حينما تتحرك ذهابا أو ايابا.. فى طريقك لعملك أو عودتك لبيتك على الدائرى أو المحور.. فى القاهرة.. فى العاصمة الجميلة التى عشقها المصريون.. وتغنى بجمالها الشعراء.. عند حركتك.. اعتادت عيونك على اللون الأخضر وقد كسا الأرض المحيطة بخط سيرك وحدثت ألفة بصرية بين عيونك وما اعتادت عليه.. حتى قبح منظر الكبارى والجسور التى تسير عليها .. اعتادت عيونك عليه.. والله غالب. وفجأة ويا سبحان الله. سيرك تم تصنيعه على جانبى الطريق.. اللون الأخضر تم تجريفه واكتست الأرض بالاسمنت والجير والطوب.. وقسمت الأرض إلى قطع جاتوه.. قطع مبان من فئة 50 متراً وأكثر أو أقل قليلا.. وكل قطعة تمر عليها اليوم.. وبعد عدة أيام ترتفع فيها الأبنية وأمامها التشوينات والمخلفات.. وفى بلكونة كل مبنى تعلق شرابات أو ملبوسات أو مفروشات أو أى شىء يدل على أن هذه الوحدات السكنية مشغولة وذلك لاكتساب شرعية التواجد.. برغم مخالفات أولها وأهمها البناء على الاراضى الزراعية.. السرعة لاكتساب الشرعية «واللى عنده كلمة يلمها» وأكلت المباني.. أكلنا وأصبحنا نستورد ما نأكل بعد أن هانت علينا أنفسنا وتلبسنا شيطان الجشع، أما الأقسى والأصعب تجده فى الاسكندرية. الثغر الجميل.. حلم كل انسان شقيان طول العام.. أن يكون له نصيب فى عدة أيام يتمتع فيها بهوائها وبحرها وصيفها. تحولت الاسكندرية بقدرة قادر.. وتحول كورنيشها الجميل الذى جعل منه الرجل «المحبوب» لوحة فنية معمارية جميلة.. أنيقة.. جذابة.. تزينها لوحات وجداريات فنانى الاسكندرية.. اقول تحولت هذه المدينة الجميلة إلى هوس معمارى لا تناسق بينه وبين بعضه البعض.. لا لونا ولا طرزا معمارية و لا أطوال. وفى الأطوال.. وعنها حدث ولا حرج.. فجأة ارتفع على كورنيش الاسكندرية «خازوق» أتصور انه شقة واحدة فى الدور الواحد ،15 طابقا، من أعطى هذا البناء إن جاز لنا أن نطلق عليه لفظ بناء.. من أعطاه ترخيصا؟ واذا كان لم يحصل على ترخيص.. كيف يسكن؟.. وكيف يأمن الناس على انفسهم فيه؟ أو يجاورونه فى مساكنهم؟ كيف..؟ كيف تكون الحياة داخل خازوق؟ وما أكثر الخوازيق فى حياتنا.. هيا الناس ناقصة؟ ■■ الخامس والعشرون من نوفمبر.. أى منذ أيام قليلة مضت.. كان الاحتفال العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة.. فى هذا اليوم تدعو الأممالمتحدة جميع حكومات العالم لوضع حد لجميع أشكال العنف ضد المرأة. حيث تعانى ملايين النساء فى جميع أنحاء العالم من التعرض للاعتداء والضرب والاغتصاب والتشويه والوصول للقتل احيانا. وليس بالضرورة أن يتلقى مرتكبو هذه الجرائم جزاء ما فعلوا من جرائم. وفى فرنسا قام رئيس الجمهورية «اولاند» ومعه وزيرة حقوق المرأة بزيارة أحد مراكز إيواء النساء اللاتى تعرضن لمثل هذه الحوادث وذلك فى ذكرى 25 نوفمبر الذى اعلنته الأممالمتحدة يوما عالميا للقضاء على العنف ضد المرأة وذلك عام 1999 وهو ذات التاريخ الذى اغتيلت فيه آدمية المرأة عام1960 فى جمهورية الدومنيكان بأوامر من ديكتاتورها «تروخيلو» ضد مجموعة من الناشطات السياسيات. هنا تجدر الاشارة إلى بعض نقاط فى سياق الخبر . رئيس الجمهورية.. أى أعلى سلطة فى البلاد.. فى فرنسا يحتفل بالمرأة وبحقها فى حياة كريمة بعيدة عن العنف وعن الوحشية.. وبحقها فى حياة انسانية حسب ما أوصت به كل الشرائع السماوية. أناس تحركهم ضمائرهم تجاه بعضهم البعض.. دون تمييز هذا رجل وتلك امرأة.. هذا يستحق وتلك لا تستحق لأنها امرأة. ونقطة أخرى تضمنها الخبر.. هناك وزيرة لحقوق المرأة صحبت الرئيس فى تجواله فى هذا اليوم الانساني.. المرأة لها وزيرة.. تباشر حقوقها وتحميها.. وتنفذ القوانين الخاصة بها وتدفع بها فى طريق الايجابية. رئيس جمهورية يحمى حقوق المرأة ومعه وزيرة لحقوق المرأة.. وهناك ناس تبحث عن طفلة فى التاسعة من عمرها.. ليدفعوا بها إلى فراش الزوجية. دول ناس.. واحنا ناس تانية. ■■ ليس هناك مانع من أن تشدنا الاعلانات إلى الحديث عنها قليلا.. فهناك موضوع يجعلنى «مفروسة قوي» على رأى الزميلة الأديبة «أمانى ضرغام» فهى صاحبة الحق فى هذا العنوان. هناك اعلان يدفع بك إلى التطفل وألا تجعل شيئاً يفوتك وليس مهما يخصك أم لا.. سيدة تلتقى شاباً.. يرن محموله فتقول له.. جاتله رسالة.. وتأخذ التليفون وتصرخ مندهشة وهى تقرأ الرسالة.. والباقى معروف.. وسيادتك مالك؟ جاتله رسالة.. تسحبى التليفون وتقرئى الرسالة ليه؟ ما هذا التطفل؟ تقدروا تمنعوا يا حضرات أولادكم أو أزواجكم أو زملاءكم من قراءة رسائلكم..؟ طبعا لا.. والعينة بينة. ■■ إعلان عن مذيع قادم من الجنة يا فرحتكم يا مشاهدين السيد فلان قادم وعشرات يصرخون.. إما فرحا أو فزعا.. وهو يدب على الأرض بجسارة أو بخوف؟ الموضوع سواء ما هى الحكاية سمك لبن تمر هندي.. هل هذا أسلوب جديد للاعلان عن السادة المذيعين فى القنوات الخاصة؟ بعد الاعلانات بالصور الشخصية الضخمة على الكبارى والجسور والميادين تأتى هذه الاعلانات الخايبة للسيد المذيع الخايب الذى لا يتمتع بأى نسبة كاريزما وينطبق عليه المثل «تمخض الجبل فولد فأرا» بدأ حلقته الأولى باستظراف شديد وهات ياتبكيت ويا تنكيت على مجموعة من زملائه فى ذات القناة بشكل سخيف استثار المشاهد قبل ان يستثير ضحاياه من الاعلاميين.. وهات يا قضايا ترفع عليه وهات يا اعتراضات.. والجنازة يا اصدقائى حارة.. وكملوا حضراتكم الباقى.. ولكنها سخافات الاعلانات.. وسخافات إعلام لا ضابط له ولا رابط.. ولا له كبير نشر بالعدد 625 بتاريخ 3/12/2012