قد يكون طبيعيا أن يتربص أصحاب القنوات الخاصة من رجال الأعمال بماسبيرو.. أن يسعوا لإسكات صوته إذا ما علا وأن يجهضوا كل خطوة يروا أنها قد تعجل بعودة ماسبيرو بقوة ليقف علي قدميه من جديد. من الطبيعي أيضا أن يقف أصحاب الوكالات الإعلانية حائلا دون أن يتم ما اتفق عليه من بروتوكولات كانت ستدر دخلا كبيرا لماسبيرو. مصلحة هؤلاء الا يقف ماسبيرو علي قدميه. لأن عودته تعني أنه سيشاركهم كعكة الإعلانات وهي الكعكة التي كان ماسبيرو يحصل علي النصيب الأكبر منها قبل ثورة 25 يناير.. هؤلاء لا أحد يلومهم فيما يسعون إليه.. لكن يمكنك أن تلوم الحكومة وتلقي بالمسئولية كاملة عليها.. هي دون غيرها لأنها تمكن هؤلاء من النيل من ماسبيرو. هناك وقائع كثيرة تؤكد الحكومة هي من تعيق أي تقدم في ماسبيرو، ويتدخل رئيسها فيما لا يعنيه وما لا يفهم فيه فيفسد ما يمكن أن يقوم به من هم أهل لهذه المهمة. تربص الحكومة بماسبيرو كان آخرها ما جري من انقطاع للكهرباء في المبنى .. وهي في الحقيقة واقعة خطيرة لأنه أمن قومي، وما جري لا يرض أحد، لكن كان غريبا أن يقيم محلب الدنيا ولا يقعدها .. كأنه كان ينتظر هذه الواقعة لا ليصلح من أمر ماسبيرو أو أن يعالج ما أفسدته الواقعة، لكن لنتهزها فرصة للتخلص من عصام الأمير واصلاحاته. الحكومة استعانت بعصام الأمير رئيسا للاتحاد ومشرفا علي وزارة الإعلام دون أن تمكنه في الواقع من ممارسة مهامة بشكل كبير.. وكانت الأوراق تذهب إلي مجلس الوزراء ولا تعود إلي ماسبيرو إلا بعد شهور.. فالحكومة تصر على تعطيل مسألة الترقيات في المبنى، فمثلا شركة صوت القاهرة بلا رئيس حاليا، منذ 6 أشهر وأرسل الأمير أوراق محمد العمري رئيس القناة الثالثة ليصبح رئيسا للشركة ومازال في درج مكتب رئيس الحكومة حتى الان . المدهش أن رئيس الحكومة سبق ورشح سيدة لرئاسة لوزراة الاعلام يدور حولها الكثير والكثير من الأقاويل، بعضها صحيح، والبعض الاخر لا نملك عليه دليلا، لكنها على الاقل، هي دون المستوى، لا تملك أي رؤية ولا فكرة ولا تعلم خبايا هذا المبني المرعب. ولما حسمت الرئاسة الأمر وطلبت أن يكون عصام الأميرمشرفا علي الوزارة، تلكأت حتى الان في منحه التفويض اللازم لأداء مهامه علي أكمل وجه.. ورغم ذلك حاول الأمير أن يفوت الفرصه علي الجميع ويعمل بقدر ما يستطيع .. في هذا الوقت كانت الرئاسة هي الداعم الأول ل عصام الأمير.. بل كانت داعما أساسيا في المشروعات التي يريد الأمير تنفقيذها في ماسبيرو، وهي المشروعات التي سعدت بها الرئاسة وآمن بها أشرف العربي وزير التخطيط من أهم المؤمنين بماسبيرو ومن المؤمنين بعودته قويا وهي المشروعات التي سبق وأن انفردنا بها هنا في صوت الأمة منذ شهور وقبل أن تلتفت لها أي وسيلة إعلامية أخري. مشروعات الامير كان من ضمنها شركة راديو النيل التي من المتوقع أن تدر دخلا أكثر من 200 مليون جنيه.. ومنها أيضا أيضا أن يتملك ماسبيرو أراضيه بدلا من حق الانتفاع أو التخصيص، وهو أمر ينتظر صدور قرار من الرئيس بمشروع قانون لتنظيمه. واظن أن هذا القرار المهم لو صدر سيمكن ماسبيرو من كل أراضيه بما فيها المبني العريق علي كورنيش النيل.. هناك أيضا مشروع قانون فاتورة الكهرباء وبدلا من مليمين يتم رفعها إلي قرشين لن يشعر بها المواطن لكنها قد تغني ماسبيرو شر السؤال، وشر الاستدانة، وشر طلب الاعانة من الحكومة والموزانة.. ومن المتوقع أن يصدر القرار بمشروع القانونين في يوليو المقبل.. كل هذه المشروعات تجرأ عصام الأمير ودافع من