تبدأ ب 40 ألف جنيه، أرخص 7 سيارات مستعملة في مصر (صور)    أوستن يدعو جالانت إلى وضع آلية لتفادي التضارب بين العمليات الإنسانية والعسكرية في غزة    من يعوض غياب معلول أمام الترجي؟.. حسن مصطفى يجيب    استحملوا النهارده، ماذا قالت الأرصاد عن طقس اليوم ولماذا حذرت من بقية الأسبوع    برقم الجلوس والاسم، نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة بورسعيد    والد إحدى ضحايا «معدية أبو غالب»: «روان كانت أحن قلب وعمرها ما قالت لي لأ» (فيديو)    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    وأذن في الناس بالحج، رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادا للركن الأعظم (صور)    تريزيجيه: الأهلي بيتي وتحت أمره في أي وقت    ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 11 بعد استشهاد طفل فلسطيني    صدمة تاريخية.. أول تحرك إسرائيلي ردا على دولة أوروبية أعلنت استعدادها لاعتقال نتنياهو    خبير ب«المصري للفكر والدراسات»: اعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين يعد انتصارا سياسيا    الأرصاد: طقس اليوم شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمي بالقاهرة 39    أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الخميس 23 مايو 2024    رئيس الزمالك: شيكابالا قائد وأسطورة ونحضر لما بعد اعتزاله    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    مواعيد مباريات اليوم الخميس 23- 5- 2024 في دوري روشن السعودي والقنوات الناقلة    محللة سياسية: نتنياهو يريد الوصول لنقطة تستلزم انخراط أمريكا وبريطانيا في الميدان    مفاجأة، نيكي هايلي تكشف عن المرشح الذي ستصوت له في انتخابات الرئاسة الأمريكية    نتيجة الصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2024 برقم الجلوس والاسم جميع المحافظات    والدة سائق سيارة حادث غرق معدية أبو غالب: ابني دافع عن شرف البنات    الزمالك يُعلن بشرى سارة لجماهيره بشأن مصير جوميز (فيديو)    بالأسم فقط.. نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2024 (الرابط والموعد والخطوات)    المطرب اللبناني ريان يعلن إصابته بالسرطان (فيديو)    قبل ساعات من اجتماع «المركزي».. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    4 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة.. بينها بر الوالدين وجلسة الضحى    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23 مايو في محافظات مصر    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    بالأرقام.. ننشر أسماء الفائزين بعضوية اتحاد الغرف السياحية | صور    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    سي إن إن: تغيير مصر شروط وقف إطلاق النار في غزة فاجأ المفاوضين    الداخلية السعودية تمنع دخول مكة المكرمة لمن يحمل تأشيرة زيارة بأنواعها    محمد الغباري: مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    تأكيدًا لانفراد «المصري اليوم».. الزمالك يبلغ لاعبه بالرحيل    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    "وطنية للبيع".. خبير اقتصادي: الشركة تمتلك 275 محطة وقيمتها ضخمة    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    رغم فارق السنّ.. «آلاء» والحاجة «تهاني» جمعتهما الصداقة و«الموت غرقًا» (فيديو)    طالب يشرع في قتل زميله بالسكين بالقليوبية    حظك اليوم| برج الحوت الخميس 23 مايو.. «كن جدياً في علاقاتك»    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ألغام تنتظر مبارك في واشنطن
نشر في صوت الأمة يوم 16 - 08 - 2009

رغم متانة واستراتيجية العلاقة بين مصر وأمريكا، إلا أن الأمر لا يخلو من «منغصات» و«براميل بارود» قابلة للانفجار في أي لحظة فالواقع يقول إن واشنطن تحتفظ في جعبتها بعدد من الملفات الملتهبة التي تستخدمها كأوراق ضغط لتجبر الجانب المصري علي الرضوخ لبعض الطلبات واتخاذ مواقف تريدها واشنطن. ولا تقتصر هذه الملفات علي الأقباط والسلام مع إسرائيل والقضية الفلسطينية فهي قابلة للتزايد لتشمل ملف الحريات الدينية والسياسية والتسليح المصري والسودان والعراق والأقليات الدينية وكذلك تهريب السلاح من سيناء لقطاع غزة، وبدو سيناء ومنابع النيل، وإيران وحزب الله واتفاقية الحدود واعادة نشر القوات الدولية.
فالحقيقة تشير إلي أن العلاقات توترت في وقت من الأوقات منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بسبب ملفات عدة لعل أبرزها الموقف من إسرائيل والتسلح.
