منذ ما يقرب من 15 عاما كنا ندخل السينما إما لعادل إمام أو نادية الجندي وكان الرهان بينهما دائما سواء في عيد صغير أو كبير أو حتي صيف بعد «إسماعيلية رايح جاي» في أواخر التسعينات تغيرت الخريطة وتغير النجوم وتغيرت أيضا دور العرض وتبدل الزمن بزمن آخر له حسابات أخري ولم يبق منه حتي الان إلا عادل إمام لذلك أطلقنا عليه لقب «الزعيم» جاء بعد ذلك زمن هنيدي ورفاقه المعروفين بشركاء صعيدي في الجامعة الأمريكية هنيدي كان قائد ثورة الكوميديا الجديدة ومن خلاله انفتحت السينما وذهبت البطولة للسقا وهاني رمزي وهاني سلامة ومحمد سعد ثم كريم عبدالعزيز وأحمد حلمي وأخيرا أحمد عز وغيره الكثيرين وانفتحت السينما أكثر وأستوعبت عددا من البطولات السينمائية لعبلة كامل ومي عز الدين وياسمين عبدالعزيز ومني زكي ورغم كل هذا الانفتاح إلا أنني أري أن ملامح التغيير بدأت من جديد خاصة بعد تراجع اسهم هنيدي قائد الثورة ومحمد سعد صاحب اللمبي وظهور نوع جديد من الكوميديا علي يد أحمد مكي وظهور جمهور جديد أيضا مناسب لنفس النوع ولهذا الزمن. بإختصار الحالة الآن بلغة السياسة «ج» فالجميع يعيش حالة من الفوضي بدأت بالتحديد هذا الموسم الذي أراه من أسوأ المواسم في تاريخ 10 سنوات مضت ومن لم يستوعب الدرس ويدرك ما فات سيخرج من أول قطار يغادر آلة هذا الزمن. السقا مطلوب منه أن يدرك الأكشن الحقيقي ويركز فيه لأن أكشن السينما الأمريكية أصبح قريبا جدا من بيوتنا. هنيدي مطلوب منه التركيز في السيناريو الجيد وأكبر دليل علي كلامي هو نجاح فيلمه «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» عز مطلوب منه أن يستمر في طريقه وفي طريق فيلمه الأخير «بدل فاقد» الذي أراه من أفضل أفلاه وأفضل أفلام هذا الموسم الصعب. هاني سلامة وكريم عبدالعزيز مطلوب منهما أن يختارا لهما طريقا واضح ومحددا ومحمد سعد مطلوب منه أن يركز في كونه ممثلا فقط وألا يتدخل في عمل الاخرين لأنه موهوب بالفطرة. هاني رمزي مطلوب منه أن يجدد من نفسه وليس مهما أن يكون له فيلم كل عام لمجرد التواجد. أحمد حلمي مطلوب منه بساطة «جعلتني مجرما» و«مطب صناعي» وكوميديا «كدة رضا» لأن الفلسلفة في التمثيل لاتناسب الجمهور المصري إلا إذا كانت فلسفة من وحي حياتنا وبعيدة كل البعد عن الاقتباس من الأفلام الأجنبية. البقية العدد المقبل