي «بانقلاب الانقاذ». ويؤكد الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات السياسية والاستراتيجية أن القضية شائكة ويقول في اعتقادي أن حلايب وشلاتين مصرية، وإثارة هذه القضية الآن بين البلدين لاتخدم سوي أمريكا وإسرائيل، وهناك محاولة لاشغال البلدين بملف جديد، وهما مثقلان بعشرات القضايا المهمة فلو أخذنا السودان نموذجا، فهناك صراعات دارفور والانقسامات، فمن المفترض ألا يفتح السودان جبهة جديدة، وهذا خطأ استراتيجي كبير وقع فيه السودان، حتي لو كانت له حقوق في هذه الحدود، لأن ذلك سيؤثر علي السودان والعلاقات المصرية السودانية. ويضيف : مصر والسودان بلدان كبيران مهمان في المنطقة، ومن المنتظر أن يتم فتح ملف مياه النيل في محاولة جديدة لاشغالهما عن القضايا الأخري. وردا علي سؤال حول صمت الخارجية المصرية قال: «الخارجية» لا تريد اتخاذ موقف انفعالي فالمطلوب التصرف بدبلوماسية وليس بعصبية وحول ما إذا كانت هناك أياد خفية وراء إعلان البشير ذلك قال.. مدير مركز يافا: ستكون هناك ألغام متفجرة كثيرة خلال المرحلة المقبلة وأن التسرع السياسي هو اليد الخفية، وربما تكون إسرائيل في الصورة، لانها المستفيدة من ذلك.. ويري الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب أن هذا الموضوع يفتقد للحكمة، فالسودان في حاجة لمن يدعمه، وأن السودان اختار التوقيت الخطأ لإثارة الموضوع مع البلد الخطأ، مؤكدا أن حلايب وشلاتين من الناحية التاريخية مصرية وتساءل الفقي، لماذا يفتح السودان هذا الملف الآن؟! وكان أولي بها أن تفتح ملف التكامل بين البلدين. وأضاف:لجأت مصر إلي القضاء الدولي لحسم الأمر لصالحها وعن صمت الخارجية علي ذلك قال: لا يجب أن تستعجل ولا يستحب ذلك، لأن الملف يحتاج حكمة..