وبدأ الغضب يزاولها يوما بعد يوم إلي أن مضي الأسبوع الأول وهو خارج البيت.. ارسلت إليه تقترح أن يتلاقيا ويتطارحا الافكار علهما يصلان معا إلي اقتراح يرتضيان بقليل من التضحية من جانبه وجانبها. تركت الاكتئاب وامتلأت بالأمل منها هو يعود. مهما كانت كلماته واقترحاته يكفي انه عاد. ارتدت اجمل ملابسها وابرزت انوثتها في الاطار الذي احبه فيها وخرجت للقائه في سيارته.. طلبت الذهاب إلي المقطم وقالت له: هل تتذكر يوم اشتريت لك السيارة وذهبنا إلي المقطم كان عيد ميلادك.. فتحت معه الحوار والحديث.. حدثته طويلا عندما كانت طالبة في كلية الطب وهو في كلية الحقوق وأنه بهرها بذكائه ووسامته وغرقت في حبه، حتي أنها أحبت الدنيا كلها في حبه انتهت دراستها وتزوجته في شقة صغيرة في الدقي. كانت اياما من السعادة الدائمة عاشا قصة حب عنيفة ونسيت كل شيء حتي عملها كطبيبة.. وأصبح هو كل شيء وانجبت طفلا جميلا وكان يزيد من سعادتهما فجأة توفي والدها وورثت عنه شقة فاخرة أمام نادي الصيد قدرت بأكثر من خمسة ملايين جنيه ومبلغ مالي كبير ولما بينهما من حب عنيف وولد جميل تنازلت له عن الشقة بعقد بيع ابتدائي ومبلغ خمسين الف جنيه ليفتح مكتب محاماة في شقة الزوجية الصغيرة في الدقي ويؤثثها بالفرش انتقلت مي وابنها إلي الشقة الفاخرة، وهو فتح مكتب المحاماة وانجبت بنتا جميلة ولكن انقلبت الأمور فجأة عاد يوما وقال لها إنه يريدها في مسألة هامة وهو يحاول أن يكتم ما في نفسه إلا أنه لم يستطع وهي لم تستعجله في قول ما يريد. قال لها إنه يريد أن يطلقها.. وقعت الكلمات عليها كالنار تلتهم ما بداخلها لم تستطع أن تصدق أذنيها وما سمعته استعادت كلامه لقد قرر أن يطلقها فسألت إن كانت هناك امرأة في حياته.. قال لها هي زميلة محامية كلها نشاط وحيوية.. تعلق بها ولايستطيع أن يتركها بعد أن أحبها.. هي قد اصبحت ممتلئة وتغيرت بعد الانجاب وأهملت نفسها وجسدها ومات حبه لها وقال لها بصراحة أنه سوف يطلقها لتعيش مع الطفلين في الشقة الصغيرة التي هي مكتب محاماة الآن، وهو ينتقل إلي الشقة الواسعة الفاخرة ويتزوج فيها، منها ذكرته بحبها وبتضحياتها وأن الشقة ميراثها من والدها المستشار كيف تتركها له وفيها كل ذكرياتها ولا تقدر بالمال. كيف تتركها لامرأة أخري تستمتع بها.تذكرت وهي تحادثه في السيارة كيف بدأ الغضب يوما بعد يوم إلي أن مضي أسبوع لم يأت فيها فأرسلت إليه وطلبت أن يتلاقيا ويترك لها الشقة الفاخرة ويعيد إليها المائة ألف جنيه الذي اثث بها الشقة.. ولكنه رفض هذا في التليفون ثم وافق علي اللقاء بشروط أن تترك الشقة وتعود إلي الشقة الصغيرة بدأت في ترتيب امورها بحثت عن العقد الابتدائي الذي وقعته له وبحثت عن المال فعثرت علي مبلغ مائة ألف جنيه.. هنا استردت حاجاتها ولكن من يرد لها عمرها الذي ضاع تذكرت كل هذا في السيارة وهي بجانبه تحاول إعادته إليها ومع اصراره قالت في بساطة لقد استرددت عقد الشقة ومالي هل تراني غبية حتي اتركها لامرأة أخري واعيش أنا وأولادي في شقة صغيرة.. يكفي أنك تقود سيارة بمال والدي أنك ندل حاولت النزول من السيارة ولكنه اوقفها وحاول جذبها وهي تحاول الفرار منه.. أخرجت من شنطة يدها مقصا وانهالت عليه لاتدري إن كان جنون مفاجئ اصابها.. أم حقد مخزون أم إحباط تفجر، وجهت له طعنات في يديه وجسده سقط علي إثرها بجوار السيارة وانهارت هي، نقل الاثنان إلي المستشفي هي في حالة فقد للنطق وهو عاهة مستديمة في يده اصابته بالشلل بعد أن مزقت اصابعه.. إنها فعلا مأساة انسانية ليست جريمة بالمعني المفهوم ولكنها مآساة حدثت علي إثر مشاجرة ناتجة عن مخزون من الاحداث والاحباط!