وفي وقت آخر بسبب اطلاق مبادرة مشروع الشرق الأوسط الكبير وتلاها قانون تقدم الديمقراطية الذي أقره الكونجرس ويسمح للسفارات الأمريكية بالتحاور مع المجتمع المدني بعيداً عن أنظار الحكومات.
والتهبت العلاقة ذات مرة ووصلت إلي حد التهديد بخفض المعونات الأمريكية لمصر بحجة ما أسمته الإدارة الأمريكية آنذاك انتقاد سجل الحكومة المصرية في مجال حقوق الإنسان لاسيما في التعامل مع العناصر المطالبة بالاصلاح كالإخوان المسلمين وحركة كفاية. وملف التغيير وملف سعد الدين إبراهيم الذي اعتبره البعض سبباً هاماً في توتر العلاقات لفترة طويلة.
*********
الأقليات الدينية والتسليح والحريات وإسرائيل ومنابع النيل
· 6 أسافين تدقها تل أبيب في العلاقات بين أمريكا ومصر
· البهائيون والشيعة والنوبيون ينضمون لقائمة أوراق الضغط ضد مبارك
كريم البحيري محمد فتحي
وغضبت واشنطن من القاهرة بسبب تحرك الأخيرة وموقفها في السودان ورفضها انفصال جنوبه.
وبرز ملف التسليح المصري كأحد أهم عوامل التوتر بين الطرفين ولكن الثابت أنه رغم كل هذه التوترات إلا أن كلا الطرفين حرص علي عدم افتعال أزمة قد تؤدي لقطع العلاقات.
ويعتبر ملف الأقليات الدينية والعرقية من الملفات القديمة الجديدة والضيف الدائم علي قائمة أوراق الضغط في يد الجانب الأمريكي ولم يعد الأمر يقتصر علي الملف القبطي حيث انضم إليه ملف البهائيين والشيعة والنوبيين.
والملاحظ أن الخارجية الأمريكية أصدرت تقريرها السنوي الأخير الخاص بمراقبة حالة الحريات الدينية في العالم والذي تضمن إدانة واضحة لمصر عندما ذكر أن الأقليات غير المسلمة في مصر تتعرض للكثير من القمع والتمييز والتعصب اضافة للمراقبة الأمنية والرقابة الصارمة التي تفرضها الحكومة علي المؤسسات الدينية مشيراً إلي تزايد الهجمات العنيفة علي المسيحيين خلال السنوات الماضية التي أسفرت عن قتلي دون ملاحقة قضائية للجناة!
ويري مراقبون أن الجانب الأمريكي أضاف البهائيين والشيعة والنوبيين إلي ملف الأقليات التي يؤرق بها الجانب المصري ولا يستبعدون أن يتم ابرازها خلال الزيارة المرتقبة للرئيس مبارك وإن لم يكن من الضروري ابرازها مباشرة.
وبما أن المصلحة الإسرائيلية بند رئيسي لدي الجانب الأمريكي فليس غريباً أن يستغل الجانب الإسرائيلي ذلك في دفع الأمريكان لتبني وجهات نظره ومطالبه ومحاولة فرضها علي الجانب المصري. ومن بين هذه المطالب أو ما تراه إسرائيل مشاكل تؤرقها مشكلة الحدود مع مصر والتي تتلوها بالضرورة قضية تهريب السلاح إلي غزة.
ولن يكون غريباً أن تستعد واشنطن بأجندة طلبات تقدمها للرئيس مبارك في مقدمتها اقامة منطقة أمنية علي الحدود مع غزة وهو ما طالب به تقرير أخير لمعهد «أمريكا انتربرايز» أحد أهم منظمات المحافظين الجدد المؤيدة لإسرائيل عندما تحدث عن دور مصر في تهريب السلاح إلي غزة مطالباً مبارك بتنفيذ خطة اقترحها الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي «جيورا ايلاند» بانشاء منطقة أمنية تمتد ميلين علي الحدود بين مصر وغزة تكون مغلقة بسياجين. وتطالب واشنطن القاهرة بوضع أرقام أشبه بالاحصائيات لنسبة التهريب إلي غزة قبل عام 2005 الذي انسحبت فيه إسرائيل من غزة وتزعم تل أبيب أن كمية التهريب كانت لا تتعدي طناً واحداً، تزايدت إلي مئات الأطنان بعد الانسحاب كما تطالب أمريكا مصر باعادة التفاوض في بعض بنود اتفاقية 2005 لزيادة عدد قوات حرس الحدود المصرية.
وتأتي مشكلة حزب الله وإيران كإحدي النقاط الهامة التي تحاول واشنطن جر القاهرة إلي خندقها هي وإسرائيل ضد الجانبين مما يستتبع بعد ذلك تنسيقاً خاصاً وفق مخططات واشنطن - تل أبيب.
