بعد خمسة أشهر فقط من حكم الحرية فى قتل المعارضة، والعدالة فى صلبهم وسحلهم على أسوار الاتحادية، بدأت مركب النظام فى الغرق، لتكون اسرع واسهل عملية غرق فى التاريخ، وتنافس عملية غرق نورماندى تو، لصاحبها الحاج عبدالفتاح أفندى القصرى، اللى كلمته ما متنزلش الارض أبداً، وأروع من غرق مركب الحاج مرزوق العتقى بتاع السلطانية، اللى راحت ستميت حته مبدأ الشرفاء القابضون علي الوطن بالجمر والذين توجعهم وتؤرقهم بقايا ثوريتهم القديمة، وبعض الذين يخافون أن يكتب التاريخ اسماءهم فى خانة واحدة، مع جوبلز وهتلر وموسوليني، فى القفز من تلك المركب على طريقة.. إن جالك الطوفان.. ارمى النظام تحت رجليك وأجري، بدأت مركب النظام فى الغرق السريع، بعد أن سارعت قبيلة المشايخ بالقفز فيها مرة واحدة، وكل واحد فيهم شايل شوال أو مقطف مليان فشة ومصارين الوطنى. بعد خمسة أشهر فى عين العدو، فقد رأس النظام شرعيته الدستورية، عندما اعلن نفسه فى سابقة لم تحدث حتى ايام المعتمد البريطاني، ديكتاتوراً مقدساً على ولاية مصر، وما يستجد من ولايات يخطفها المشايخ، وميليشيات مولانا الجالس فوق عرش المقطم، وعندما بدأ سيادته يحنث بالقسم الذى اقسمه فى ميدان التحرير، ويخلف كل الوعود التى قطعها على نفسه، فقد أعلن وسط اهله وعشيرته بعد مذبحة الاتحادية، أنه ليس له حقوق، ولكن عليه واجبات، مع أنه قام بعد صلاة العشاء وأخذ كل الحقوق، ولم يترك لنا غير واجبات السمع والطاعة، والتطوح خلف مولانا المرشد فى حلقات الذكر، دون أن يمنحنا ولو طبق فتة صغير، أو حتى لحمة من العجول والخرفان، التى كانت تلهفها قبيلته أمام مدينة الانتاج الاعلامي، فقد شرعيته الدستورية، عندما بدأ يؤمن على طريقة سلفه اللى راقد فى طرة، وكل شوية يتزحلق فى الحمام، وماتعرفش ليه الحمام بالذات، جايز العفاريت اللى لابده جواه بتاخذه مقص حرامية، أن تسعين بالمائة من الشعب المصري، ماشى يغنى فى الشوارع وسط زغاريد النسوان.. اخترناك وبايعناك.. حصوة فى عين اللى يجرى وراك، وإن العيال المعارضة، مجرد قلة منحرفة كافرة، بتقبض من الخارج، بدليل أنهم كانوا بيطفحوا جبنة نستو. وبعد خمسة أشهر فقط، فقد رأس النظام شرعيته الاخلاقية، عندما قامت ميليشيات اهله وعشيرته تحت سمعه وبصره بقتل وسحل العيال، واقامة مراكز تعذيب اجدع من جوانتانامو الخايب على أسوار قصر الرئاسة، الذى تلطخ بالدم والعار، بينما وقف سيادته يعلن أن قبيلته جاءت لتحمى الشرعية، وتربط حمارة الوطن حسبما يريد مولانا المرشد، وكأننا فى غابة وليس دولة بحجم مصر، ثم يعلن فى سابقة خطيرة وقبل انتهاء تحقيقات النيابة قرار الاتهام، ويدين المعارضين بالبلطجة، ليأتى قرار النيابة بالافراج عن الجميع، وأن عدد الشهداء سبعة من المعارضين، وواحد فقط من الإخوان ، دون أن يشعر مولانا المرشد بالخجل، أو يعتذر سيادة الرئيس الذى نصب نفسه رئيساً لجماعة المشايخ، واحنا نعادى اللى يعادي.. ونصادج مين يصادجنا.. صح يا رجال، على رأى الفيلسوف فهد بلان، فقد رأس النظام شرعيته الاخلاقية، عندما سمح لاهل عشيرته بحصار المحكمة الدستورية العليا، ثالث محكمة فى العالم، فى سابقة لم تحدث حتى من قبائل الزولو والتوتسي، ثم أصدر المتحدث الرسمى بياناً باللغة الانجليزية، على طريقة انجليزى ده يا مرسي، يتهم المحكمة فيها بإنها ضد الثورة، ليصبح الوطن كله فلول ما عدا جماعة اسعى وصلى على النبي.. عموماً ربنا يعدلها بمعرفته، ويعدى الاربع سنين على خير، وخلى بالك من العيال يا باتعة!.