هذه المقولة لم تأت من فراغ، فلها حكاية حدثت ذات يوم في قديم الزمان في أحد الحمامات الشعبية للنساءحيث حدث حريق كبير فأسرعت النساء هاربة من النار وهن يهرولن مسرعات عرايا إلا بعض منهن استحيين أن يخرجنا عرايا وفضلن أن يمتن حرقا علي أن يخرجن عرايا وتري الناس عورتهن فكن وقودا للنار ومن من استحيين فمتن.. وأتساءل أين ذهب الحياء؟ لماذا انقرضت هذه الصفة الأنثوية الرائعة من نساء اليوم فيتبارين ويتسابقن علي من تتعري أكثر. فأصبح جسد الأنثي مشاعا وفقد جاذبيته وسحره ونظافته وطهره كالحلوي المكشوفة التي تباع علي أرصفة الشوارع واصبحت وليمة شهية للذباب والحشرات ولم تكتف أنثي اليوم بكشف أكبر مساحة من جسدها لإثارة غرائز الرجال فخلعت برقع الحياء عن فكرها وعقلها ومشاعرها تقف ندا للرجل في تحد لايخضع للمنطق ولا للطبيعة البشرية فتكون هي الخاسرة ونسيت أن غموض المرأة هو سحرها، ففقدت دهاءها الأنثوي الذي وهبها لها الخالق العظيم وقد استوقفتني هنا «الجريئة» المخرجة الفنانة المذيعة بتاعة كله السيدة إيناس الدغيدي التي فرضت علينا في شهر رمضان من خلال شاشة التلفاز في لقب لم أفهمه بعد وهو «الجريئة».. وبالمناسبة كانت هذه الكلمة هي البطل في شهر رمضان ومحور جراءة هذه المذيعة العلاقة الجسدية بين الرجل والمرأة ونسيت أن هناك قضايا كثيرة وكثيرة جدا أهم من هذه العلاقات تستحق الجراءة الحقة ألا وهي المخدرات والبطالة والفساد والواسطة ورغيف الخبز والنظافة وأسألك أيتها الجريئة: هل عندك القدرة في اعلان سنك الحقيقي إذا سألك أحدهم عن هذا؟ وفي حديث لك مع الفنانة يسرا قلت لها إنني مؤمنة بالله ودائما أعطي «دعوات» ليسرا لتستعين بها قبل النوم.. أولا ياسيدتي المثقفة جدا اسمها أدعية وليست «دعوات» فالدعوات هي دعوة لحفلة أو وليمة ماعلينا أيتها الجريئة فلك مطلق الحرية في أن تتكلمي بجراءة مادام هناك من يسمح لك بذلك ولي أيضا مطلق الحرية في أن أدعو كل أنثي إلي العودة إلي الحياء والخجل الجميل الذي يبهج المرأة ويحيطها بهالة من النقاء والصفاء، فالمرأة الذكية أفضل بكثير من المرأة الجريئة التي تعلن عن مشاعرها وأسرارها الخاصة لتكون مشاعا، فلقد خلق الله الأنثي لتكون أجمل المخلوقات وخصها دون الرجل بالدهاء والقوة الداخلية غير المرئية وأمرها بالستر لتصون نفسها من الآخر، فعفة المرأة وسماحتها وقلة حديثها وخجلها وسكينتها وقدرتها علي العطاء الدائم دون أخذ ورجاحة العقل وخصوصيتها هي أقوي أسلحة الجمال والفتنة والأنوثة التي تفوق كل العطور والكريمات والسيلكون والذي منه، وما أجمل امراة خجولة وديعة تحتمي بظل رجلها وتتواري خلفه ليقود بها المسيرة.. تلك هي سنة الحياة. فمعذرة ياسيدتي التي أتحفتينا ببرنامج يعتمد علي الفضائح والتجريح وكشف المستور وهذا باتفاق مسبق مع الضيوف وأعتقد أنهم قبضوا مبلغا كبيرا من المال ليسمحوا بهذه الأسئلة التي أحيانا تخدش حياء المشاهد.. هل تعتقدين أن هذه جرأة؟ ومع أحترامي للفنانة يسرا كان أحلي وأتقن أدوارك التمثيلية هو حديثك مع السيدة إيناس الدغيدي في البرنامج الأخير.. وأتساءل لماذا تصرون علي أن المشاهد المصري غبي؟