هيمن الربيع العربى على فكر معظم المحللين السياسيين والاستراتيجيين و كاتب هذه الكلمات لا شك واحداً منهم، وفى لحظة من لحظات اعلاء المصلحة العليا للوطن فعلينا ان لا ننسى أن فلسطين حجر الزاوية وان نجاح ثورات الربيع العربى لا يقاس فقط بإسقاط انظمة شمولية رجعية واقامة انظمة ديمقراطية تحقق لشعوبها الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية وحسب لكن بإقامة الانظمة القادرة على التحرير الكامل للشعوب والاراضى العربية وعلى رأسها فلسطينالمحتلة . لذا ابدأ كتاباتي بأخر نقطة في الصراع ما بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني ثم نحلل الربيع العربي وعلاقته مع باقي الدوائر المختلفة. الصواريخ الفلسطينية فى مواجهة القبة الحديدية (الجزء الأول) اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة تختلف بشكل كبيرعن الاتفاقية المماثلة لوقف اطلاق النار قبل اربع سنوات(2008), فهى حدث تتجاوز اهميته انهاء العنف بعد ثمانية ايام من الهجمات القاتلة ،فحرب غزة الأخيرة تمثل حدثا بارزا بالنسبة لاسرائيل والفلسطينيين فهو نقطة تحول فى الكفاح الطويل بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية. فقد تحسنت بصورة كبيرة صورة الفصائل المسلحة فى غزة، على الرغم من افتقار اسلحتهم و صواريخهم للتكنولوجيا الخاصة بالتوجيه والقيادة والسيطرة, فى حين تسخدم اسرائيل دفاعات صاروخية تستخدم على نطاق واسع لأول مرة.حيث شهدت العمليات الفلسطينية استخدام اعداد أكبر من الصواريخ المتطورة القادرة على ضرب المناطق السكنية والمراكز التجارية والاقتصادية في نطاقات أكبر من ذي قبل والذى ظهر بوصول بعض الصواريخ الى مشارف تل ابيب والقدس. بدأ استخدام المقاومة للصواريخ القصيرة المدى التى شملت القسام والتى تستخدمها المقاومة الفلسطنية منذ اوائل عام 2000, وهو صاروخ محمول يبلغ مداه حوالى عشرة كيلومترات. ثم من عام 2009 بدأ استخدام الصواريخ طويلة المدى "جراد" والتى يزيد مداها عن اربعين كيلومترا، اطلقت من قاذفات تحت الارض مثل تلك المستخدمة من قبل حزب الله فى حرب لبنان 2006. ثم مرحلة الصواريخ متوسطة المدى فجر 5 إيرانية الصنع التى حصلت عليها المقاومة عام 2011والذى يبلغ مداه 75 كيلومترا, وهى في الأرجح تكنولوجيا إيرانية تم تهريبها لغزة و يتم تصنيعها محليا بشكل جزئي، والذي يرجح انه استخدم فى ضرب المنطقة الشاغرة جنوبالقدس، لكن يعيب صاروخ فجر 5 انه بقوة تفجير منخفضة نسبيا نظرا لصغر وزن المتفجرات في الرأس الحربي للصاروخ "80 كيلوجرام". تميزالهجوم الصاروخي للمقاومة الفلسطينية أنه عالي الوتيرة، استخدام النيران المكثفة على نقطة مع القدرة على نقل الهجوم إلى نقاط أخرى أو أهداف ذات أسبقية اعلي. واذا نظرنا للصواريخ التى اطلقتها المقاومة الفلسطينية حتى 10 ديسمبر 2012, فهى اكثر من 1500 صاروخ اطلقت على اسرائيل، 152 صاروخ لم تصل الى اسرائيل، 875 ضرب المناطق الفارغة، ومعظم ما تبقى 479 او 32 % من اجمالى قذائف صاروخية ضربت المناطق السكنية و لم يتم اعترضها. وبتحليل كثافة الهجمات الصاروخية أثناء العملية نجد استخدام نسبة عالية من الصواريخ فى بداية العمليات العسكرية, ثم تبع ذلك انخفاض بمرور الوقت، ثم ارتفاع فى النهاية لتأكيد تحقيق النصر. كثافة الاطلاق العالية فى اللحظة الاخيرة اظهرت قدرة القيادة على الحفاظ على الامكانيات والتحكم والسيطرة حتى فى مواجهة عمليات هجومية اسرائيلية شديدة. كما تميز الصراع بهجوم غير مسبوق استهدف القدس رغم مخاطر اصابة الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية، بالإضافة إلى استهداف مناطق تجمع القوات الاسرائيلية واستهداف أهداف حيوية لاثبات قدرة المقاومة على اطلاق صواريخ تصل لاهداف محددة وليس بشكل عشوائى. عميد مهندس متقاعد/ سمير راغب محلل سياسى واسترتيجى