شىء ما فوق قدراته، شىء كسر مشاعره وطفح ما بداخله من خلال طعنه من الخلف من رئيس الجمهورية. وهو رجل العلم والعلوم، هو أستاذ الجامعة، د.خالد علم الدين مستشار رئيس الجمهورية للبيئة وهو رجل «سلفى» وليس إخوانياً، يعلم قدراته العلمية والايمانية وانه رجل بكل معانى الكلمة، كيف يطعن من الخلف بالتشكيك فى ذمته المالية وانه استغل نفوذه فى ذلك ، ويهدد بفتح الملفات وتتم إقالته بدون اخباره بل عرف بخروجه من القصر من خلال الصحافة والقنوات الفضائية، وطعن قبل التحرى ومعرفة الحقيقة، طعن من الخلف من قبل رئيس الجمهورية الذى هو راع لشعبه، أقيل الرجل ولم يخبره أحد أنه مقال ومقال بشبهات وتلميحات حقيرة، رجل علم يعلم الأجيال ويحاضر فى المؤتمرات.. أمام هذه الطعنة أقيم مؤتمر فى حزب النور الذى هو عضو فيه.. وأعلن د. خالد ألمه مما حدث وأن هناك خلافاً سياسياً وانه حاول الاستقاله كثيراً لأن العمل فى الرئاسة لا يسير بشكل جيد ولم يتحمل الرجل الطيبة وترك دموعه تسيل أمام العالم والكاميرات ورجال الاعلام.. ودموع الرجال غالية يا د.مرسى.. تساءلت هل هى دموع ندم لأنه دخل حياة الرؤساء والقصور.. أم دموع طعن من الخلف؟.. دموع الرجال غالية ولا تسيل الا فى لحظات صعبة كفقدان الأم مثلا، فقد رأيت دموع زوجى لحظة رحيل أمه ولكن الرجل بكى ومسح دموعه، وأنا متأكدة أنه لعن اليوم الذى عين فيه مستشاراً للرئيس.. تألمت..فهذا الرجل بيد باردة «سحل» كما سحل حمادة صابر ولكن سحل بالاقالة..اننى من خلال هذه الثورة عرفت ان الإسلام أنواع.. سلفى وإخوانى وجهادى وآخرون.. ولكن فى خلال عامين من الثورة وجدت أن السلفيين رجال هادئون مثقفون.. على قدر من الاقناع والسماحة.. حتى ان ثاروا فثورتهم هادئة.. أما الإخوان فهم يعلنون فى كل لحظة وفى كل المواقف والحوارات انهم هم فقط يريدون كل مفاصل الدولة ورجال دولة مصر «الغلبانة» لا يريدون أحد غير إخواني، الصورة تنكشف مع كل موقف وتعرف أنهم يلوثون كل من يقترب منهم.. وبكل ما بداخلهم من حقد وغل.. وصدق د. خالد «المقال» عندما قال: لا استطيع أن أكون دمية أو قطعة أثاث فى القصر وكيف أكون مستشار الرئيس ولا استطيع لقاءه..ظللت ثلاثة شهور أطلب موعداً للقائه لبحث أمور عملى كمستشار له..تألمت عندما وجدت الدكتور خالد يتنقل بين كل القنوات لسماع ما حدث له وهو لا يعلم ما يدور حول اقالته ويسمع التلويح بالاتهامات اذا تكلم أو اعترض.. ولكننا نسأل لماذا لا يواجه بالاتهامات وبسبب إقالته بدلا من الإرهاب والتلميح ومطالبته بالسكوت؟!.. دموعك غالية يا د.خالد وما مررت به أنت نحن كشعب عشناه فى ميليشيات «حازمون» ومحاصرة مدينة الانتاج الاعلامى..وميليشيات الاتحادية واصطياد الشباب المتظاهر بالرصاص وحرق الخيم.. ثم محاصرة القضاة ومنعهم من دخول محكمتهم الدستورية العليا.. «إحنا شفنا محدش قالنا»..والله العظيم .. وقانون تهانى الجبالى وعزلها من كرسيها فى الدستورية دون توضيح الأسباب..هم جاهزون لكل من يعارضهم بالتهم «وتلطيخ» السمعة على «الفيس بوك وتويتر» هؤلاء الإخوان جعلوا «مصرالغالية» فى فوضى وتجاهل القانون، فقد شاهدت على الشاشة ومع برنامج «مصر الجديدة» وأتمنى ان تكون مصر فى المستقبل جديدة.. مع معتز الدمرداش شاهدت مشهد إن دل يدل فإنما على أننا فى قانون «الغاب» وان القانون فقد هيبته وأصبح كل مواطن يأخذ حقه بيده وبكل الأساليب.. عائلة وأصدقاء شهيد بنى سويف «الضابط» الذى قتل.. زملاؤه انتقموا من المتهم بسحله وضربه وأصبح فى حالة خطيرة..ثم اتجهوا إلى أسر وأصدقاء القاتل ودمروها أقصد دمروا شققهم تدميراً كاملاً «الأثاث والأجهزة» بصورة ان ما دمروه أصبح لا يصلح للاستعمال سواء بالاقامة فى هذه الشقق أو استعمال المنقولات صورة رهيبة على الشاشة، استعملوا العقاب لكل من يعرف القاتل دون اعتبار للقانون أو الدولة.. ما هذا الشر.. ما هذا الغل.. ما هذه الفوضى.. نحن نتجه إلى الفوضى أو قد دخلنا فى الفوضى وعدم احترام القانون وهذه نتيجة طبيعية للصور التى خرجت علينا من الإخوان وميليشيات حازمون..اسمع الكثير من خلال الحوارات فى الفضائيات لأخونة الدولة وصور كثيرة تخيف ولكن ما أخافنى هو بكاء رجل فى قيمة د.خالد علم الدين أمام الكاميرات.. ربى رحمة بنا نشر بتاريخ 25/2/2013 العدد 637