انطلق صاروخ سلاح الشيش من نادى السلاح بالشاطبى إلى أولمبياد لندن ليفوز بفضية مستحقة على منافسة صاحب اللقب وذلك بعد سنوات عديدة من التدريبات الشاقة والبطولات العالمية منذ أن كان فى العاشرة. فقد فاز بالمركز الثانى على الجمهورية وتوالت الانتصارات والبطولات فقد فاز بثانى جمهورية ثم أول جمهورية تحت 17 ثم فاز بالمركز الثالث فى بطولة البحر المتوسط ثم فاز بأول دورة المتوسط تحت العشرين وأخيراً فى أذربيجان 2010 فاز بأول أفريقيا وعاد إلى الإسكندرية بذهبية مستحقة . وفى نادى السلاح السكندرى كان لنا لقاء مع أول مدرب للبطل علاء الدين محمد السيد أبو القاسم. كابتن عبد الرازق الشرقاوى قال: لعبة السلاح تتكون من ثلاثة أنواع الشيش والمبارزة والسيف وهى تعتمد على القدرات الذهنية والموهبة والتدريب المستمر وعندما بدأ علاء أول مران له فى سن السابعة أبرز موهبة هائلة واستعداداً نفسياً وبدنياً وذهنياً وكانت موهبته تنبىء ببطل عالمى، وقد بدأ يعى أن مستقبله قد بدأ يتشكل ويتحدد وهو دون العاشرة وكان دمث الأخلاق مطيع لا يمل التمرين ولا يتأخر أو يغيب أبداً . أما الكابتن /محمد السيد فهو من تسلم اللاعب علاء منذ كان عمره عشر سنوات وكان بمثابة «الجندى المجهول فى حياة علاء أبوالقاسم. يقول: كان علاء هو الأخ الثالث لأولادى أيمن وأبسل وكنت أهتم بكل تفاصيل حياته حتى اعتقد البعض أنه ابنى فعلا لتشابه الأسماء وهذا ما كان يقوله لى والد علاء عندما أستشيره فى شىء وقد خاض عدة مباريات ودية مع لاعبين أكبر منه سناً وهو تحت الخامسة عشر حتى لا يهاب من يكبره سناً ويكتسب خبرة فى اللعب مع اللاعبين المحترفين وقد فاز بالمركز الثالث على الجمهورية بسبب هذا الاحتكاك ثم توالت انتصاراتنا معا حتى وصلنا إلى المركز الثالث فى بطولة البحر المتوسط وتقدمت إلى برنامج المجلس القومى للرياضة تحت رعاية الاتحاد المصرى للسلاح وكانت الانطلاقة الحقيقية للاعب فقد فاز بكأس العالم تحت 17 وحقق بطولات فى بولندا وإيطاليا والبرتغال وكندا...، ولم يبخل المجلس القومى على اللاعب بأى شىء وكان دائم الموافقة على الاشتراك فى البطولات طالما كان اللاعب مستمرا فى الفوز وكان المجلس يقدم له 2000 جنيه شهرياً كراتب وفى نهاية العام بناءً على تقرير مدربه عن مدى التزامه يتحصل على 1000 جنيه عن كل شهر غير أنه يخصص حوالى 60ألف جنيه للاعب فى السنة تحت بند الملابس والغذاء الصحى لان السلاح يتكلف 1500 جنيه أما البدلة فقد يصل ثمنها إلى 3000 جنيه والقناع يتكلف 2000 جنيه وأخيراً الحذاء يصل سعره إلى 1400 جنيه. أما عم دهب المسئول عن تجهيز وإصلاح الأسلحة فقد حدثنا عن كابتن علاء بمنتهى الحب حيث وصفه بأنه ملاك ذو أخلاق عالية وكريم ويحب كل من حوله ، وقد كان حزينا وهو يتفقد السلاح قبل سفره مباشرةً حيث إنه من نوعية غير التى يفضلها ولكنه ابتسم وتوكل على الله، ومن نوادره أنه قبل بطولة العالم 2010 صمم على الاشتراك فى دورى الجامعات برغم من رفض مدربه لانها بطولة صغيرة ولا تستدعى المغامرة ولكنه صمم وبالفعل اصيب فى احدى المباريات فى اصبعه وبرغم الاصابة فاز بكأس العالم بأذربيجان. وحاولنا الاتصال مراراً وتكرارا بأسرة علاء أبو القاسم ولكنهم رفضوا مقابلة أحد وقمنا بزيارة لمنزل الأسرة بصحبة مدربه القديم كشفيع لنا لديهم. ووافقت نهلة شقيقة علاء الكبرى واعتذرت عن والدتها «الجزائرية الاصل» والتى شعرت بالحرج والضيق بسبب عدم فهم بعض الصحفيين للهجة الجزائرية التى تتكلم بها وقام صحفى بكتابة حوار مختلف عما قالت. أسرة علاء تتكون من والدته السيدة نعمة وأخته المهندسة نهلة وأخته الصغرى عبير أما والده مدرس الرياضيات الأستاذ محمد السيد فقد توفى أثر حادث مروع وهو يعبر طريق الكورنيش وكان أمله الأخير فى أن يصل علاء إلى الاوليمبياد ويفوز بالذهبية، وقد أهدى علاء الفوز لروح أبيه، وكان يستشعر مدى المسئولية الملقاة على عاتقه من أسرته الصغيرة فى تحقيق آخر أمل لوالده الذى هو الآن فى ذمة الله، وقد كان علاء يدرس فى هندسة الإسكندرية ولكن تم فصله بسبب غيابة المتكرر وسفره لأسابيع طويلة. ولذلك فقد انتقل إلى كلية الهندسة بأكاديمية النقل البحرى قسم اتصالات أيضاً ، وقد كان من أول المتصلين لتهنئة الأسرة عميد الكلية ورئيس الأكاديمية وكذلك محافظ الإسكندرية د. اسامة الفولى. أما أهم الأشياء التى يرتبط بها علاء أبو القاسم فى رحلاته البطولية هى سماعات «الوكمن» حتى يعزل نفسه بها عن الآخرين لكى يستطيع التركيز فضلا عن اللاب توب الذى يربطه بأهله وأصدقائه فى أرض الوطن.. إلى جانب مصحف صغير يحمله معه اينما ذهب. أما أجواء المنزل أثناء المبارة فقد كانت الأخت الكبرى فى العمل تشاهد المبارة وسط زملائها وهى تدعى له ويردد من معها، أما الأم فكانت تصلى التراويح وتدعو له فلم تستطع مشاهدة المباراة وفضلت الصلاة والدعاء وكانت عبير الأخت الصغرى فقط هى من تشاهد المباراة وعند إعلان فوزه ملأت الدنيا فرحة وزغاريد وقد تجمع أهالى المنطقة وزملاء علاء وأصحابه وقاموا بعمل زفة اسكندرانى أمام نادى السلاح. نشر بالعدد 608 بتاريخ 6/8/2012