قضية النظافة أو الزبالة هي القضية الاشهر طوال الاسابيع الماضية وكانت هذه القضية ومازالت.. الشغل الشاغل لأجهزة الإعلام المختلفة.. واستحوذت محافظة الجيزة علي النصيب الأكبر من الانتقادات والاتهامات وحملوا محافظها الحالي كل الأوزار والخطايا!.. بداية تعالوا نناقش هذه القضية بهدوء ودون انفعال في رأيي الشخصي أن تفاقم هذه المشكلة وظهورها علي سطح الأحداث بهذا الشكل يرجع إلي عدة أسباب أولها الشركات الاجنبية التي تم فرضها علي بعض المحافظات وأولها الجيزة! بعقود وشروط اذعان تصب كلها في صالح الشركات الاجنبية وبالتالي لايتحمل محافظ الجيزة الحالي اللواء سيد عبدالعزيز ولا المحافظ السابق ومحافظ أكتوبر الحالي الدكتور فتحي سعد ولا المحافظ الأسبق للجيزة المستشار محمود أبو الليل تبعات هذه المشكلة. وإنما يجب أن نوجه أصابع الاتهام، كما قلت علي من فرض هذه الشركات علي المحافظات وأولها بالطبع محافظة الجيزة، وعندما رأي اللواء سيد عبدالعزيز أن الشركة الأجنبية المسئولة عن النظافة لاتؤدي دورها بالشكل المطلوب استخدم حقه كمحافظ وفرض غرامة علي الشركة التي رفضت ذلك وتوقفت عن العمل، اما السبب الثاني لتفاقم المشكلة فيرجع إلي إعدام الخنازير التي كانت تعتمد في غذائها علي كميات كبيرة من الزبالة.. وبالتالي أدي إعدام الخنازير وتوقف أكبر مزرعة للخنازير علي حدود ميدان لبنان بالمهندسين إلي تراكم كميات ضخمة من هذه المخلفات.. وكانت البطالة التي يعاني منها المجتمع المصري السبب الثالث لهذه المشكلة وقد يسألني أحدكم ما علاقة البطالة بمشكلة الزبالة!.. كثرة اعداد العاطلين عن العمل دفعت أعدادا منهم للبحث عن بقايا زجاج أوكرتون و خلافه لبيعها والحصول علي ثمنها! وبعضهم وهذا هو الاخطر كان يبحث في صناديق الزبالة عن بقايا طعام لأنه لايملك ثمن قوت يومه! عملية البحث العشوائي هذه تؤدي بالطبع إلي تناثر محتويات صندوق الزبالة في المنطقة المحيطة به.. بالاضافة للسلوك الخاطئ من بعض المواطنين الذين يلقون بأكياس القمامة التي حملوها من منازلهم في أرض الشارع بدلا من وضعها في الصندوق لتعبث بها الكلاب والقطط الضالة وبعثرة محتوياتها! ويبقي سبب جوهري ادي إلي ابراز هذه المشكلة وتصعيدها والحديث المستمر عنها في وسائل الإعلام.. وهذا السبب في رأيي المتواضع أن علية القوم ولفيف من رجال الإعلام يقطنون في مناطق الدقي والمهندسين وقد فطن بعض الخبثاء الذين يريدون تضخيم المشكلة لهذه الجزئية فراحوا في الجزء الأخير من الليل يبعثرون كميات من الزبالة في هذه المناطق.. وقد حدثني احد المحافظين السابقين لاحدي محافظات الدلتا بأنه رأي عند عودته من صلاة الفجر بعض الاشخاص يحملون كميات من الزبالة في اجولة ويقومون بتوزيعها علي أماكن مختلفة في ميدان لبنان والشوارع المحيطة به!.. صدقوني لو كانت المشكلة تخص الجانب الآخر من المهندسين والدقي مثل بولاق الدكتور وأرض اللواء وأبوقتادة وأمبابة ما حظيت بهذا القدر من أضواء الإعلام فهذه المناطق الشعبية والمناطق الريفية كانت تابعة لمحافظة الجيزة ولايسمع احد شيئا عن مشاكل أهلها وبقيت المناطق الشعبية تابعة لمحافظة الجيزة وانتقلت تبعية المناطق الريفية إلي محافظة 6 أكتوبر واعتقد أن الدكتور فتحي سعد محافظ أكتوبر هو أسعد الناس بهذا التقسيم الجديد لأنه ارتاح من دوشة وصداع المناطق الراقية في الدقي والمهندسين وأهلها المسموع كلامهم، هذه بعض اسباب المشكلة فما هي الحلول للقضاء عليها، أولا .. يجب تأسيس شركات وطنية للعمل في مجال النظافة وجمع المخلفات شركات تساهم فيها بنوك وافراد برأس مال كبير لشراء معدات وتشغيل ايد عاملة وأنا واثق أن مثل هذه الشركات سيكتب لها النجاح وياحبذا لو أقامت هذه الشركات مصانع لتدوير المخلفات لصناعة السماد وخلافه ويجب أن تلعب وزارة البيئة دورا في مشكلة الزبالة والمخلفات التي تسبب أكبر الاضرار للبيئة المصرية فاذا لم يكن للوزارة دور في هذا المجال فلا داعي لوجودها! لاتحملوا محافظ الجيزة الحالي أو السابق أو القادم مشكلة النظافة فالمشكلة لايتحملها محافظ فقط، ولكنها مسئوليتنا جميعا أفراد ومسئولين من ميدان لبنان إلي ميدان الرماية بالهرم هذا الميدان الذي تم تطويره وقد اشدت من قبل بهذا التطوير والتغيير الذي لحقه وكان وقت الانتظار في هذا الميدان بعد التطوير يحسب بالثواني الموجودة علي الاشارة الضوئية فماذا جري لهذا الميدان؟ هل اصابته عين الحسود، منذ ايام وحتي كتابة هذه السطور مساء الاربعاء الماضي اختفت الاشارة الضوئية وعادت العشوائية تزحف إلي الميدان! سيارات الميكروباص تقف في المنطقة المحيطة بالميدان! عساكر المرور يضربون لخمة في تنظيم حركة المرور التي كانت الاشارة الضوئية تقوم بدورهم! انني اضع هذه الملاحظات أمام اللواء سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة واللواء كامل ياسين مدير المرور، واتمني أن اتلقي اجابة تشفي غليلي! نجاح الصاوي