جولة الرئيس السيسي الأوروبية.. خطوات استراتيجية لتعميق العلاقات مع أوروبا وتعزيز الشراكات الاستثمارية

جاءت جولة الرئيس عبد الفتاح السيسى في عدد من العواصم الأوروبية في وقت تموج به منطقة الشرق الاوسط بكثير الاحداث السياسية والاقتصادية، كحرب غزة المستمرة منذ 431 يوم لدعم القضية الفلسطينية، في نقس الوقت التي تدعم فيه مصر المصالحة بين الحركات الفلسطينية لإدارة غزة بعد الحرب ولوقف اطلاق النار واقامة الدولة الفلسطينية.

كما تعتبر هذه الجولة خطوة استراتيجية تعكس اهتمام مصر بتعزيز علاقاتها مع شركائها الأوروبيين على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية، وتهدف إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات الأجنبية فى مصر، خاصة فى مجالات الطاقة النظيفة، والبنية التحتية، والصناعة، كما تسعى هذه الجولة إلى استعراض الفرص الاستثمارية الكبرى التى يوفرها الاقتصاد المصرى بفضل الإصلاحات الاقتصادية التى جعلت مناخ الاستثمار فى مصر أكثر جذباً واستقراراً.

أشاد العديد من الأحزاب السياسية والنواب بجولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأوروبية التي شملت مملكة الدنمارك، مملكة النرويج، وجمهورية أيرلندا، مؤكدين أن الزيارة تمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي، جاءت هذه الجولة في وقت بالغ الأهمية، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط أحداثًا سياسية واقتصادية متلاحقة، وأبرزها حرب غزة المستمرة منذ أكثر من 430 يومًا، إلى جانب جهود مصر لدعم القضية الفلسطينية والمصالحة بين الحركات الفلسطينية.

توسيع نطاق التعاون مع الشركاء الأوروبيين
حزب المصريين الأحرار، برئاسة النائب الدكتور عصام خليل، أشاد بجولة الرئيس السيسي، مشيرًا إلى أنها جاءت في إطار تعزيز التعاون الثنائي مع الشركاء الأوروبيين في مجالات حيوية مثل الطاقة النظيفة، البنية التحتية، والتجارة، وأكد الحزب أن الزيارة كانت فرصة لتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات تتعلق بتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين مصر والدنمارك، وهو ما يعكس توجه مصر نحو تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي.

وأشار الحزب إلى أن تعزيز التعاون مع الشركاء الأوروبيين يعكس حرص مصر على بناء شراكات استراتيجية تحقق المنفعة المشتركة وتساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أهمية التعاون في مجالات الطاقة والتغير المناخي
النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، أكدت أن هذه الجولة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تركز على قضايا أساسية مثل أزمة الطاقة والتغير المناخي، اللذين يمثلان تحديات مشتركة بين مصر ودول أوروبا، وأوضحت عطوة أن زيارة الرئيس السيسي إلى أوروبا تعكس اهتمام القيادة السياسية المصرية بتعميق العلاقات مع الشركاء الأوروبيين، خاصة في مجال الطاقة المتجددة والصناعة.

وأضافت أن الزيارة تمنح مصر فرصة لعرض إنجازاتها الاقتصادية والإصلاحات التي جعلت مناخ الاستثمار أكثر جذبًا للمستثمرين الأوروبيين، وهو ما يساهم في جذب المزيد من الاستثمارات في المجالات ذات الأولوية بالنسبة للاقتصاد المصري.

دور مصر في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي
في السياق السياسي، أشار النائب نادر يوسف نسيم، وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أن الجولة تأخذ بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الجانب الاقتصادي ليشمل تعزيز التنسيق السياسي بشأن القضايا الإقليمية مثل الأزمة السودانية والأزمة الفلسطينية، وأكد نسيم أن مصر تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويعكس التعاون مع الدول الأوروبية دعمًا لهذا الدور الهام.

استثمار الفرص الاقتصادية
النائب عمرو القماطي، عضو مجلس الشيوخ، اعتبر أن الزيارة هي خطوة نوعية نحو تحقيق رؤية مصر لتعزيز علاقاتها مع الدول الأوروبية وبناء شراكات قوية في مختلف المجالات، خصوصًا تلك المتعلقة بالاقتصاد والتنمية المستدامة، وأوضح القماطي أن توقيع مذكرات التفاهم في مجالات الطاقة والتنمية يعكس التزام مصر بالتحول نحو اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة.

وتوقع النواب أن تثمر نتائج هذه الجولة عن تعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية، وأن تسهم في زيادة الاستثمارات الأوروبية في مصر، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والصناعات التكنولوجية. ولفتوا إلى أن المباحثات التي أجراها الرئيس مع القادة الأوروبيين تناولت أيضًا القضايا الأمنية مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، التي تشكل أولويات مشتركة بين مصر والدول الأوروبية.