لا صوت يعلو فوق صوت الحرب «الحريمى» وتداخل السياسة فى عالم الرياضة الذى فرض نفسه على احداث الاسبوع الاول لدورة الالعاب الاوليمبية المقامة حاليا فى لندن. الاوليمبياد تحولت من منافسات رياضية شريفة الى وسائل دعائية للسياسة لعبت دور البطولة فيها زوجات قادة الانظمة السياسية فى مختلف الدول وليس الرجال. من يتابع كواليس لندن يجد ان السياسة فرضت نفسها بالامر المباشر فى دورة الالعاب الاوليمبية بفضل التواجد المثير للعديد من سيدات المجتمع من زوجات القادة. ميتشيل أوباما زوجة باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية كانت اول اسم حريمى يظهر فى دورة الالعاب الاوليمبية عندما حرصت على استغلال المناسبة فى الترويج لحملة زوجها للحصول على فترة رئاسية اخرى فى الانتخابات المقبلة التى يخوضها ضد المرشح الجمهورى رومنى. وتواجدت زوجة اوباما بين رياضيى ورياضيات الولاياتالمتحدةالامريكية ل48 ساعة كاملة، وحرصت ان يكون تواجدها خاليا من مراسم الحراسات الشخصية المعتادة واكتفت بمرافقة حارسين فقط لها داخل تجولاتها فى البعثة وجلساتها مع اللاعبين واللاعبات. المثير ان زوجة اوباما كانت حريصة على دعم الاسماء المرشحة لكسب الميداليات الذهبية للولايات المتحدةالامريكية مثل فينوس ويليامز نجمة التنس وبطلة ويمبلدون الاخيرة بالاضافة الى شقيقتها سيرينا ويليامز نجمة التنس وكلتاهما كانتا من اهم المؤيدات لباراك اوباما فى انتخابات 2008 ، بالاضافة الى مارك فيليبس نجم السباحة. المثير ان الايام الاولى التى تواجدت فيها ميتشيل لم تحقق خلالها البعثة الامريكية نتائج جيدة وحلت وصيفة للصين فى سباق الميداليات. الاسم الثانى البارز فى السباق كان الشيخة موزة زوجة أمير قطر التى جاء حضورها الى لندن وتواجدها فى البعثة مثيرا، وقبل ساعات قليلة من احراز الميدالية البرونزية الاولى لقطر فى الدورة، والطريف ان القطريين تعمدوا الترويج الى ان «الشيخة موزة صاحبة فأل حسن» على البعثة بعد ان تزامن حضورها مع احراز ميدالية اوليمبية كانت هى اولى ميداليات العرب الاوليمبية فى منافسات لندن. واستغلت الشيخة موزة تواجدها فى البعثة القطرية فى الترويج بدورها الى مشروعها الخاص بزيادة عدد الممارسة النسائية للعبات المختلفة فى قطر والمشاركة بأعداد كبيرة فى الدورات الاوليمبية المقبلة ، وتمت دعوة جاك روج رئيس اللجنة الاوليمبية الدولية لحضور اجتماع مع الشيخة موزة لمناقشة كيفية تطوير مشروعها فى قطر خلال الاعوام المقبلة. وبرز ايضا فى الصورة وجه نسائى ثالث ولكنه لم يحضر الى الدورة وفى الوقت نفسه كان الحديث عنه من الممنوعات فى بعثة البلاد وهى بعثة سوريا، التى تجنب افرادها الحديث عن أسماء الأسد زوجة بشار الاسد «سفاح سوريا وحاكمها المرفوض شعبيا»، حيث صدرت تعليمات من اللجنة الاوليمبية الدولية الى البعثة السورية بعدم التطرق للجانب السياسى الذى تشهده سوريا حاليا او الحديث عن راعية الرياضة الاولى اسماء الاسد من جانب اللاعبين المشاركين بعد حملة الترويج لأسماء الاسد زوجة بشار فور وصول البعثة . نشر بالعدد 608 بتاريخ 6/8/2012