أعلنت النيابة العامة الفيدرالية الألمانية اليوم الجمعة، عن إغلاق ملف التحقيق في اتهامات بتجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على هاتف محمول يعود إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وذكر موقع صحيفة "دويتش فيلا" أن نيابة كارلسروه (جنوب غرب) أغلقت التحقيق لأن الاتهامات "يتعذر إثباتها قانونيا في إطار آلية الحق الجنائي". ومن جانبه، رفض المتحدث باسم الحكومة الاتحادية شتيفن زايبرت في مؤتمره الصحفي الأسبوعي في برلين التعليق على الأمر. وقال زايبرت :إن هذا الأمر لا يتعلق بشكل أساسي بهاتف أو اتصالات (ميركل) بل يتعلق بجميع المواطنين". وتابع المتحدث: "المطلوب معرفة إن كان القانون الألماني يحظى باحترام الشركاء. وهذا يتعلق باختلافنا في الرأي مع شركائنا بخصوص التوازن اللازم بين مطلب الأمن وحماية البيانات الشخصية". وكان القضاء الألماني أعلن في يونيو من العام الماضي فتح تحقيق "ضد مجهول" يتعلق بوقائع تجسس وأنشطة لصالح جهاز استخبارات أجنبي. وعلى صعيد آخر، اتهم ارنست أورلاو الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي) ديوان المستشارة الألمانية بأنها علمت قبل نحو 10 أعوام بمحاولات التجسس من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس ايه) داخل أوروبا بمساعدة الاستخبارات الألمانية. جاءت هذه التصريحات لأورلاو اليوم /الجمعة/ أمام لجنة التحقيق للبرلمان الألماني في تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية (أن أس ايه)، وقال إنه علم في عام 2006 من جهاز (بي أن دي) بأهداف مثيرة للجدل لوكالة (إن إس ايه) للتجسس على حركة البيانات. وأضاف أن اسم شركة الفضاء والدفاع الجوي الأوروبية (إي آي دي إس) ورد في هذا الإطار، مشيرا إلى ذكر هذه المعلومات شفاهة داخل ديوان المستشارية المشرفة على أنشطة الاستخبارات. تجدر الإشارة إلى أن التقارير الإعلامية تفيد حتى الآن بأن جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني (بي إن دي) أخطر مكتب المستشارية بتصرف وكالة (أن أس ايه) في عام 2008 وفي تقارير أخري في عام 2010. كما يشار إلى وجود شبهات حول قيام جهاز (بي أن دي) الألماني على مدار أعوام بمساعدة وكالة (أن أس ايه) الأمريكية في التجسس على كم كبير من بيانات مؤسسات وشركات أوروبية. وأفاد أورلاو بأنه مع بداية التعاون بين الجهازين فإنه لم يتم بشكل مباشر مراجعة مدى تمسك الأمريكيين بالنهج الألماني في عدم التجسس على أهداف أوروبية، وأضاف أن الجانب الأمريكي قدم اعتذاره عندما ظهر بعد ذلك بقليل مؤشرات على أن الأمريكيين استهدفوا هذه الجهات.