بمنتهي البساطة ولا شكة الدبوس، وبحكمته التي يختال بها علينا، ويتغني بها العجم والفرنجة قبل المصريين الأراذل، حسم السيد الرئيس مسألة التوريث نهائياً، أثناء زيارته لأمريكا، وهي المسألة التي حولتها المعارضة إلي قضية أزلية فلسفية معقدة، ولا قضية البيضة والفرخة، فقد أعلن سيادته أنها مسألة عائلية بينه وبين جمال وعيب قوي الأغراب يحشروا مناخيرهم فيها، واشمعني يعني أسرة محمد علي، اللي قعدت علي قلب الوطن مئات السنين، ومحدش من الأندال فتح بقه، طب ده حتي محمد علي ما كانش مصري، وكان عليه دقن والعياذ بالله، يجف عليها صجرين وغرابين وبومتين وحمارين كمان. بمنتهي البساطة والسياسة، حسم سيادته القضية التي تحولت إلي لبانة في بق الشعب المصري، وصدام ولا صدام فتح وحماس بين لجنة السياسات وتوابعها، والمعارضة اللي واقفة لوحدها من غير توابع ولا مخبرين.. فزمان.. عندما كانوا يسألون سيادة الرئيس عن التوريث، كان ينفي نفياً قاطعاً غاضباً، علي أساس أننا دولة جمهورية، لا ملكية ولا بحرية، وعندنا اسم النبي حارسه وصاينه المحروس الدستور، وعندنا الولية الشرشوحة والديمقراطية، إلهي ربنا يهد حيلها ويكسحها البعيدة، زي ما هي مكسحانا ومبهدلانا، وعندنا كمان البتاعة دي، اللي كان كل شوية نادية مصطفي تقولك أديها كمان بتاعة.. يعني لا توريث ولا بلا أزرق، وأنها مجرد خرافات في دماغ الشعب اللي بيموت في ألف ليلة وليلة وأمنا الغولة والعفاريت. وبمرور الوقت.. بدأ سيادته يتراجع قليلاً، ويعلن بهدوء مشوب بإنذار، رداً علي نفس السؤال، أن الشعب هو الذي يحدد الرئيس القادم، يعني ممكن جمال يرشح نفسه زي أي واحد في مصر، وطبعاً.. كل أجهزة الدولة لاها تساعده، ولا هاتزور الانتخابات، ولا ها تعلق المنافسين في عواميد النور، زي فوانيس رمضان، ولا أي حاجة من دي خالص، ولكن الشعب الحر الغرقان في الديمقراطية لحد ما كتمت علي نفسه، الجالس فوق الحرية لحد ما جاتله بواسير، هو اللي هايختار بكامل إرادته الحرة الواعية، ولأن مافيش حاجة مضمونة الزمن ده، ومن باب حرص من صاحبك ولا تخونه، قرر سيادته أن يحول المسألة كلها إلي قضية عائلية، فقد أعلن ذات مرة أن جمال ابنه وبيساعده في الحكم، مافيهاش حاجة يعني، وفي أمريكا أعلن أنه لم يتحدث مع جمال في حكاية الحكم، وأعتقد أنه سيعلن قريباً.. وماله جمال.. هو أنا خلفت غير جمال. محمد الرفاعي