الكهرباء تتعلم من درس الجيزة

خطة بديلة لتأمين التغذية الكهربائية للمرافق الحيوية والاستراتيجية والتعامل السريع مع أعطال المحولات
ارتفاع درجات الحرارة تزيد الأحمال إلى 39400 ميجاوات بزيادة 1400 ميجاوات عن أقصى حمل العام الماضي

تعلمت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، من أزمة انقطاع الكهرباء الأسبوع الماضى، عن بعض المناطق في الجيزة، بسبب عطل مفاجئ في محطة محولات جزيرة الذهب، مما أدى إلى تأثر مناطق كبيرة في المحافظة، وتبعه أنقطاع المياه نتيجة تأثر الخدمة في محطة مياه ساقية مكى، حيث وضعت الوزارة خطة عاجلة للقضاء نهائيا على مشاكل انقطاعات التيار الكهربائي بالجيزة وبعض المناطق التابعة لها، والعمل على تنفيذ هذه الخطة في المحافظات.
وأكدت مصادر بوزارة الكهرباء، أن ما حدث في الجيزة، جعل الوزارة تعيد التأكيد على خطة تأمين التغذية الكهربائية اللازمة لكافة المرافق الحيوية والاستراتيجية، مع وضع بدائل متمثلة في المولدات المتنقلة لتقديم الدعم اللازم حال حدوث طارئ.
ورغم تأخر الكهرباء في إعادة ضخ الطاقة بمحطة محولات جزيرة الذهب، بعد خروج المحطة كاملة عن العمل ليومين متواصلين، الا أن الوزارة أكدت، الاستفادة مما حدث مستقبلاً، وأشارت المصادر إلى أنه تم التعامل من خلال تركيب دائرتين جدد لمحطة محولات جزيرة الذهب بقدرات تصل إلى 100 ميجا وات، لتكون المحطة جاهزة لأكثر من أحمال المشتركين الحالية التى تبلغ 140 ميجا وات، وتكون قدرتها الاستعابية الإجمالية تصل إلى 240 ميجا وات، لضمان القضاء تماما على أزمة الانقطاعات بالجيزة وعدم تكرارها لتخفيف الأعباء على المواطنين في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والموجة الحارة التي تتعرض لها البلاد لاول مرة فى تاريخ الشبكة الكهربائية.
وشملت الخطة أيضاً، العمل على إيجاد البدائل الفورية حال تكرار ازمة الجيزة، مستفيدة بنجاح الشركة القابضة لكهرباء مصر من خلال شركة توزيع جنوب القاهرة، فى إنهاء أزمة الانقطاعات التى شهدتها محافظة الجيزة على مدار أكثر من 27 ساعة متواصلة، حيث تولت الشركة البحث عن حلول فنية بديلة لتوصيل التيار الكهربائي لمحطات المياه والمنشآت الحيوية لإعادة الحياة لاهالى الجيزة، وقام فنى ومهندسى شركة جنوب بالتواجد فى موقع الحدث لتأمين احتياجات المواطنين من الكهرباء، وتأمين التغذية الكهربائية لأهالى الجيزة من خلال استمرار تواجد ماكينه الديزل "المولدات الاحتياطية" للتدخل السريع فى حالة حدوث أي انقطاع طارى مرة أخرى.
واستعانت الشركة بماكينات الديزل "المولدات الاحتياطية" لمناطق الجيزة والهرم وفيصل وساقية مكى بإجمالى طاقة بلغت حوالى 40 ميجا وات، تم استخدامها لتشغيل محطات مياه الشرب والمرافق العامة بالجيزة لحين الانتهاء من إصلاح العطل الذى نشب بمحطة محولات جزيرة الذهب.