ومن أخطر المشكلات التي طرأت علي الساحة المصرية مشكلة المياه التي تهدد أمن مصر القومي حيث خرجت العديد من التقارير الدولية تشير إلي أن إسرائيل ستصبح دولة بلا مياه خلال 6 إلي 7 سنوات وأنها حالياً تستنزف كل ما لديها من مياه بالاضافة إلي أنها تجلب مياهاً من تركيا عبر بالونات كبيرة من المياه يتم جرها عن طريق البحر لإسرائيل وبالتالي فإن هناك أطماعاً إسرائيلية في مياه نهر النيل وهو الأمر الذي كان منذ نشأة الصهيونية وحلمها القديم في دولة من النيل إلي الفرات وبدأت إسرائيل بالفعل في لعب دور هام مع قادة أثيوبيا وأوغندا وذلك عبر إمدادهم بالمال اللازم لبناء 6 سدود مائية علي مياه نهر النيل الأزرق في أثيوبيا بهدف تنمية الزراعة وتوليد الطاقة وإغرائهما بالمكاسب المالية الكبيرة التي ستحققها بلادهم من هذه السدود في المستقبل القريب.
وتلعب أمريكا دوراً خطيراً في هذه المسألة حيث تحاول طرح فكرة تخزين المياه من بحيرة ناصر إلي أثيوبيا وتعبئتها في براميل تحملها سفن لبيعها خارج أفريقيا مما سيؤثر سلباً علي حصة مصر من المياه.
د. عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصرية السابق أكد أن إسرائيل تثير المشاكل لمصرمضيفاً أن زيارة مبارك لواشنطن ستفشل بسبب إسرائيل أما الأخطر فهو محاولة إسرائيل للسيطرة علي مياه النيل وهو أمر خطير والحكومة تحاول التهوين من الأمر وأنا لا أعلم لمصلحة من تخفي الحكومة المصرية أهمية الأمر؟.
د. جمال زهران أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشعب يقول إن مصر بسياستها المتراخية وغير المبادرة أعطت الفرصة لإسرائيل أن يكون لها حق الهجوم ولها الحق في اختراق المشاكل الداخلية لمصر وأنا أقول إن هناك أجندة أمريكية إسرائيلية وهذه الأجندة المخفي منها أكثر من المعلن مثل محاولات أمريكا الحفاظ علي الأوضاع القائمة إلي أقصي درجة وهناك خطة أمريكية أمنية لتأمين نفسها في المنطقة وزيادة نفوذ إسرائيل لتأديب مصر وإيران وسوريا ومصر غير قادرة علي خلق استراتيجية موازية.
*********
مخطط أقباط المهجر ل «تفخيخ» الزيارة
· موريس صادق دعا للتحالف مع المنظمات الصهيونية
لاشك أن الملف القبطي هو أحد أهم ملفات الضغط العديدة التي دائما ما تنتظر الرئيس المصري خلال زيارته لأمريكا منذ عهد الراحل السادات واستمرت طوال زيارات مبارك لواشنطن.
ويري مراقبون أن الكنيسة بما تملكه من قيادة روحية وشخصية كاريزمية للبابا شنودة قادرة علي وقف غضب أقباط المهجر خاصة أن كثيرين يرون أنهم يتاجرون بالقضية القبطية فالنظام المصري منحهم حقوقا وإن كانت قليلة إلا أنها مناسبة لعددهم واعتبارهم أقلية.
وقد طلب البابا شنودة من رجل الأعمال ثروت باسيلي المتواجد حاليا بأمريكا محاولة تهدئة أقباط المهجر الثائرين ضد ما يسمونه باضطهاد الأقباط في مصر، في نفس الوقت يحاول النظام المصري أن يمتص غضب أقباط أمريكا بفتح باب الحوار مع الدكتور مصطفي الفقي منعا لإحراج الرئيس أثناء زيارته المقبلة لواشنطن، هذه المحاولات لم تثن أقباط المهجر عن المظاهرات التي ينوون تنظيمها أمام البيت الأبيض أثناء الزيارة، «صوت الأمة» تكشف خطة أقباط المهجر لاحراج مبارك والتي تبدأ بمظاهرة دعا لها «موريس صادق» رئيس الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية تبدأ من ولاية بنسلفانيا حتي البيت الأبيض، وقد نظم صادق ومعه بعض الناشطين الأقباط الأتوبيسات التي ستنقل المتظاهرين وتحدد للمظاهرة يوم 18 أغسطس الحالي من التاسعة صباحا وحتي الرابعة عصرا، وينوي الأقباط رفع لافتات تعدد الانتهاكات من وجهة نظرهم، والمتوقع أن يبلغ عددها 1500 لافتة هي عدد الحوادث الطائفية التي تعرض لها الأقباط في عهد مبارك، ورفع اللافتات محاولة للفت نظر «أوباما» إلي القضية القبطية وإن كانت الكنيسة حتي الآن لم تتخذ موقفا رسميا بشأن تصعيد أقباط المهجر للقضية القبطية بهذا الشكل وهو ما يعضد الاتهام للكنيسة بالصمت المدروس علي ما يجري من الأقباط في الخارج والتي تكتفي دائما بارسال أحد رجالها بحجة تهدئة الأوضاع وعدم إحراج مبارك.
