أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تقرير وزارة خارجية الإسرائيلية الذي تبرر فيه جرائم جيشها خلال العدوان على قطاع غزة العام الماضي. وطالبت الحركة في بيان صحفي اليوم الاثنين المجتمع الدولي بعدم الالتفات إلى هذه التقارير الكاذبة وتقديم قادة الاحتلال إلى المحاكمة على جرائمهم التي ارتكبوها طبقا لما ورد في التقارير الدولية المستقلة. وقال البيان:"إن خارجية الاحتلال تهدف من وراء إصدار هذا التقرير في هذا الوقت إلى إحداث "ضربة استباقية" في الإعلام قبل إصدار التقرير الدولي اليوم (لجنة شاباس)، وتقديمه إلى مجلس الأمن الدولي، بهدف تضليل العدالة الدولية، وهذه جريمة بحد ذاتها". وأكد أن الاحتلال يهدف إلى تبرير جرائم الحرب التي ارتكبها، وإعطائها صبغة قانونية؛ وهو ما يعد أسوأ من الجريمة نفسها.مشيرة إلى أن تبرير الجريمة يعني أن الاحتلال لديه النية والاستعداد لارتكاب المزيد منها. وأضاف إن تقرير الاحتلال يمثل استخفافا بالقانون الدولي الإنساني، واحتكارا لتفسيره حسب وجهة نظره، مشيرة إلى أن ادعاء نتنياهو أن جيشه "التزم بأكثر مما يوجب القانون الدولي" يزيد جرائم الاحتلال فظاعة. وفند البيان الأكاذيب التي وردت في تقرير خارجية الاحتلال، مبينا أن التقرير تلاعب بالأرقام والمعطيات من خلال الادعاء بأن 44% من الشهداء هم من مقاتلي حماس وفصائل المقاومة،وهذا يتنافى مع الحقائق على الأرض وهو لا يتجاوز 20% فقط. ولفت إلى أن أسماء الشهداء سواء المقاتلون أو المدنيون معروفة، مشيرة إلى أن التقرير عمد إلى احتساب كل رجل بالغ مقاتلا وتجاهل حقيقة وجود مدنيين، لأنه لا يعترف بوجود الإنسان الفلسطيني كإنسان مدني له حق الحياة ويعتبره إرهابيا فقط ويستحق القتل. ونفت حركة حماس في بيانها مزاعم الاحتلال أنها استخدمت المدنيين دروعا بشرية ورفضت السماح لهم بالخروج من مناطق القتال، مؤكدة أن هذه المزاعم تتناقض مع شهادات جهات دولية محايدة، وشهادات جنوده عبر جمعية (كسر الصمت) والتي كشفت عن ارتكاب الجيش لهذه الجريمة. وأشارت إلى تصريحات الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "كريس جينس" في 30/7/2014 التي أكد فيها عدم وجود أماكن آمنة في قطاع غزة ليحتمي بها المدنيون من القصف الإسرائيلي الذي طال مراكز الإيواء التي وفرتها وكالة الغوث. وقالت الحركة:إن تصريحات جينس أكبر دليل على أن المواطن الفلسطيني لم يكن يجد مكانا آمنا ليفر إليه. وأضافت:إن ادعاءات الاحتلال باستهدافها للمدنيين الصهاينة سواء باستخدام الأنفاق أو الصواريخ ادعاء باطل من أساسه، ففي 51 يوما وبحسب الأرقام الصهيونية لم يقتل من المدنيين الإسرائيليين سوى أربعة، في حين قتل 68 عسكريا. وأما عن سقوط مدنيين من صواريخ المقاومة في مناطق مدنية،فأشارت حماس إلى أن ذلك سببه فقدان صواريخ المقاومة للدقة، في حين أن صواريخ الاحتلال المتطورة والموجهة قتلت آلاف المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني. وأكدت حماس أن المقاومة استخدمت الأنفاق لمهاجمة واقتحام المواقع العسكرية فقط.. منبهة إلى أنه من استطاع اقتحام موقع عسكري، بإمكانه كذلك اقتحام منزل سكني فيه مدنيون، وهو أمر لم يقدم عليه الاحتلال دليلا واحدا.