قد يبدو هذا الكلام ثقيلا ومؤلما، مثل كف المخبر اللي قد الهون، وهي نازلة علي قفا الزبون، وقد يبدو صادما، ولا صدمة العربيات النقل، التي تعمل لحساب عزرائيل علي الطرق السريعة، وقد يبدو غريبا غرابة الحوار بين فتح وحماس، الذي يشبه حوار الطرشان، لكنه للأسف الشديد، الحقيقة المرة التي لانريد أن نعترف بها، حتي لا يحدفنا العيال بالطوب، والنسوان تجري ورانا بشباشب زنوبة البلاستيك، لأننا مجرد ظاهرة صوتية زاعقة في الخلاء، العرب، كلهم مجرد ظاهرة صوتية، مفيش حاجة شغالة عندهم، غير حنجرة 8 سلندر، مدربة علي الصراخ بأقصي قوة ممكنة، حتي تصاب الاحبال الصوتية بالشلل، فنجلس كالولايا أما السيدة، نكشف رءوسنا المنزوعة العقل، وندعو الله أن يسخط القوم الكافرين حميرا، حتي نركبها ونبرطع في الدنيا. نحن لا نفعل شيئا غير الصراخ الذي يشبه المأمأة أو الخوار، صراخ لا يشبه حتي صراخ الطفل الصغير، في الفيلم الالماني الرائع الطبلة، حيث كان يصرخ في وجه العفن وكل التقاليد الزائفة، فتنكسر نوافذ المدينة الزجاجية، صراخنا مجرد رد فعل غبي من باب المجاملة، أو من باب اثبات أننا لسه عايشين وفينا الروح، لقد تصورنا أن الحرب الصليبية عادت مرة أخري، وأن الخواجة ريتشارد قلب المعزة، يجيش الجيوش الأوروبية، لمحاربة المسلمين، بس المرة دي من غير فرجينيا جميلة الجميلات، عشان عندها انفلونزا الخنازير، وراقدة في المستشفي ياضنايا، ولذلك فلابد أن نجيش نحن الحناجر، خاصة حناجر النسوان، عشان بتعرف تصوت أجدع من الرجالة، وهاتجيب للفرنجة الطرش بإذن واحد أحد. لا أحد ينكر أن حادث مقتل مروة الشربيني مأساة فاجعة، ألقت بظلال مأساوية علي الواقع المصري، جريمة تستحق الإدانة الرسمية والشعبية، والمطالبة بمحاكمة المتهم فورا، لكننا لاننكر أن هذه المأساة مجرد حادث فردي، قام بها رجل متعصب، ولم يشترك فيها المجتمع الالماني أو الأوروبي، وليست حربا ضد الحجاب والمسلمين، جريمة فردية أيا كانت أسبابها، مثلما حدث عندنا، عندما قام الارهابيون بقتل واصابة عشرات من التلاميذ الفرنسيين في الحسين، وأعلنا وقتها أنه حادث فردي، ولم يخرج الفرنسيون في مظاهرات عارمة، أمام السفارات المصرية، ويعلنون أن العيال اللي ماتت شهداء الصليب من الجماعة بتوع الهلال، ولم يعلن الغرب الحرب المقدسة ضد المسلمين، لقد تعودنا دائما علي المبالغة في ردود أفعالنا، بعيدا عن المنطق والعقل، تعودنا دائما أن نبحث عن أي حاجة تشغلنا عن الخيبة اللي احنا فيها.. عشان كده.. عمرنا ماهانفلح أبدا. محمد الرفاعي