· علامة استفهام تمثلها خدمات الحكومة تجاه قناة «القاهرة والناس» التي يملكها طارق نور احدث الفوازير التليفزيونية هذا العام كانت من خلال ظهور قناة قضائية خاصة فجأة، وبدون مقدمات اسمها «القاهرة والناس». اختفت «فوازير رمضان» التي كانت من مصادر التسلية اللطيفة في الشهر الكريم، بعد رحيل مبدعها المخرج فهمي عبدالحميد.. ولكن ظهرت الآن فوازير أخري بلا مسابقات أو اجابات، فوازير أرباحها بالملايين! في بداية حياتي الصحفية ارتبطت بصداقة مع المخرج الكبير الجميل فهمي عبدالحميد، وكنت احرص علي حضور تصوير «الفوازير» واستمرت الفوازير رغم تغير الابطال من نيللي إلي سمير غانم إلي شريهان ويحيي الفخراني.. وقد سألته ذات مرة: لماذا الحرص علي أن تكون اسئلة الفوازير سهلة، ويمكن الاجابة عليها بدون صعوبة، فقال مبتسما: حتي يعرف اجابتها كل الناس بسرعة، فيشعرون بالسعادة، فأنا اقدم فوازير لاسعاد الناس!.. ومرت السنوت واختفت الفوزاير التي تسعد الناس، وظهرت فوازير أخري لاتظهر علي الشاشة، ولكنهاتصبح جزءاً من حياتنا، ولانجد لها اجابة أو حلاً ، فهي تظل مجرد اسئلة، لايريد أي أحد أن يجيب عليها، رغم أنها فوازير تليفزيونية مائة بالمائة، وهي خبزنا «الاعلامي» اليومي. مثلا.. احدث الفوازير التليفزيونية هذا العام كانت من خلال ظهور قناة قضائية خاصة فجأة، وبدون مقدمات اسمها «القاهرة والناس» يملكها طارق نور الذي يعد من أشهر وأهم أصحاب الوكالات الإعلانية في مصر، وظهور القناة في حد ذاته لايمثل أي مشكلة، ففي مصر عدة قنوات تليفزيونية خاصة وناجحة بالفعل.. ولكن الفزورة الحقيقية في أنها قناة مؤقتة أو موسمية فهي لمدة شهر واحد فقط «شهر رمضان» .. كيف؟.. وصرح طارق نور في أكثر من حوار صحفي أنه اقام القناة أو المحطة بمساعدة حكومية «مع اشادة بالحكومة المصرية الحالية)، ولم يحدد نور ماهي طبيعة هذه المساعدة؟! ولكننا نستطيع تفهم الامر عندما نعلم أن وكالة طارق نور هي الراعي الإعلامي والإعلاني للحكومة والحزب الحاكم، ويحتل النصيب الاعظم للإعلانات في التليفزيون، وبالتالي فإننا يمكن اعتبار مساعدة الحكومة له في اقامة المحطة أو القناة منحة أو نفحة حكومية.. ولاشك أنه من حق الحكومة أن تكافئ من يعمل في خدمتها.. ولكن! أما الفزورة فهي: أنه في نفس الوقت الذي تقدم فيه الحكومة خدمات جليلة لقناة طارق نور، نجدها في شبه معركة مع القنوات الخاصة الأخري التي أصبحت جزءاً من إعلامنا الناجح الذي نفخر به، فنجدها تارة تستخدم سطوتها وتحديد الخطوط الحمراء والخضراء والصفراء فيما تقدم هذه القنوات، وتارة أخري تسحب البساط من تحت قدميها كما حدث في اتفاقيات إذاعة مباريات كرة القدم، والمسلسلات في رمضان بعد أن رفعت الشعار الجميل «مفيش حاجة حصري» وهناك حرب ليست خفية حول صراع الإعلانات بين القنوات التليفزيونية الحكومية« وزارة الإعلام» والقنوات الخاصة.. أليست هذه فزورة تحتاج إلي حل وإجابة. وحتي نستكمل هذه الفزورة دعونا نسأل: كم ربحت قناة «القاهرة والناس»؟.. قد يكون السؤال مستفزاً، فما شأني أنا؟!.. هذه أرزاق!.. وبكل الصدق أنا لا اريد أن اعرف أي شئ عن مكاسب أو ارباح هذه القناة المادية أو الاقتصادية، ولكن ما يجعل السؤال مطروحا وبقوة هو أن طارق نور شخصيا صرح بأن المحطة كلفته 100 مليون جنيه، فيكف يستعيد هذا المبلغ الضخم في شهر واحد فقط، بل ويربح بعد ذلك.. وبكل تأكيد الامر يحتاج إلي داهية اقتصادية تفسر لنا لوغاريتمات هذه المعادلة! فزورة أخري تحتاج داهية اقتصادية ايضا.. لقد انفقت المحطات التليفزيونية ملايين الجنيهات للدعاية لبرامجها ومسلسلاتها خلال شهر رمضان سواء في اعلانات الشوارع أو اعلانات الصحف «كثير من الصحف قامت بزيادة عدد صفحاتها من اجل هذه الاعلانات التي اصبحت متواجدة بقوة اثناء وبعد وقبل عرض المسلسلات والبرامج.. فهل الملايين التي دفعت في حملة الترويج لهذه القنوات أو المحطات تم استردادها من الاعلانات التي قدمت علي كل قناة، ولاننسي أن هناك ملايين أخري دفعت ثمناً للمسلسلات والبرامج .. فهل ربحت المحطات في معركة «تكسير العظام» هذه.. مجرد فزورة لاأملك شخصيا اجابة لها. وتبقي فزورة أخري في علم الغيب.. فبعد أن أصبحت «الدراما» مستباحة في عديد من القنوات لتحقيق شعار مفيش حاحة حصري، هل تختفي من حياتنا قريبا القنوات المشفرة التي تحتكر كرة القدم، والافلام الحديثة مصرية وأجنبية.. أم أن الأمر كله فزورة رمضانية، سوف تختفي بعد رمضان.. وفي النهاية اعتذر لأن فوازيري ليست سهلة ومن اجل اسعاد الناس كالتي كان يقدمها الراحل فهمي عبدالحميد.