أطلق مركز الأزهر العالمى للفتاوى الالكترونية، باقة متنوعة من النشاطات الدعوية والتوعوية، بمناسبة للاحتفال والاحتفاء بمولد سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإحياء هذه المناسبة العطرة العزيزة على قلب كل مسلم ومسلمة. وقرر المركز الاحتفال بعدة طرق أهمها فيما يلي:
إطلاق حملة إلكترونية عبر صفحات المركز الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان: «#ولد_الهدى صلى الله عليه وسلم»، تُذكّر بسيرته صلى الله عليه وسلم، وتبين علو قدره ومنزلته، وكريم شمائله وفضائله صلى الله عليه وسلم.
إطلاق برنامج مصور تحت عنوان: «#الأسوة_الحسنة»، يتحدث عن أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعاليمه السمحة؛ بما يحقق رفعة الأمة وسموها؛ أخلاقيًّا، وفكريًّا.
إطلاق بث حي للاحتفال بميلاد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من داخل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يوم الأربعاء القادم، على مدار ساعتين، وبحضور قيادات الأزهر الشريف.
نشر كتيب المركز التعريفي بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «ولد الهدى»، والذي يتناول: شمائله، وفضائله، ومكانته، وهديه، وحقوقه، ويحث جميع المسلمين على الاقتداء به واتباع سنته صلى الله عليه وسلم.
المشاركات الإعلامية المتميزة لأعضاء المركز في العديد من القنوات التليفزيونية، وعبر أثير الإذاعات، وبالتعاون مع المواقع الصحفية الإلكترونية، باللغة العربية وعدد من اللغات الأجنبية.
المشاركة الصحفية بنحو 30 مقالًا مُتنوعًا عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفاته الخُلقية والخِلقية.
إطلاق نحو 20 بثًّا مباشرًا عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على صفحات المركز، والعديد من المواقع الإلكترونية باللغة العربية واللغات الأجنبية.
الإجابة على نحو 500 فتوى واردة عبر منافذ المركز الإفتائية الإلكترونية حول عدد من القضايا، منها:
مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وكيفية الاحتفال به، والرد على من يحرمون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم.
رصد الفتاوى المتشددة حول الاحتفال بالمولد النبوي، وتفنيدها، والرد عليها من خلال قسم متابعة المحتوى الديني في وسائل الإعلام التابع للمركز.
يستقبل المركز مكالمات واستفسارات الجمهور من خلال الاتصال الهاتفي يوميًّا على هاتف رقم: 19906، وعبر رسائل فيس بوك الخاصة، وعبر تطبيق المركز لتلقي الفتاوى.
يشارك قسم فتاوى النساء بمجهودات مميزة في الحملات الإلكترونية المُصورة، والبرامج الإعلامية، والمقالات الصحفية.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من المندوبات، وهو مظهر من مظاهر تعظيمه وتوقيره صلى الله عليه وسلم الذي هو عنوان محبته صلى الله عليه وسلم، التي لا يكتمل إيمانُ العبدِ إلا بتحقيقها.
وأضاف مركز الأزهر للفتوى، هل ينكر عاقلٌ ذو لُبٍّ سليمٍ جوازَ الفرحِ بمولدِه، والاحتفاءِ بطلعته المُنيرةِ علىٰ الأرض صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة الشرعية التي تندرج كلُّ تفصيلةٍ منها تحتَ أصلٍ من أصولِ الشرع الشريف، وقواعده الكلِّيَّة، جاء ذلك عن سؤال أجاب عنه مركز الأزهر مضمونة:" حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟.
إنَّ بدرَ التتمةِ، وسيدَ الأئمَّةِ، نبينَّا محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الذي أتمَّ اللهُ تعالىٰ به النعمةَ، وقوَّم به الملةَ، وهدىٰ به العربَ والعجمَ، وحلَّت به أكابرُ النِّعَم، واندفعت به عظائمُ النِّقَم، فميلادُه صلى الله عليه وسلم كان ميلادًا للحياة. وفي يوم الميلاد تتم نعمةُ الإيجاد التي هي سببُ كلِّ نعمةٍ بعدَها، ويومُ ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم سببُ كلِّ نعمةٍ للخَلْقِ في الدنيا والآخرة.
وقد كرَّم اللهُ تعالىٰ أيامَ ميلادِ الأنبياء علىٰ نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وجعلها أيامَ بركةٍ وسلامٍ؛ فقال سبحانه وتعالىٰ عن سيدنا يحيىٰ بن زكريا علىٰ نبينا وعليهما الصلاةُ والسلامُ: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ...} [مريم:15]، وقال علىٰ لسان سيدنا عيسىٰ ابنِ مريم علىٰ نبينا وعليهما السلام: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ...}. [مريم:33]
وكما كانت لبني إسرائيلَ أيامٌ نجَّاهم اللهُ تعالىٰ فيها من ظلمِ فرعونَ وبَطْشِهِ، وأمر نبيَّه موسىٰ علىٰ نبينا وعليه الصلاةُ والسلامُ أن يذكِّرهم بها؛ فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَىٰ النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم:5]، فكذلك من أيام الله تعالىٰ علىٰ أهل الأرض مولدُ النبي صلى الله عليه وسلم الذي دفع اللهُ به عن أهل الأرض ظلماتِ الغيِّ والبغيِ والضلالة.
وقد سنَّ لنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بنفسه جنسَ الشكرِ لله تعالىٰ علىٰ ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه». [أخرجه مسلم]
وإذا ثبت ذلك وعُلم فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَّ يومُ مولدِه من غير البهجة والسرور والفرح به صلى الله عليه وسلم، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانًا وشعارًا.
قال الإمام السخاويُّ رحمه الله تعالىٰ في (الأجوبة المرضية ج3 ص1116 ط. دار الراية 1418ه): ثم ما زال أهلُ الإسلامِ في سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم وشرَّف وكرَّم، يعملون الولائمَ البديعةَ المشتملةَ علىٰ الأمورِ البهِجَةِ الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويُظهرون السرورَ، ويَزيدون في المبرَّاتِ، بل يعتنون بقراءة مولدِه الكريمِ، وتظهر عليهم من بركاته كلُّ فَضْلٍ عميم)اه.
وما ذكره الإمامُ السخاويُّ رحمه الله تعالىٰ هو ما نقصده بعمل المولدِ النبويِّ المُنيف صلىٰ الله وسلم علىٰ صاحبه.