وبتبع هذه الظاهرة نجد أنها بدأت منذ ستينيات القرن الماضي واتخذت هجرة الأقباط إلي أوروبا وأمريكا وكندا شكلا منظما ويرجع مفكرو الأقباط الظاهرة إلي ما أسموه بالاضطهاد الديني للأقباط في مصر، وتصاعد أعمال العنف والانتهاكات المتكررة لهم وفي تلك البلدان بدأ الأقباط وبعد أن وصل عددهم إلي المليونين في اتخاذ وسائل الاحتجاج التي تميز هذه البلدان من مظاهرات واعتصامات.
ويعد شوقي كراس الأب الروحي لاقباط المهجر أول من فكر في كيان منظم لتفعيل المناداة بحقوق الأقباط في أمريكا تحت مسمي «الاتحاد القبطي الأمريكي» ومقره بمدينة جرسي سيتي بولاية نيويورك وسرعان ما تكون أكثر من 20 فرعا للاتحاد في أنحاء الولايات المتحدة وفي مونتريال باقليم كويبك الكندي أسس الدكتور سليم نجيب الاتحاد القبطي الكندي وأسس الدكتور يوسف فرج في هامبورج بالمانيا الاتحاد الأوروبي القبطي وكان الدكتور مجدي زكي هو المسئول عن فرع الاتحاد بباريس، كانت هذه الكيانات مقدمة لظهور دور أقباط المهجرة وتنامي الظاهرة كورقة ضغط علي النظام المصري فعقب سلسلة المؤتمرات التي عقدها أقباط المهجر بداية من مؤتمر جرسي سيتي بالولايات المتحدة في 13 مايو 1978 لشجب انتهاكات النظام المصري لحقوق الإنسان القبطي وانتهاء بمؤتمر 6أكتوبر 1979 الذي عقدته الاتحادات والجمعيات القبطية الأمريكية والكندية لشجب ما اسموه باحراق الكنائس وتخريب ممتلكات الأقباط كانت هذه المؤتمرات أحد مظاهر الحرية الغربية ولم يجد نظام السادات وقتها حرجا من عقدها باعتبار أن ما كان يحدث «صياح ديكه» لكن حسب مفكرين أقباط - زار السادات أمريكا في أبريل 1980 في واشنطن نظمت الجمعيات القبطية الأمريكية والكندية مظاهرة كبيرة أمام البيت الأبيض للاعتراض علي محاولة السادات تطبيق الشريعة الإسلامية وتذكير العالم بما يسميه الأقباط أعمال تخريب لممتلكاتهم، مصدر كنسي أكد أن بداية استخدام أقباط المهجر كورقة ضغط علي النظام المصري كانت في أغسطس 1981 فعقب الصدام الشهير بين البابا شنودة والسادات ورفض الأول تطبيق الشريعة وما وقع من أحداث بمنطقة الخانكة والزاوية الحمراء، وأثناء زيارة السادات لواشنطن فوجئ بالخطاب الإعلامي الرسمي الأمريكي وقد بدا ضده وضد سياساته حيث حجزت المنظمات القبطية صفحتين في جريدتي الواشنطن بوست والنيويورك تايمز لنشر شكاوي الأقباط، يقول محمد زيان المهتم بأقباط المهجر بالرغم من أن البابا شنودة أرسل الأنبا صمويل للولايات المتحدة لتهدئة أقباط المهجر قبل زيارة السادات إلا أنهم نظموا مظاهرتين أمام البيت الأبيض ومتحف المترو بوليتان أثناء زيارة السادات، ورأي مراقبون وقتها أن ما قام به شنودة من ارساله الأنبا صمويل مجرد مناورة فالبابا الذي يفهم جيدا أصول اللعبة السياسية ليس من السهل أن يكشف نفسه أمام النظام المصري ويلعب بوجه مكشوف نفس الأمر فعله البابا شنودة مؤخرا حيث دعا أقباط المهجر لالتزام الهدوء واحترام الرئيس مبارك أثناء زيارته لأمريكا وهي الزيارة التي الغيت لوفاة حفيد الرئيس بل أن شنودة ارسل الانبا بسنتي اسقف حلوان والمعصرة ليلعب الدور الذي سبق ولعبه الأنبا صمويل ليهدئ أقباط المهجر ولا يعرض الرئيس المصري للحرج.
