فيضان النيل يضرب طرح النهر في المنوفية.. تحركات عاجلة لاحتواء الموقف

شهدت محافظة المنوفية خلال الساعات الماضية ارتفاعًا مفاجئًا في منسوب مياه نهر النيل، ما أدى إلى غمر أراضٍ ومنازل تقع ضمن مناطق طرح النهر، خصوصًا في قرى مركز أشمون، منها قرية دلهمو التي تعرضت لأضرار كبيرة طالت المنازل والمحاصيل الزراعية.

وتسبّب الفيضان في خسائر متفاوتة، خاصة للمنازل المقامة بشكل غير قانوني أو المبنية على أراضٍ منخفضة معروفة بقربها من مجرى النهر.

وقد باشرت فرق الهلال الأحمر المصري عمليات الدعم والإغاثة، ووصلت إلى القرى المتضررة لتقديم مساعدات إنسانية ومعونات غذائية وبطاطين ودعم نفسي للأطفال والنساء، بالتوازي مع فصل التيار الكهربائي عن المناطق التي غمرتها المياه كإجراء وقائي لمنع الحوادث.

وأكدت السلطات أن أراضي طرح النهر تُعد جزءًا من القطاع المائي للنيل، وأن تعرضها للغمر في أوقات الفيضان أمر متوقع وليس مفاجئًا كليًا.

وعلى الصعيد الدولي، حمّلت مصر إثيوبيا مسؤولية الإدارة غير المتوازنة لسد النهضة، معتبرة أن طريقة التشغيل أثرت على منسوب المياه وأسهمت في زيادة خطر الفيضانات بعدة محافظات.

الأضرار والخسائر
بحسب بيانات مديرية الزراعة بالمنوفية، بلغ إجمالي المساحات المغمورة بالمياه نحو 1124 فدانًا، بينما تضررت فعليًا 11 فدانًا فقط من المحاصيل القائمة، في حين كانت الأضرار في المساكن محدودة نسبياً.

وشملت المناطق الأكثر تضررًا مراكز أشمون ومنوف والسادات والشهداء.

من جانبها، رفعت محافظة المنوفية حالة الاستعداد القصوى، وبدأت في حصر الأضرار وتعويض المتضررين، مع إعفاء بعضهم من القيمة الإيجارية السنوية للأراضي، كما أصدرت المحافظة تحذيرات عاجلة بضرورة إخلاء المنازل الواقعة في نطاق طرح النهر تجنبًا لأي خطر محتمل.

تحركات رسمية وميدانية
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة كانت مستعدة مسبقًا لهذه الموجة من الفيضان، مشيرًا إلى أن توقعات شهر أكتوبر تضمنت زيادة في التصريفات المائية عن المعدلات المتوسطة.

وأوضح أن بعض المناطق المنخفضة ضمن طرح النهر خاصة في المنوفية والبحيرة معرضة للغمر بشكل مؤقت، محذرًا جميع المخالفين من البناء على هذه الأراضي باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من مجرى النيل.

وفي تحرك ميداني عاجل، تفقد اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، الجسر المؤدي إلى جزيرة أبو داوود بقرية جزي للوقوف على حجم الأضرار، حيث وجّه بسرعة تعلية الجسر ورفع كفاءته وتزويده بالإنارة لضمان تأمين المواطنين وتسهيل حركتهم. كما وجّه بإجراء حصر شامل للأراضي والمنازل المتضررة وإعفاء أصحابها من الإيجار السنوي، مؤكدًا أن الأجهزة التنفيذية تعمل على مدار الساعة لاحتواء الموقف وتخفيف المعاناة عن الأهالي.

ومن ضمن الإجراءات العاجلة، تم رفع منسوب طرق المعديات الواقعة على النيل لضمان استمرار حركة التنقل، حيث جرى رفع طريق معدية أبو زيد بنحو 600 طن، ومعدية القطة ب 500 طن، والكرامة ب 750 طنًا، والأخماس ب 300 طن.

وأكد المحافظ أن غرفة العمليات المركزية منعقدة دائمًا لمتابعة الموقف لحظة بلحظة بالتنسيق مع الجهات المعنية.

دعم حزبي ومجتمعي
أعلن حزب مستقبل وطن عن مساهمته في تسكين الأسر المتضررة من الفيضان وتقديم الدعم الإنساني اللازم.

وأكد معتز حجازي، المتحدث الإعلامي باسم المحافظة، أن أربعة مراكز بالمحافظة وهي أشمون ومنوف والسادات والشهداء تعرضت لأضرار متفاوتة نتيجة ارتفاع منسوب النيل، مشيرًا إلى أن منازل طرح النهر غير مأهولة بالسكان في معظمها، ومقامة منذ سنوات طويلة، وليست معدة للمعيشة الدائمة.

وأضاف أن المحافظ كلّف بتعلية الجسر المؤدي إلى جزيرة أبو داوود وتزويده بالإنارة، فضلاً عن حصر الأراضي المتضررة وإعفاء أصحابها من الإيجار السنوي بالتنسيق مع وزارة الري.

تحذيرات عاجلة للمواطنين
من جهتها، أصدرت رئاسة مركز ومدينة أشمون بيانًا عاجلًا طالبت فيه المواطنين والمزارعين المقيمين داخل نطاق طرح النهر بسرعة إخلاء المنازل والمزارع بسبب ارتفاع منسوب المياه، محذّرة من استمرار الزراعة في تلك المناطق حتى استقرار الأوضاع، حفاظًا على سلامة الأرواح والممتلكات، مع اتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة للتعامل مع أي طارئ.