شهرة عالمية ورحيل هادئ.. وفاة طبيعية لأيقونة السينما النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالى

بدأت مسيرتها بلقب أجمل إيطالية فى تونس عام 1957.. تجاوزت رحلتها الفنية 150 عملا.. وتركت ثروة وصلت إلى 10 ملايين دولار

رحلت النجمة العالمية كلوديا كاردينالي عن عالمنا منذ ساعات، وهي لم تكن ممثلة موهوبة فحسب، بل كانت رمزًا ثقافيًا أيضًا، وُلدت في 15 أبريل من عام 1938 في حلق الوادي، وهي منطقة ساحلية في تونس لطالما أحبتها، رغم شهرتها العالمية، ونشأت ابنة عائلة صقلية استقرت فى تونس، فى بيئة متعددة الثقافات شكّلت رؤيتها الفنية.

رغم تأكيد وفاتها رسميًا لم يُكشف بعد عن السبب الدقيق لوفاتها، ومع ذلك، نظرًا لتقدمها فى السن، يُفترض أنها توفيت لأسباب طبيعية.

رحلت كاردينالي بسلام في منزلها، محاطةً بحب عائلتها، خاصة أنها قضت سنواتها الأخيرة في هدوء، مُركزةً على مشاريعها العائلية والشخصية، ومُحافظةً على أسلوبها الأنيق والمتحفظ.
رحلة كلوديا كاردينالي
بدأت كاردينالي مسيرتها نحو الشهرة بالصدفة تقريبًا، بعد أن تُوجت بلقب "أجمل إيطالية في تونس" عام 1957، وهو اللقب الذي قادها إلى مهرجان فينيسيا السينمائي، ومع تواجدها هناك، لفتت انتباه المنتج فرانكو كريستالدي، الذي كان شخصية رئيسية في مسيرتها الفنية المبكرة.

واصلت كاردينالي مسيرتها الفنية الرائعة، حيث ظهرت في أكثر من 150 عملًا، وفي عام 1963، لعبت دور البطولة في فيلمين بارزين: "8½" للمخرج فيديريكو فيليني و" The Leopard" للمخرج لوتشينو فيسكونتي. لاحقًا، عملت في إنتاجات عالمية مثل " The Pink Panther" و" Once Upon a Time in the West" للمخرج سيرجيو ليوني، موسعةً بذلك إرثها الفني عبر الحدود.

تحديات حياة كلوديا كاردينالي
لكن حياتها لم تكن خالية من التحديات، حيث انتهت علاقتها بكريستالدي، ورغم مرورها بأوقات عصيبة، إلا أنها لم تتخلَّ عن قناعاتها، وأصبحت صوتًا قويًا لحقوق المرأة، وتعاونت مع منظمات مختلفة، ومنذ عام 2000، عملت سفيرةً للنوايا الحسنة لليونسكو.

تقديرًا لمساهمتها في السينما، كُرِّمت بجائزة الدب الذهبي الفخرية في مهرجان برلين السينمائي عام 2002.

ورغم ابتعادها جزئيًا عن الأضواء، واصلت المشاركة في مشاريع مختارة. من بينها المسلسل السويسري "بول" (2020) وفيلم "مدينة مارقة" على نتفليكس. في عام 2022، ظهرت في الإنتاج التونسي "جزيرة العفو"، مسجلةً عودةً عاطفيةً إلى جذورها.

في عام 2023، كرّس متحف الفن الحديث (MoMA) في نيويورك معرضًا استعاديًا لأعمالها، مؤكدًا مكانتها في تاريخ السينما.


وخلال مسيرتها الفنية الحافلة، جمعت كاردينالي ثروة صافية تُقدر بعشرة ملايين دولار، وقد جاءت هذه الثروة من عقود من العمل في السينما والتلفزيون والمسرح، بالإضافة إلى عقود ضخمة مع استوديوهات أوروبية.

ومن أبرز هذه العقود عقدها لمدة سبع سنوات مع استوديو إيطالي مرموق، والذي ساهم في وصولها إلى النجومية في ذروة مسيرتها الفنية.