أجل أن تصدر، ساعده في ذلك دعم الرئاسة له وأشرف العربي وزير التخطيط فقط لا غير، ولم يعرها رئيس الحكومة اهتماما، لكنه أقام الدنيا ولم يقعدها في واقعة انقطاع الكهرباء والذي حاول أن يبرئ الكهرباء منها وهي المتهم الرئيسي فيها، بتحميل مسئوليتها كاملة لماسبيرو. المفاجاة أن السيد رئيس الحكومة تناسى عن عمد ومع سبق الاصرار والترصد واقعة انقطاع الكهرباء عن القصر الرئاسي نفسه، وهو أهم مكان في الدولة على الاطلاق، صحيح ان الانقطاع لم يؤثر سوى في المبنى الاداري الملحق بالقصر، لكن كان من الممكن ان يحدث الامر في ظل استضافة الرئيس لرؤساء دول في القصر الرئاسي، فتخيلوا سمعة مصر وقتها. انقطاع الكهرباء وعودتها بذبذبة قوية لم يفسد فقط القصر الجمهوري بمصر الجديدة، بل أفسد جزء مهم من شبكة الاتصالات حيث سقط أهم وأخطر سنترال يتبع الشركة المصرية للاتصالات وهو سنترال رمسيس. هل تحدث محلب عن كل هذا، هل هدد رئيس ديوان رئيس الجمهورية لانه المسئول عن المبنى، هل هدد الرئيس التنفيذي للمصرية للاتصالات بالاقالة او بالتحقيقات جراء سقوط سنترال رمسيس لدقائق بسبب ذبذبة الكهرباء، الذي من الواضح ان من يديرون هذا القطاع (الكهرباء) من الهواة. بل تخصص رئيس الوزراء في مهاجمة ماسبيرو بكل ضراوة، وراح يسعي لتصوير الأمر علي انه جري بيد عصام الأمير ليجدها فرصة للتخلص منه، ليسعد الجميع ملاك الفضائيات، واباطرة الاعلانات، ويسعد محلب شخصيا بانتصاره. رغم ان المبني شهد هدوءا منذ أن جاء عصام الأمير إلي منصبه.. فلم نشهد مظاهرة ولا اعتصاما .. بل هناك محاولات كثيرة علي الأرض لأن يحقق المبني مكاسب مالية مثل الملايين التي حصل عليها من الدوري حوالي 75 مليون جنيه وملايين أخري من وراء بعض البرامج بل أنه استعد بأكثر من 13 مسلسل في رمضان من المسلسلات الكبيرة. تصعيد الحكومة في أزمة انقطاع الكهرباء جعل بعض القيادات في ماسبيرو تحلم بمنصب عصام الأمير بل أن هناك رئيس قطاع مهم وحيوي يعرف أن محلب يحبه ويريد ان يأتي به فأصبح يتحرك في أكثر من اتجاه ويسعي لتلفيق المسئولية لماسبيرو في قضية انقطاع الكهرباء، كي تتخلص من الامير وتأتي مكانه رئيس الوزراء يفكر في 3 شخصيات في ثلاث قطاعات، الأول رئيس قطاع الأخبار والتي تتولاه صفاء حجازي ورغم أن القطاع يعاني من أزمات كثيرة في عهدها. الجميع يعلم من تمثل صفاء حجازي طليقة زكريا عزمي احد أهم رجال مبارك؟.. لكن رئيس الحكومة لا يهمه هذا الامر، بل يسعده كثيرا، فهو واحد من أبناء مبارك المخلصين، وأحد أعظم فلول نظام أفسد حكم مصر. القطاع الثاني التليفزيون الذي يرأسه مجدي لا شين وهناك من يري أن المنصب سيكون عبئا كبيرا عليه ولن يطيق بتبعاته. القطاع الثالث المتخصصة الذي يرأسه حسين زين وهو في الأساس لم يكن أحد يتخيل أنه سيكون على رأس هذا القطاع حتى يصبح رئيسا للاتحاد، فهو رجل يؤدي بشكل روتيني ولا يعرف كيف يواجه الأزمات بل أن يهرب منها مستعينا بمن يرأسه. يتبقى أمر الإستعانة بالأكاديميين كما حدث من قبل، في تجارب ثبت فشلها فشلا ذريعا، مثل تجربة سامي الشريف.. وقد يكون هذا الاختيار الاقرب الى قلب رئيس الحكومة، ليطبق تجربته الفاشلة على مجال أوسع. كل هذا كوم، واشتياق اسامة هيكل للعودة مرة اخرى الى وزارة الاعلام كوم آخر، فلأنه فشل في فترة حكم المجلس العسكري، يحلم بتكرار التجربة مرة اخرى في عهد الرئيس السيسي، ولما لا فالتجارب الفاشلة تملأ اركان البلاد، والدليل بقاء هذه الحكومة بأغلب وزراءها حتى الان.