شهدت الفترة الماضية عددا من الفتاوى الشاذة لعدد من دعاة السلفية بمصر وخارجها من أتباع الحركة الوهابية، وهو ما أثار استنكار كثيرين. ومن هذه الفتاوى تداول مواقع التواصل الاجتماعى مقطعاً صوتياً للشيخ «محمد حسان« روى فيه حديثاً شريفاً رواه أحمد فى مسنده بسند قوى من طريق أبى كامل، قال حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار عن ابن عباس أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ذكر خديجة وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه منها، وقال: أزوج خديجة يتيم أبى طالب ؟ فصنعت السيدة خديجة طعاما وشرابا، ودعت أباها وزمرا من قريش فقعدوا وشربوا حتى ثملوا، فقالت خديجة لأبيها: إن محمدا بن عبدالله يخطبنى فزوجنى إياه، فزوجها، فخلقته وألبسته حُلة –أى ثوبا- فلما أفاق، قال: ما شأنى هذا؟ فقالت خديجة: زوجنى محمدا بن عبدالله، فقال: أزوجك يتيم أبى طالب؟ لا، لعمرى، فقالت له خديجة: أما تستحى، تريد أن تسفه نفسك بين قريش وتخبر الناس أنك كنت ثملا –أى سكرانا- فلم تزل به حتى رضى عن زواج النبى منها. وفى تطاول آخر على النبى –صلى الله عليه وسلم- قال الشيخ عبدالله بدر إنه قد جاء فى صحيح البخارى ومسلم أن النبى –صلى الله عليه وسلم دخل عليه رجل فحدثه حديثا قد أغضبه، فلما خرج سبه ولعنه، وفى رواية كانا اثنين، فسبهما ولعنهما بحسب بدر. وفى إطار حملة السلفيين على الإعلامى باسم يوسف وبشيء من التأويل والتجرؤ على كتاب الله ادعى الشيخ أبوإسلام صاحب قناة الأمة أن القرآن «بيشتم»، وقال: القرآن شتم هؤلاء وأمثالهم من قبلهم ومن بعدهم متأولا فى الآية الكريمة «فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث«، إلا أنه عاد واعتذر بعد سيل الانتقادات التى وجهت إليه. الشيخ محمد حسين يعقوب حذر مما وصفه ب«المحاولات الرديئة لخدش حياء المسلمين فى النكت والبرامج والكلام والاستهزاء والسخرية«، وقال:«دى موضة رديئة مش من ديننا ولا يعرفها الموحدون، حتى ولاد الأصول المحترمين مينفعش معاهم الكلام ده، عيب كده، “كخ«، غير إن احنا نقول حرام، لا يجوز، ده كفر بمنتهى البساطة فى الضحك والمزاح«. وأضاف:«ربنا سبحانه وتعالى كفر بعض الصحابة مع أنهم صاموا وصلوا وهاجروا مع سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم، وخرجوا للجهاد فى سبيل الله وقالوا كلمة، بيهزروا ويضحكوا مع بعض، مش قصدهم ؛ ربنا قال:«ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم«. وتابع: «ربنا أثبت أنهم كانوا مؤمنين وكفروا بعد الكلمة دى، ولو عرفت الكلمة حتتعجب، ما ورد فى السير والسنة أنهم قالوا: قراؤنا أرغبنا بطونا وأجبننا عند اللقاء، فربنا كفرهم». وقرأ قول الله تعالى: «يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم». وزاد يعقوب: «الخطر فى إيه ؟.. الخطر إنك لما تسمع الكلام ده أو تشوفه أو تحضره.. ربنا مطلع عليك وشايفك وشايف رد الفعل جواك، إذا أنت رضيته وضحكت وفرحت وهأهأهت، ده أكبر من الكلام نفسه، أن ترضى أن يستهزأ بآيات الله، وإن ما رضيتش، ليه تحزن نفسك وتقطع قلبك وتشوف اللى يأذيك ويأذى غيرك ؛ فى كلتا الحالتين لا يجوز ترديد الكلام ولا نقله ولا إشاعته ولا الدلالة عليه إطلاقا». ويؤكد يعقوب على ذلك:«مش أنا اللى بأقول، ربنا اللى قال “وقد نزل عليكم فى الكتاب أن سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين فى جهنم جميعا الذين يتربصون بكم ، وقال: ده كلام ربنا واضح تماما. كان الداعية الشيخ محمد العريفى قد أفتى بعدم جواز ارتداء الابنة ما أسماه لباسا فاضحا أمام أبيها، لأن بعض البنات أحيانا يكن جسمها جميل -على حد قوله- وترتدى البنطلونات الضيقة والبلوزات القصيرة وتخرج إلى أبيها، وأبوها شاب ربما فتن بابنته لو سلم عليها أو ضمها أو قبلها فيؤزه الشيطان لبعض الأمور، كما لا ينبغى ألا تخلو البنت بأبيها على حد قوله. كذلك الداعية السلفى الشيخ أبواسحق الحوينى أفتى بأن الجهل فاش (أو متفش) فى النساء، وقال: بأى دليل تخرج امرأة على قناة فضائية تخاطب الناس فى جنبات الأرض، وماذا عند هذه المرأة من العلم حتى تقدمه ؟.. العلم إنما هو للرجال العلم للرجالة فقط على حد فتوى الحوينى، أى امرأة مهما صعدت هى مقلدة وعامية مفيش امرأة دارسة العلم على أصوله، مضيفا: الجهل متفش فى النساء . نشر بالعدد 631 بتاريخ 14/1/2013