المفكر جمال أسعد ينفي بشدة أن يكون للبابا دور في الضغط بورقة أقباط المهجر علي النظام المصري مشيرا لكونهم مجموعة من الأفراد لا يمثلون إلا أنفسهم.
في حين تؤكد مصادر رسمية أن الكنيسة تستخدمهم للموافقة علي إقرار قانون دور العبادة الموحد وقانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين ومعاقبة المتسببين في الفتن الطائفية وتقديم الأطراف المسلمة لمحكمة الجنايات بدلا من المصالحات العرفية التي تعقدها أطراف بالتحالف مع الأمن، وغيرها من المطالب القبطية ويمكن القول إن نظام مبارك كان أكثر ذكاء من سلفه السادات حيث امتص مبارك غضب الأقباط قدر المستطاع وأظهر مرونة بالمقارنة بالسادات ووقع عام 1984 قرارا بإعادة تعيين الأنبا شنودة بطريرك للاقباط وتجاهل في خطابه الملف القبطي وتركه في يد مباحث أمن الدولة وأمر بتسليم وفاء قسطنطين إلي الكنيسة لينهي البابا اعتكافه في دير وادي النطرون، وفي المقابل فإن الكنيسة ردت الجميل للنظام المصري فلأول مرة وأثناء انتخابات رئاسة الجمهورية يدعو البابا الاقباط إلي الذهاب لصناديق الانتخابات مما عُد تشجيعا منه علي انتخاب الرئيس مبارك، ومؤخرا أعلن شنودة أنه يؤيد جمال مبارك رئيسا لمصر! وكلها تظهر نجاح الصفقات التي قامت بها الكنيسة مع الدولة وبفشل المخطط الأمريكي باللعب بالملف القبطي واستخدامه ضد النظام المصري، وإن كانت نية الكنيسة تجاه النظام وضحت بشأن بعض المواءبات السياسية فإن شنودة يقبض علي ورقة أقباط المهجر كفزاعة في وجه مبارك بينما تترك أمريكا الأمر برمته لحين الاحتياج إليه حيث يشكل النظام المصري في الوقت الراهن حليفا استراتيجيا لنظيره الأمريكي.
************
مدحت قلادة: أقباط أوروبا لن يشاركوا في مظاهرات واشنطن ضد مبارك
أكد مدحت قلادة المنسق العام المساعد لمنظمة أقباط أوروبا في اتصال هاتفي مع «صوت الأمة» من سويسرا أن أقباط أوروبا لا تربطهم أية علاقة بما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية ولم تتم استشارتهم في خطوات تنظيم المظاهرات المعادية لمبارك أثناء زيارته لواشنطن وأشار قلادة إلي أن أقباط أوروبا التزموا الصمت تماماً في هذه الزيارة لأنها علي حد قوله مسئولية أقباط المهجر بأمريكا وهم من يسألون عن ذلك فمنظمة أوروبا والكلام علي لسان قلادة رفضت حتي إصدار أية بيانات أو مطالب في هذه الزيارة كما جمدت مؤتمراتها خلال الفترة الأخيرة. تصريحات المنسق المساعد لأقباط أوروبا وهي المنظمة التي كانت تسعي إلي إقامة تنظيم عالمي لأقباط المهجر برئاسة عدلي أبادير تؤكد أن هناك انقسامات بين المنظمات القبطية بالخارج وأن مظاهرات أمريكا يتولاها الجناح المتعصب منهم الذي يسعي إلي فضح النظام المصري والضغط عليه للحصول علي مكاسب خلال الفترة الحرجة القادمة وهي فترة نقل السلطة للوريث جمال مبارك. عدم اشتراك أقباط أوروبا في تأييد مظاهرات واشنطن فسره البعض بأنه ناتج عن تصريحات البابا شنودة الأخيرة بأن الأقباط والكنسية يؤيدون جمال مبارك وهي تصريحات أكد الجميع أنها جاءت عقب صفقة بين الكنيسة والنظام للحصول علي بعض المكاسب «لم يتم الكشف عنها» مقابل تأييد توريث الحكم لجمال مبارك وهي المكاسب التي لم يقتنع بها أقباط أمريكا الطامعين في المزيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.