حكايات الأيام مع صلاح منتصر الذي عاش سيد قراره حتى رحلته الاخيرة

ودعت الصحافة المصرية، اليوم، الأستاذ صلاح منتصر، أحد روادها الكبار، عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد صراع مع المرض، حيث خرج جثمان الفقيد في رحلته الأخيرة من مؤسسة الأهرام الصحفية، التي قضي فيها 60 عاما في أركانها وبين إصداراتها محرر ورئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة.

ولد صلاح منتصر في القاهرة، في 6 أغسطس 1935، وتربي في دمياط صغيرا بعد وفاة والدته وحصل على الثانوية من مدرسة دمياط الثانوية، والتحق بكلية الحقوق جامعة عين شمس، وتخرج منها عام 1956، ثم قام بالعمل مع الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل كصحفي بمؤسسة الأهرام، ثم بدأ بالكتابة بعموده الشهير مجرد رأي والذي اشتهر بكتابته طوال هذه السنوات.
وبرغم مؤلفات صلاح منتصر الكثيرة والتي حملت قراءة متفردة للتاريخ لكن ظلت خاطرة (أنت سيد قراراك) والتي كتبها في يوم 7 من فبراير سنة 1991 كدعوة لترك التدخين، والتي كانت مقرر تدريسها على الطلاب المرحلة الثانوية حاضرة في أذهان ملايين الشباب المصريين والمئات ممن كانوا يسعون وراء حلم الالتحاق بمسيرة الصحافة المصرية.


بدأ صلاح منتصر مسيرته الصحفية وهو طالب بالسنة الثانية بكلية الحقوق، حيث عمل بمجلة «الجيل الجديد» وانتقل منها إلى مجلة «آخر ساعة» التي كانت آنذاك ملكًا لمصطفى وعلى أمين، ثم انتقل إلى أخبار اليوم، وكانت كل هذه الإصدارات خاصة، وظل يعمل بها حتى مارس 1958، حيث انتقل مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، إلى الأهرام، في مارس 1958، وظل يعمل معه حتى 1974، وعلى هذا فإنه لم يقدر لأحد من الصحفيين المصريين أن يعمل مع الأستاذ هيكل طيلة 21 عاما قضاها معه صلاح منتصر.


ومن مؤلفاته توفيق الحكيم في شهادته الأخيرة، الشعب يجلس على العرش، وكلام في الوقت الضائع، الذين غيروا في القرن العشرين، عن مركز الأهرام للترجمة والنشر، 2000، ويعرض فيه بطريقه شيقة أهم الأحداث وأهم الشخصيات التي أثرت في القرن العشرين ويلقي الضوء أيضا على أهم الاختراعات التي أثرت في هذا القرن، من عرابي إلى عبد الناصر، وحكايات الأيام، ومبارك من الصعود إلى القمة إلى السقوط للهاوية، وصباح الخير يا بلد، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ورحلتي إلى آخر العالم عن مركز الأهرام للترجمة والنشر.


عين صلاح منتصر رئيسًا لمجلس إدارة «دار المعارف» ورئيسًا لتحرير مجلة «أكتوبر» في الفترة من 4 فبراير 1985 حتى 2 يناير 1994، ثم عاد بعدها إلى الأهرام، واختير عضوا لمجلس إدارة دار الكتب إلى الآن، كما كان عضوا بمجلس الشورى منذ 1989 لثلاث دورات، أي لمدة 18 عاما، وكان بذلك الصحفي الوحيد الذي استمر عضوا في مجلس الشورى لأربع دورات.