الفساد في أي مكان في العالم له حدود.. أما الفساد في دولة ماسبيرو فقد تعدي كل الحدود وتجاوزها.. في ماسبيرو اتهامات بالفساد وإهدار المال العام ولا أحد يتحرك.. في ماسبيرو تربيطات مريبة.. عمولات سرية .. صفقات غامضة.. مصالح شخصية.. ليس هذا فقط، بل حرص شديد علي بقاء قيادات فاسدة لاتصلح لإدارة كشك سجاير.. والنتيجة أن التليفزيون المصري بكل قنواته أصبح في ذيل القائمة.. لم يعد أحد يشاهده.. بينما تنفق الدولة مليارات الجنيهات من دم الغلابة علي هذا الجهاز الفاشل. ومنذ أن تولي أنس الفقي «الوزير المعجزة» وزارة الإعلام في 15 فبراير 2005، وهو يصدع دماغنا بتطوير القنوات المصرية.. والحقيقة أن عشرات الملايين من الجنيهات تنفق بلا فائدة تذكر.. لأن «الفقي» نفسه يفتقد الفكر والرؤية الإعلامية التي تجعله قادرا علي الدخول في منافسة مع الآخرين. الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء - نفسه - خرج عن شعوره ووجه اللوم إلي أنس الفقي بسبب ضعف وارتباك التليفزيون المصري في أزمة غزة الأخيرة.. نظيف قال بالحرف الواحد: «إن مصر تنقصها المنظومة السليمة علي المستوي الإعلامي.. وقال: من غير اللائق أن تكون لدنيا إمكانيات كبيرة ولايصل صوتنا إلي العالم بالمقارنة مع ما أحدثته قناة الجزيرة من وجع في قلب القاهرة. والحقيقة التي أخفاها الدكتور نظيف.. أن الخلل الحقيقي في المنظومة الإعلامية، أنه لاتوجد منظومة إعلامية من الأساس.. فلو كانت هناك منظومة إعلامية ماكانت مصر لتقف في ركن ضيق ليرشقها الجميع.. لو كانت هناك منظومة من أساسه ماهرب المشاهد المصري لمشاهدة قناة الجزيرة لمتابعة الأحداث الهامة ولم يكن أحمد نظيف وحده الذي انتقد أنس الفقي «الوزير المعجزة» .. هناك ثورة في مجلس الشعب ضد الفقي، 4 استجوابات وأكثر من 20 طلب مناقشة وإحاطة من نواب معارضة وإخوان ومستقلين تتهم أنس الفقي «الوزير المعجزة» بالفساد والإهمال وإهدار المال العام.. الدكتور إبراهيم الجعفري عضو مجلس الشعب تقدم باستجواب لسحب الثقة من الوزير المعجزة بسبب انتشار المحسوبية والمجاملات داخل ماسبيرو ومخالفة أنس الفقي لقانون وزارة الإعلام.. أوراق الاستجواب كشفت عن مديونية اتحاد الإذاعة والتليفزيون لبنك الاستثمار التي بلغت 7 مليارات جنيه.. أين ذهبت هذه المليارات ياوزير الإعلام؟.. المستندات كشفت أيضا أن خسائر مدينة الإنتاج الإعلامي بلغت 800 مليون جنيه، وأن 1200 موظف من أبناء المسئولين يعملون بها، وانتقد الاستجواب المحسوبية وانتشار الفساد المالي وضبط 150 قضية فساد بالتليفزيون في الفترة الأخيرة. أما النائب مؤمن زعرور فقد حملت أوراق استجوابه لوزير الإعلام أنس الفقي الكثير من الاتهامات بالفساد.. الأوراق تقول: إن مساهمات اتحاد الإذاعة والتليفزيون في رءوس أموال 9 شركات بلغت 1.6 مليار جنيه، وقد تم تمويل جانب كبير من تلك الاستثمارات - كما يؤكد جهاز المحاسبات - من قروض من بنك الاستثمار القومي بلغت 705 ملايين جنيه في حين بلغت الإيرادات 19 مليون جنيه، وتحمل الاتحاد فوائد 705 ملايين جنيه.. أما النائب محمد العمدة، فقد تقدم ببلاغ للنيابة الإدارية ضد الوزير المعجزة يتهمه بتشويه جلسات المجلس أثناء عرضها علي التليفزيون مما يعد مخالفة لقانون اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي يفرض علي الوزير عرض جميع المناقشات تحت القبة.. إلا أن الوزير المعجزة يتحدي القانون، وحول التليفزيون إلي قطاع خاص به وبشلته في الحزب الوطني! ولا نعرف من يحمي هذا الرجل.. وكيف صعد بسرعة الصاروخ إلي هذا المنصب رغم أنه لا يمتلك الأدوات التي تؤهله لتولي وزارة بهذا الحجم .. وزارة من المفترض أنها تخاطب عقل الأمة وتشكل وجدان الشعب. لا أحد يعرف كيف صعد «الفقي» إلي هذا المنصب ومن يحميه لكي يتحول بين يوم وليلة إلي اخطبوط.. فهو حاصل علي بكالوريوس تجارة عام 83 وفور تخرجه عمل موظفا في إحدي الشركات لتسويق الموسوعات الأجنبية.. ثم فجأة وبدون سابق إنذار أصبح رئيسا للهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2002.. وبعد عامين فقط قفز «الفقي» ليتولي وزارة الشباب.. وفي أقل من عام أي عام 2005 أصبح وزيرا للإعلام!! والسؤال المحير: ماهي المعجزات أو النجاحات التي حققها أنس الفقي في مشواره لكي يتولي وزارة بحجم وزارة الإعلام أو ماهي مقاييس اختياره؟!.. والسؤال الأهم: ماذا فعل منذ أن تولي الوزارة حتي كتابة هذه السطور؟!.. الجواب يمكن أن تعرفه عندما تسير في شوارع مصر من شمالها إلي جنوبها عندما تشاهد الملايين من أطباق الدش التي تبحث عن القنوات الفضائية المصرية الخاصة والعربية والأجنبية.