الحكومة الجديدة والحوار الوطني.. مطالب المواطن أولوية

تتصدر أحاديث تشكيل الحكومة الجديدة الأوساط السياسية والشعبية، تدور المطالب حول تحقيق مطالب المواطن وما يؤثر على مستوى معيشته بشكل عاجل، وجميعها يدور حول ما أوصت به جلسات الحوار الوطني من مخرجات و90 توصية قُدمت إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ووجه إلى العمل عليها وإنجازها.
من تواتر الأخبار عن الحكومة الجديدة اتضح جليا أن مخرجات الحوار الوطني ستكون جزءًا من برنامج الحكومة الجديدة، وأنها ستتقدم بحزمة تشريعية لمجلس النواب لتنفيذ هذه المخرجات.
خلال الأشهر الماضية، كان الحوار الوطني هو القناة التي جمعت جهود مختلف الأطراف لبناء مستقبل أفضل لمصر. هذا الحوار لم يكن مجرد مناقشات عابرة، بل كان حجر الأساس لتحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي، بما يصب في مصلحة الوطن والمواطن. ومن خلاله، تم رسم خارطة طريق واضحة لبناء الجمهورية الجديدة وتعزيز الثقة بين الحكومة والشعب المصري.


تجلى التزام القيادة السياسية بوضوح عندما أعلنت الحكومة الجديدة اعتماد مخرجات الحوار الوطني كجزء من برنامجها التنفيذي. هذه الخطوة تعكس جدية القيادة في التعامل مع التحديات المستقبلية والالتزام بالتقدم نحو جمهورية جديدة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العدالة الاجتماعية. لتحقيق هذه الأهداف، سيكون هناك حاجة إلى حزمة تشريعية شاملة تشمل تحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز الحوكمة الرشيدة، وتطوير البنية التحتية.


الحزمة التشريعية المرتقبة ستتضمن العديد من الأطر القانونية الضرورية لتحقيق الأهداف التي تم التوافق عليها خلال جلسات الحوار الوطني. هذه الحزمة ستسهم في تعزيز العملية الديمقراطية وتطوير الأطر القانونية بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن، ويزيد من ثقة المواطنين في الحكومة، مما يساهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي.

الحكومة الجديدة مطالبة الآن باستثمار ما تم طرحه من حلول لمعظم القضايا التي تهم المواطن خلال الحوار الوطني. تنفيذ هذه الحلول يأتي في إطار تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن استمرار الحوار الوطني ضرورة استراتيجية في المرحلة المقبلة. وقال الدكتور هشام عناني، رئيس حزب المستقلين الجدد، إن الحكومة يجب أن تتخذ إجراءات فعالة لحل مشاكل المواطن البسيط، وأن تنتهج نهجا أكثر فاعلية في ترتيب الأولويات التي تمس المواطن في حياته اليومية.


الكرة الآن في ملعب الحكومة الجديدة لتنفيذ الفوري لتوصيات مراحل الحوار الوطني. الحوار ضم جميع فئات الشعب المصري، وجاءت المطالب المتنوعة تلبية لطموحات الشعب. من هنا، يتعين على الحكومة الجديدة أن تعكس طموحات الشارع المصري، تستمع إليه جيدا، وتتعرف على أبرز مشكلاته وتحدياته وتعمل على حلها، مع التركيز على ملفي الصناعة والزراعة كأولويات.

من الضروري أن تتعامل الحكومة الجديدة بشفافية مع المواطنين في جميع القضايا، وأن تتعلم من الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة السابقة. الاستماع الجيد لمشاكل المواطنين والعمل على حلها بفعالية يعد أمراً حتمياً لتحقيق نقلة كبيرة في الحياة العامة وتلبية تطلعات الشعب المصري.

باختصار، الحوار الوطني وضع أسساً قوية لبناء مستقبل أفضل لمصر، والحكومة الجديدة لديها الآن الفرصة لتفعيل هذه الأسس وترجمتها إلى واقع ملموس يخدم مصلحة الوطن والمواطن.