تلقت غرفة عمليات مركز القاهرة للتنمية عبر الخط الساخن الخاص بها على مدار أيام عيد الفطر المبارك 22 بلاغا خاصا بحالات تحرش لفظى، كما رصد المركز حدوث عمليات تحرش جماعى بالفتيات خلال اليومين الأول، والثانى من أيام العيد بالحديقة الدولية بمدينة نصر وكورنيش النيل بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، إلا أن اللافت للنظر فى كل هذه البلاغات هو رفض الفتيات تقديم المتحرشين للنيابة العامة، تمهيدا لمحاكمتهم خوفا على سمعتهن، وكذلك لخوفهن من أسرهن. وأشار المركز إلى أنه على الرغم من قلة أعداد المتحرشين خلال عيد الفطر هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أنه لوحظ أن هناك حدة وعنفا وأكثر من جانب المتحرشين الذين يقومون بالتعدى بالضرب على الفتيات ومن يحاول التدخل لمساعدتهن عند مقاومتهم للمتحرش، كما أن هناك اختلافا فى أعمار المتحرشين مقارنة بما كان يحدث سابقا حيث لوحظ أن نسبة المتحرشين أغلبهم من الصبية الصغار من فئة 12 :18 سنة، مما يشير إلى خلل كبير فى منظومة الأخلاق والتربية السائدة فى المجتمع المصرى ويرى المركز أن الحل يكمن فى أن يكون هناك مناهج خاصة بالتربية الجنسية وكذلك أن يتلقوا من خلال وسائل التعليم المختلفة قضايا النوع الاجتماعى، وقيم المساواة بين الجنسين واحترام أجساد النساء. وأكد المركز فى بيان اليوم أن انتشار عناصر الشرطة من أفراد وحدة مكافحة العنف ضد النساء خلال أيام العيد فى الأماكن المزدحمة، فى الميادين، أمام دور السينما، الحدائق، والمتنزهات كان له أثر إيجابى بالطبع فى التعامل مع هذه الظاهرة السيئة، وذلك لما يمثله وجود الشرطة من تأثير فى تخويف المتحرشين من وقوعهم تحت طائلة القانون، وكذلك فى طمأنة الفتيات عن حقوقهن فى وجود شوارع آمنة، ولذا فإن المركز يطالب بتعميم وحدة مكافحة العنف ضد النساء فى جميع أقسام الشرطة المنتشرة على مستوى الجمهورية على أن يكون تواجدها فى الميادين والشوارع طوال العام، وليس فقط فى أيام الأعياد والمناسبات. وأخيرا يقدم المركز عدة نصائح للفتيات لاستخدامها فى حالة تعرضهن للتحرش وهى: "تعاملى بحركات جسدية قوية وغير ضعيفة، كالإشارة باليد والتحدث إلى المتحرش والتنبيه عليه بالإصبع والسبابة كتحذير، ابتعدى عن الضعف أو الاهتزاز أو نبرة الصوت الضعيفة، كونى قوية وتحدثى باسترسال وبصوت معتدل، وبنبرة ثقة، اتخذى قرارك فى ثوان سواء بطلب النجدة من المقربين أو الشرطة، اهتمى بمعاقبة المتحرش ولا تخضعى لمطالبات التهدئة، فعليك أن تكونى قوية، اصطحبى وسيلة دفاع عن النفس كالرذاذ للحفاظ على سلامتك وسلامة عائلتك، لا تستسلمى لعنف المتحرش، وواجهيه بمنتهى الهدوء".