وأكدت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، الثلاثاء الماضى، أن الأطقم العاملة تمكنت من إصلاح الكابل 2، ونجحت فى إطلاق التيار الكهربائي على مستوى شبكة التوزيع وجاري تأمين التغذية الكهربائية للمناطق فى نطاق محطة محولات جزيرة الدهب، وبذلك تعمل المحطة من خلال الكابلان المغذيان 1 و 2 بما يسهم بشكل مباشر في التخفيف من حدة الأزمة لحين الاستقرار الكامل للتغذية الكهربية في نطاق المحطة، كما واصلت الأطقم العاملة جهودها للانتهاء من مد مصدر التغذية الكهربائية الإضافي إلى محطة محولات جزيرة الدهب، وتم الانتهاء من عبور المواسير والكوابل أسفل خطوط مترو الأنفاق والسكة الحديد بعد الانتهاء من مد الكوابل فى المناطق الاخرى، واختبارها استعدادا لعمليات الاختبار النهائية وإطلاق التيار الكهربائي.
وعلى خلفية ما حدث في الجيزة، وتكرار الأعطال بمحطات محولات الكهرباء التابعة للشركة المصرية لنقل الكهرباء، قررت الوزارة، فتح تحقيقات موسعة بالشركة للوقوف على الأسباب الرئيسية التي تتسبب في تكرار الأعطال بمحطات المحولات، وزيادة معدلات الشكاوى من انخفاض الجهد بالعديد من المناطق على مستوى الجمهورية.
وخلال الأسبوعين الماضين، خرجعت 3 محطات محولات كبرى عن الخدمة، وهم محطات العاشر من رمضان، والورديان بمحافظة الإسكندرية، وجزيرة الذهب بالجيزة، حيث تعرضت المحطات الثلاثة لأعطال فنية ناتجة عن اهمال الصيانة الدورية، جعلتها ير قادرة على مواجهة ارتفاع درجات الحرارة.
من جهة أخرى، كشفت وزارة الكهرباء أن الأحمال الكهربائية واصلت ارتفاعها، وحققت الأحد رقما قياسيا جديدا لم تصل إليه من قبل، حيث بلغ الحمل الأقصى للشبكة الكهربائية الموحدة 39400 ميجاوات، علمً بأن الحمل الأقصى بلغ قبلها بيوم "السبت الماضى" 38800 ميجاوات، وهو أعلى حمل وأقصى استهلاك تم تحقيقه على مدار تاريخ الشبكة القومية للكهرباء، طبقا لتقارير المركز القومي للتحكم في الطاقة.
وأكدت الوزارة نجاح الشبكة الكهربائية الموحدة في استيعاب ارتفاع الأحمال والزيادة في الاستهلاك، مؤكدة أن هذا النجاح يأتي بفضل الالتزام بتنفيذ الخطة العاجلة على مدار العام الماضي لتحسين معدلات الأداء وتحقيق كفاءة التشغيل وتطبيق برامج الصيانة طبقا للأكواد العالمية ومعايير الجودة، الأمر الذى انعكس فى اجتياز اختبارات غير مسبوقة واستيعاب ارتفاع الأحمال الكهربائية والزيادة الكبيرة في الاستهلاك على مدار الأيام الماضية والتي بلغت ذروتها الأحد الماضى، حيث كشفت تقارير المركز القومى للتحكم أن مؤشرات الزيادة اليومية في استهلاك الكهرباء وارتفاع الاحمال غير مسبوقة فى هذا التوقيت من العام، ولم يتم رصدها بهذه الكيفية على مدار السنوات الماضية، بسبب موجة شديدة الحرارة تعرضت لها البلاد.
وأكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، استمرار المتابعة الدقيقة للشبكة الكهربائية على كافة الجهود، وأهمية التواجد الدائم لرؤساء الشركات ومسئولي قطاعات التشغيل والصيانة على رأس العمل، والحرص على التواصل مع المشتركين من خلال المنظومة المتكاملة للشكاوى وتلقى البلاغات، وسرعة الاستجابة والمتابعة والتحقق من إزالة سبب الشكوى، موضحا أن الالتزام بمعايير الجودة وبرامج الصيانة طبقا للتوقيتات والخطة الزمنية المحددة وتطبيق أنماط التشغيل الجديدة زاد من قدرة الشبكة الموحدة على استيعاب الأحمال ومعدلات الاستهلاك غير المسبوقة، مشيرا الى مواصلة العمل على الارتقاء بمستوى الخدمات الكهربائية المقدمة.