أراد أحد طلبة الجامعة في المعسكر الصيفي، الذي يطلقون عليه من باب الدلع، ومنع الحسد والقر.. المعسكر التثقيفي، أن يحرج معالي الدكتور نظيف، رئيس حكومة مارينا صيفاً، والقرية الذكية الأوتوماتيكية شتاءً.. وأرحمني وطمني في الربيع والخريف، مع أن هذا الطالب وبقية الزملاء في المعسكر، قاعدين علي البحر يلغوا في كرش الوطن علي حساب حكومة سيادته، وكمان بيتفرجوا علي المزز البلدي، اللي نازله المية تتدلع، بالجلابية والشبشب، وفي أيدها حلة المحشي والكشري، فوقف بين إخوانه، وصرخ في معاليه مع أنه راجل طيب وسكرة، البلد مليانة فساد، من غير ما يقوله معاليك أو سيادتك، أو حتي يا دكتور، عنها.. وقام بقية الزملاء بالتصفيق والتهليل، وأخذوا يغنون.. بلادي بلادي.. لكي حبي وفسادي. مع أن ولا واحد فيهم، قالك بلاش الغدا النهاردة، عشان مصر مزنوقة في قرشين، وفيه عجز في الميزانية، رغم جهود الدكتور بطرس الجبارة، في توريد فلوس المواطنين إلي جيوب الحكومة المخرومة أصلاً. ورغم أن معالي الدكتور نظيف راجل عسل، ويتحط علي الجرح يطيب إلا أنه في نفس الوقت راجل واعر، وأتوماتيكي، يعني ماحدش من العيال اللي قاعدة تناكف في خلق الله دي، يعرف يورطه أو يحرجه لامؤاخذة، لذلك.. قرر أن ياخده مقلب حرامية، قدام العيال اللي كانت بتصقفله، فقال له.. لا يا حبيبي يا ادلعدي.. الفساد عندنا شكل تاني، طب ده حتي نجاة بتغني شكل تاني فسادك أنت شكل تاني، والأخ عبدالحليم بيغني.. يا فاسدين يا مغرمين.. من زي مين، وقبل أن يسأله واحد من العيال اللبط دي، شكل تاني يعني إيه، قال سيادته.. يعني الفساد في حتت صغيرة، يعني نص متر كده، إنما بقية الوطن ماشي بنور الله، وماحدش يقول إن الحكومة فاسدة، لأن ده معناه.. أننا كلنا فاسدين، واللي عاوز يشوف مصر.. ييجي يتفرج علي القرية الذكية، بس يخلي باله من الكهربا. وهنا.. سكت هذا الطالب المناكف، وماحطش منطق بعد كده، خاصة وهو شايف بعينه اللي هياكلها الدود، أن الفساد في الدول الثانية - الشر بره وبعيد - كأنه ماسورة مجاري وضربت، وماحدش عارف يديها بنطقة لحام، والحكومات الثانية - بعيداً عن السامعين - ماشية تخر فساد، وشكمانها مخروم، يبقي نحمد ربنا علي فسادنا اللي حتة حتة، وحكومتنا اللي لابسه العمة، وسلم لي علي القرية الذكية. محمد الرفاعي