· كثر استخدام آلة التنبيه أو «الكلاكس» بداع ودون داع وكأن استعمال تلك الأداة صار إدماناً. · نسمع أغاني «النكد» تنطلق عبر نوافذ سائقي السرفيس حتي يكاد المرء يشعر وكأن الشوارع صارت كسرادق عزاء كبير ظاهرتان محيرتان لا يرتبطان ببعضهما البعض يمكن اختصارهما في كلمتين: الكلاكس والأغاني الحزينة علي عكس ما تردد في الماضي أن الشعب المصري «ابن نكتة» يعشق الضحك والمرح، تكفي نظرة سريعة لأي من شوارعنا للتأكد علي أن تلك المقولة لم تعد صحيحة تلك الأيام، فدائماً نسمع أغاني «النكد» تنطلق عبر نوافذ سائقي السرفيس حتي يكاد المرء يشعر وكأنه في سرادق عزاء وليس في طريق عام، الظاهرة الثانية هي استخدام آلة التنبيه أو «الكلاكس» بداع ودون داع وكأن استعمال تلك الأداة صار إدماناً. فكثير ما نشاهد طريقاً خالياً أمام السائق ومع ذلك يتم استخدام الكلاكس بشكل مزعج ومستفز.. «بورصة السيارات» حاولت رصد تلك الظاهرة واستطلاع آراء بعض السائقين لمعرفة أسبابها. يقول السيد أحمد «سائق» أنا استخدم الكلاكس في حالة وجود أي سيارة بطيئة أمامي فطبيعي أنني أريد نقل الركاب بسرعة حتي أنقل مجموعة أخري كما أن ظروف الحياة والازدحام تجعلني لا أحتمل وقوف أحد أمامي لذلك ألجأ إلي استخدم الكلاكس وإذا لم يفلح فأستخدم صوتي أما بالنسبة للأغاني الشعبية والحزينة فما هي إلا مجرد تسلية. أما علي محمود «سائق» فيقول أنا بستخدم الكلاكس في حالة وجود عائق أمامي مثل «إنسان أو حيوان أو سيارة» حتي ينتبه ويتحرك من أمامي فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ويقول السيد محمود ربنا يعلم بأحوالنا فالكل يتهمنا دائماً بالخطأ ونحن مثل كل الناس لنا همومنا التي تثقلنا لذلك لم نعد نحتمل أي شئ ، لذلك عندما يكون هناك عائق أمامي استخدم الكلاكس وأنا لا أعني أحدا فهناك سائقون يستخدمونه بشكل عشوائي حتي يضايقوا به الناس أو أن يكون لغة بين السائقين وبعضهم وأما بالنسبة للأغاني الشعبية الحزينة التي نشغلها فما هي إلا مجرد تعبير عما نعاني منه في حياتنا ونكبت فيها الوضع المذري الذي وصل إليه البلد ولا نستطيع أن نعبر عنه، ويضيف حافظ جمال نحن السائقون كان الله في عوننا فنحن نتحمل ما لا يتحمله بشر فأحياناً كثيراً يركب معنا زبائن غاية في البلطجة ولا يدفعون الأجرة وإذا طالبناهم بها يمن أ يتعدوا علينا بالضرب لذلك نسكت ولا نطيل في الجدال معهم فالشرفي الغالب يطير من عيونهم. فلا نجد سبيلا لكبت غيظنا إلا في الكلاكس والأغاني الحزينة، التي أشعر بأنها تعبر عنا أحسن تعبير. أما صلاح كامل فيقول الأغاني الحزينة ما هي إلا مجرد تعبير عما نمر به من ظروف صعبة أما بالنسبة لاستخدام الكلاكس فأنا لا استخدمه إلا إذا كان هناك شيء أمامي وأريد أن ألفت نظره لكي يتحرك ولكني لا أعفي بعض الزملاء من استخدامه بطريقة عشوائية.