على طريقة ذلك الشيخ الظريف، الذى كان يقلوظ العمة، ويلهف أنجر الفتة، ثم يتجشأ، ويصرخ فى الناس.. الحمد لله أننا نعيش فى زمن العندليب الأسمر الذى يتنفس تحت الماء، والمغنية التى تقول خذنى لحنانك خذنى.. فأخذها ملك الموت، وكانت شرائطه تباع على الأرصفة كالأفيون، قبل اختراع البانجو، الواحد يسمع الشريط من هنا، ويمشى يتطوح ويرفس فى خلق الله من هنا، وعلى طريقة الشيخ العربى، الذى جلس على الدكة، يلعب فى أصابع قدميه، ثم بدأ يأكل الثريد واللحم، وقال.. إن المرأة التى تتعرى أمام زوجها، زانية، وهايفضلوا يرقعوها بالمرزبة لحد ما يبان لها صاحب. خرج علينا رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب المصرى!! وليس مجلس الشعب فى قندهار، أو فى ندوة مع أتباع أبو مصعب الزرقاوى، وأعلن بالفم المليان، أن الرجل الذى يوافق على تمثيل زوجته، وأن يقوم البطل بتقبيلها، سواء كان طافح بصل، أو حاطط كلونيا، فهو ديوث.. وقواد!! هكذا.. وبمنتهى البساطة تحول الفنانون إلى قوادين، وكأنهم يمارسون هذا الفعل أمام فضيلته نكاية فيه، أو من باب إغاظته، تماماً مثل ذلك الشيخ الذى أفتى بأن زواج السينما صحيح، يعنى كل ممثلة تلاقيها دلوقت متجوزة ييجى عشرين ممثل، والحمد لله إن ما حدش رفع قضية بتهمة تعدد الأزواج، وإلا كانوا مشرفين فى أبو زعبل دلوقت. الكارثة الحقيقية أن هذا الاتهام الخطير جداً، والذى يسىء إلى جميع الفنانين، والذى صدر من إحدى لجان مجلس الشعب، قابله الفنانون بهدوء شديد.. ربما مكسوفين من البوس، وربما مش فاضيين لأننا داخلين على موسم رمضان، لم يتحرك أحد.. ولم يعقد اجتماع عند سفح الأهرام اعتراضاً وشجباً وصراخاً، ولم يقف زعيم من الزعماء الذين طالما وقفوا فى أزمات أقل من تلك الأزمة بشاعة، ويهتف بعلو صوته: لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً.. ولم تلدنا ديوثاً أو عقاراً.. لم تتقدم أى نقابة فنية بشكوى رسمية لمجلس الشعب، أو ترفع قضية على سيادته لأن ما قاله سب وقذف علنى، لا شىء قد حدث غير كلمتين من بعض الجرائد، وبقيت هذه الفتوى، سبة فى جبين الفنانين جميعاً.. والحمد لله أن فضيلته لم يعلن أن المشاهد الجبلة اللى ما عندوش دم، ويقعد يتفرج على البوس اللى بالهبل ده.. هو كمان قواد.