عندما ركب الحاج أحمد عرابي بغلته، وقد كبس الطربوش الميري النص كم علي دماغه، وطلع ميدان عابدين، وخلفه طرابيش الأمن المركزي بتوعه ولا طلعة المحمل وصرخ من المخفي علي عينه الخديو، لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ياعم الحاج،ولم تلدنا تراثا أو عقارا يامولانا، لأن العقارات في مصر المحروسة نازلة تتدلع تملي القلل وبعدين تتكوم فوق السكان، ولن نورث بعد اليوم ياأدلعدي، وإلا أنت فاكرني شرفنطح يامعلم؟! قد ارتكب غلطة عمره، جايز لأن الدنيا كانت حر شوية، والراجل واقف روحه في مناخيره، أو البدلة أم صفين زراير نحاس، كانت كاتمة علي نفسه حبتين، لأنه قد فتح عيون الحكام العرب والأفارقة علي حكاية التوريث اللي ماكانتش علي البال ولا الخاطر أبدا، وقد أثبتت الأيام أن حكمة المحروق بجاز، الخديو أبو طربوش زره كبير، ما أنتم إلا عبيد احساننا، هي التي انتصرت علي عنترية وغوغائية، الحاج أحمد عرابي أبوطربوش زره صغير، وأن الحكام والولاة والامراء، سوف يركبون الناس بدل الحميرالمكسحة، وسوف يرفعون شعار.. لاتشتري العبد إلا والعصي معه.. أن العبيد لأنجاس مناكيد. وقد بدأ تطبيق نظرية الحاج الخديو في سوريا الشقيقة، وتم تعديل الدستور فورا، ليتولي الدكتور بشار الاسد، مقاليد الحكم، خلفا لوالده الراحل، عملا بنظرية الدم الملكي الازرق، التي كانت سائدة في أوروبا، ونجحت التجربة نجاحا مذهلا، مما شجع الامراء والمماليك البرية والبحرية في مصر، علي تطبيق النظرية، خاصة وأن العبيد المصريين، في حالة غيبوبة دائمة، من كتر اللطع علي القفا، وشرب مياه المجاري، اللي بتعمل دماغ أجدع من دماغ البانجو، ولكن نظرا لوجود شوية حشاشين صيع، واقفين لحكاية التوريث زي اللقمة في الزور، تقرر أن يكون التطبيق حبة حبة ياحبيبي، علي رأي شادية. لكن التجربة السورية، والتجربة المصرية، كانت نبراسا أمام الحاج علي بونجو، الذي يؤمن بالحكمة الخالدة.. أنا أولي بشعبي، وشعبي أولي بي ياغجر، والشعب اللي مالوش علي بونجو ، يدور له علي بانجو يشتريه، ولذلك.. ماصدق الحاج علي أن أباه الحاج عمر اتكل علي الله، ونط ولا أجدع لاعب زانة في العالم، علي العرش. وعندما اعترض شعب الجابون، صرخ فيهم، غاب القمر يا ابن عمي.. ياللاروحني. محمد الرفاعي